أختي... زوجك جنتك ونارك
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أول حق للزوج على زوجته، هو معرفة مكانته وأهميته بالنسبة لها. ومعرفة هذا الحق مهمة يتوقف عليه سلوكها وكيفية التعامل مع واجباتها تجاهه، وذلك لأن مكانة الزوج في الإسلام هي مكانة تفوق كل تصور. ففي الحديث الذي رواه حصين بن محصن: عَنْ عَمَّةٍ لَهُ، أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ الْحَاجَةِ، فَقَضَى حَاجَتَهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟»، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟»، قَالَتْ: مَا آلُوهُ، إِلا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ». أي أن طاعتك له تسعدك في الدنيا وتدخلك جنة الله في الآخرة، ومعصيتك له تشقيك في الدنيا، وتغضب الله عليك فتدخلك النار...
ومن الطاعة للزوج حسن المعاشرة؛ وهي دليل ذوق وتربية، وبه يكون دوام المحبة والرحمة. والمعاملة بالحسنى من طرف الزوجة هو دليل واضح على حسن تربيتها، وعلى استقامتها وصلاحها.. «خَيْرُ فَائِدَةٍ أَفَادَهَا الْمُسْلِمُ بَعْدَ الْإِسْلَامِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ تَسُرُّهُ إذَا نَظَرَ إلَيْهَا، وَتُطِيعُهُ إذَا أَمَرَهَا، وَتَحْفَظُهُ إذَا غَابَ عنهَا فِي مَالِهِ وَنَفْسِهَا»، ومن الطاعة للزوج أن لا تطيع أحداً في معصيته ولو كان أبويها.
ولا تخرج من بيته إلا بإذنه؛ ولو كانت ذاهبة إلى أبيها وأمها، وهذا يدل على أن عليها أن تستأذن بالخروج إلى أي مكان.
رحم الله نساء السلف الصالح فهن نماذج مضيئة في حياة الأمة، فما أجمل أن نقتدي بهن لننال من الأجر مثل أجورهن.. فهناك أم حكيم بنت الحارث، الوفية الصابرة المجاهدة هي أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومية زوجة عكرمة بن أبي جهل ابن عمها. أسلمت يوم الفتح، أما زوجها عكرمة فولى هاربا خوفا من المسلمين إلى اليمن، فاستأذنت الرسول لأن تلحق به، وتأتي به مسلما بإذن الله، فأذن لها، وعادت أم حكيم بزوجها عكرمة، ليعلن انسلاخه من جاهليته، ويدخل في دين الله... وهناك نموذج آخر، لزوجة صالحة واعية على أمور دينها وحقه عليها، وهي جولينار زوجة البطل محمود قطز، حيث اشتركت مع زوجها قطز قائد معركة عين جالوت فقاتلت بشجاعة حتى استشهدت فداء لدين الله، وعندما سقطت شهيدة في المعركه رآها زوجها القائد المظفر فقال: وازوجتاه! فقالت له: لا تقل وازوجتاه، بل قل: واإسلاماه!!..
الله أكبر.. نعمت الزوجة هي...
أين زوجات وبنات اليوم من هذا الفهم الدقيق لحق الزوج وضرورة فهمها لحقوقه عليها، حيث نرى الكثيرات ممن أعمتهن طاعة الأمهات وحسن الاستماع لهن فيما يغضب الله ويسخط الزوج، ويعكر صفو بيت الزوجية.. فنسمع أن بعض الزوجات يُطعن أمهاتهن في معصية أزواجهن، ويؤذين أزواجهن بناءً على توصيات الأمهات، لهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية بأن المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك لها من أبويها، وطاعة زوجها أوجب وقال: "لا يحل لها أن تطيع واحداً من أبويها في طلاقه، إذا كان متقياً لله فيها". فنجد بعض الزوجات قد ألهتهن المظاهر الخادعة فيعبدنها ويقدمنها على حق أزواجهن، فنرى الضجر في تصرفاتها، وعدم رضاها عما يجلب لها، تكثر الشكاة وتكفر العشير، ولا تشكره على معروف يؤتيه..
فالاعتدال والقناعة ضروريان للزوجة لتحظى ببيت زوجية هادئ وأركانه ثابتة. لا يزعزعه فقر الحال، ولا ضيق ذات اليد.. فعليها أن ترضى بالقليل، وأن تشكر زوجها على ما يقدمه لها من طعام وشراب وثياب، مما هو في قدرته، وأن تدعو له بالعوض ولو لم تحصل على كل ما تتمناه... فهذه همسة في أذن الزوجة.. أن زوجك جنتك ونارك.. فاتقي الله فيه وفي نفسك...
وصرخة في أذن الأمهات، الله الله في بناتكن. اتقين الله فيهن، وكن عونا لهن على قيامهن بمسؤولياتهن على أكمل وجه، فكوني الناصحة الموجهة، والمربية التقية، لتسعدي لسعادة واستقرار فلذة كبدك: ابنتك.
أعده للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فريق صفحة المرأة والشريعة على الفيسبوك