أيها المسلمون: أمام هذا الهدف الفظيع لا بد لكم من اليقظة وإدراك حقيقة ما يدبِّره لكم الكفار وأتباعهم.
إنكم مَدْعُوّون اليوم للدفاع عن عقيدتكم ودينكم، وعن وجودكم كأمة، لأن الأمم تبقى ببقاء مبادئها وتزول بزوالها.
لقد آن أوان المفاصَلة بين الحق والباطل وبين الحياة والموت. فأميركا والغرب الكافر، وحكامكم، ومَن حولهم من سياسيين ومفكرين ورجال اقتصاد وإعلام وغيرهم من المضبوعين بالرأسمالية والمفتونين بطريقتها في العيش، وكل المنادين بالديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان وسياسات السوق في خندق واحد هو خندق الباطل، والواعون المخلِصون من حَمَلة الدعوة الإسلامية ومعهم كل الغيورين على دينهم من أبناء الأمة الإسلامية في خندق الحق.
وإنها لمعركة فاصلة يتقرر فيها مصيركم، إذ ليس بعدها إلا الحياة وعزة الدنيا والآخرة، أو الموت وخزي الداريْن لا قَدَّر الله. فكل مسلم مؤمن بالله ورسوله، وبالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، مطالَب اليوم بالوقوف في خندق الحق، ولا خيار له في ذلك، لأنه لا مجال في هذه المعركة المصيرية للوقوف على الحياد.
ولا شك في أن خطر الفناء سيظل يتهددكم ما بقيتُم كالغنم السائبة بلا راعٍ يحميها ويَذُبّ عنها العوادي. والإسلام قد حدّد لكم راعيكم، وبيّن أنه خليفة تبايعونه على العمل بكتاب الله وسنّة رسوله.
وقد طال عيشكم بلا خليفة، وفي ذلك معصية لله من أكبر المعاصي، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ?مَنْ ماتَ وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية?.
فالخليفة وحدهُ القادر على جمع شملكم، ولَمّ شعثكم، ودفْع الأذى والسوء عنكم، وإعادتكم إلى هويّتكم الحقيقية، التي أرادها الله لكم: خير أمة أخرجت للناس.
وإنكم والله لقادرون على الخلاص مما أنتم فيه من إثم وشقاء إذا أخلصتم النيّة وصدقتم العزيمة.
والكفار وأشياعهم من دعاة الضلال يدرِكون هذه الحقيقة، ولذلك يُشِيع حكامكم بينكم أجواء الخوف والرعب والإرهاب حتى لا تجرؤوا على الجهر بالحق، وتَسْتَخْذوا للكفر والكفار.
وفي مقابل ذلك فإن الله يأمركم أن لا تخافوهم، وأن تخشوه وحده، حيث يقول سبحانه {فلا تَخافوهُم وخافونِ إن كنتم مؤمنين}. ووعدكم إنْ فعلتم ذلك أن ينصركم، حيث يقول {إن ْ تَنْصُروا الله يَنْصُركُم ويُثَبِّتْ أقْدامَكم}.
والله لا يخلف وعده، فلم يبقَ إلا أن تنصاعوا لأمره وتنصروه بنبذ الرأسمالية الكافرة، وكل ما تدعو إليه من ديموقراطية وتعددية وحقوق إنسان وسياسات السوق، والتصدّي لكل مَن يروِّج لها.
ولا تكتمل نصرتكم لله إلا بالعمل مع الواعين المخلِصين منكم لإقامة الخلافة، الدرع الواقي للأمة الإسلامية من الكفر والفرقة والأذى والشر.
فإلى نُصْرة الله ندعوكم أيها المسلمون.
{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} صدق الله العظيم
|