زيف ودجل وافتراء رافعي شعار حقوق المرأة وتمكينها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد شغلت المرأة المسلمة الكثير من الحقوقيين في العالمين الغربي والعربي، آخذين على عاتقهم "الارتقاء بها وانتشالها من حضيض واقعها"، صوروا لها وأقنعوها بسوء حالها، وأدخلوا الشك والريبة إلى جوفها، حتى ساورتها الشكوك وأحاطت بها الهموم، متباكية على حالها وسوء معاشها، فباتت تتخبط باحثة تلهث وراء سراب الحقوق، فأوقعت نفسها فريسة بين يدي أعداء الإسلام لينفذوا من خلالها للمجتمع الإسلامي؛ فقد أخذت الجمعيات الحقوقية المصطنعة تهاجم الإسلام زاعمة أنه دين يضطهد المرأة، ويسلبها حقوقها، واتخذوا لذلك مداخل متعددة مثل تعدد الزوجات، وإباحة ضرب المرأة، وعدم المساواة في الميراث والشهادة، وعملها وعدم مساواتها بالأجر مقارنة بالرجل، والاختلاط، وتنظيم النسل، وتولي المرأة القضاء.. فكان انتقادهم لحال المرأة المسلمة واضحاً وجليّاً أنه هجوم على قيم الإسلام الذي أخرج المرأة من ذل الجاهلية إلى عز الإسلام؛ فالدعوة التحررية هي في الواقع دعوة إلى إرجاعها إلى الذل والأسر وإلى دمية لمجرد المتعة واللهو...
وإمعانا منهم في تضليلهم للمرأة وسلبها راحة بالها واستقرارها في أسرتها ومكمن أمنها، جعلوا لها يوما عالميا، تجتمع فيه جميع الأبواق الناعقة والمتشدقة بحقوق المرأة، يتباكون فيه على حالها، ويندبون فيه حظها، وتتعالى فيه أصواتهم منادين بإنصافها وإنهاء معاناتها.. فكان يوم المرأة العالمي شاهدا على هجمة الغرب على المرأة المسلمة باسم الحقوق والحريات...
وهم بذلك قد تعاموا عن حقيقة وضعها، وتقدير الإسلام وإنصافه لها، وغضوا الطرف عن حالة الاستقرار الذي تعيشه الأسرة المسلمة مقارنة بوضع الأسرة في الغرب؛ فالمرأة في العالم الإسلامي لا تعاني مثلما تعاني المرأة في الحضارة الغربية. حيث ظلمت المرأة وحطت من شأنها وهضمت حقوقها وأسهبت في واجباتها.. ولا زالت.. حتى أصبحت الشغل الشاغل لكل الأنظمة والاحزاب السياسية والدينية والجمعيات الحقوقية في العالمين العربي والغربي.. لكل من لا عمل له ولا هدف.. فأصبح عملها اللهاث وراء المطالبة بإعطاء المرأة حقوقها المسلوبة، والانتصار لمكاسبها المهضومة، والذود عن حياض مطالبها المشروعة، والاستماتة لتحقيق طموحاتها اللامحدودة.. وفي مقدمتها التبرج والسفور والاستقلال التام عن الزوج والأسرة... هذا من جهة، ومن جهة أخرى تحجيم دورها وتحديد عملها وتقنين حقوقها وتقييد تحركاتها وجعلها مجرد لعبة للتسلية واللهو.. بأيدي تجار المبادئ، وسماسرة العادات ومحتكري التقاليد... وهم الأبعد عنها مسافة؛ قولا وممارسة... غربياً باسم الحضارة والتقدم والديمقراطية والعدالة وتحرير المرأة.. وعربياً باسم العادات والتقاليد والتعاليم وخصوصيات المرأة.. زورا وبهتانا.. فالغرب يدعو الى تحرير المرأة (المسلمة) من ظلم المجتمع.. وطغيان الرجل.. وقيود الحجاب.. وإرهاب النقاب.. باعتبار أنه حجاب على العقل ونقاب على الفكر.. قبل أن يكون حجاباً للرأس وغطاء للوجه.. هكذا حددوا وهكذا قرروا.. فانصرفوا إلى تحرير المرأة من الحجاب.. مع إدراكهم التام بما يعنيه الحجاب للمرأة المسلمة المحافظة على دينها والمتمسكة بتقاليدها.
بالمقابل فقد ساوى الغرب بين الرجل والمرأة في كل شيء؛ مساواة شاذة وخلط مشوّهٍ ممسوخ بين خصوصية كل منهما، في هتكٍ واضح وفاضحٍ لآدمية الإنسان وتحقيرٍ شنيع للفطرة والمعايير الإنسانية وتعدٍّ سافر على القيم والأعراف... فالمرأة في الغرب يُزجُّ بها في أتون الحروب في القارات والمحيطات، وتكلَّف برفع الأثقال في الموانئ والمصانع، وترفع القمامة من الشوارع في كل الأوقات والطقوس، ولا تُعطى إجازة أكثر من أسبوع واحد بعد الوضع... فأين هو العدالة والمساواة؟ وأين هي الحقوق التي يتشدقون بها ويزبدون؟ ألا بئست العدالة وبئست الحقوق.
فكيف نأمن على مجتمعاتنا ونسائنا من جمعيات خرجت من قلب الفساد والكساد الحضاري والفكري!! ألم تشهد الإحصائيات على معاناة المرأة في بلادهم!! فكم من المعذَّبات والمضطهدات ممن لا يجدن من ينتشلهن وينقذهن من واقع مرير عشنه ولا زلن في ظل حضارة الاستغلال والاستهتار بحياة المرأة والإنسان بشكل عام!! أيعقل بنا ونحن أصحاب أسمى رسالة وأعظم حضارة أن ننظر بعين القدوة والتأسي لمن احتقر ودمر وأهلك البشرية بنظام لا يصلح إلا كشريعة للغاب!!
أعده للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فريق صفحة المرأة والشريعة على الفيسبوك