الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
المبدأ الذي يجب أن يُتبع في تحديد السلوك الجيد والسلوك السيئ هو الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المبدأ الذي يجب أن يُتبع في تحديد السلوك الجيد والسلوك السيئ هو الإسلام

 

 

الاختلاف بين الوالدين

 

يختلف كثير من الآباء على تحديد السلوك المرغوب فيه الذي يجب على الأولاد الالتزام به أو تحديد السلوك غير المرغوب فيه الذي يجب على الأولاد البعد عنه. وينطلقون في اختلافاتهم هذه من منطلقات عدة منها العادات والتقاليد والرأي العام السائد، والأنظمة والقوانين المعمول بها، وقد ينطلقون من خلال نظرتهم للحياة وتفسيرهم للخير والشر فيحكمون على الأشياء والأفعال خيرًا أو شرًّا من خلال حبهم أو كراهيتهم لهذه الأشياء والأفعال، فما يحبونه يصفونه بالخير وما يكرهونه يصفونه بالشر.

 

أو قد ينطلقون في أحكامهم من خلال النفع والضرر الذي يصيبهم، فإذا عاد عليهم الشيء أو الفعل بالفائدة حكموا عليه بالحسن والصلاح وإذا عاد عليهم بالضرر وصفوه بالقبح والسوء. ومثل هذه الأحكام عرضة للاختلاف والتناقض والتفاوت والتأثر بالبيئة والظروف.

 

أثر هذه الخلافات: ومثل هذه الخلافات بين الآباء والأمهات تؤثر على الأولاد سلبا، فمن الظلم أن يعاقَب الطفل ويثاب على نفس السلوك. عندما تقول الأم شيئا ويقول الأب شيئا آخر ينزعج الطفل لأنه بحاجة إلى أن ينال الاستحسان من كليهما، وإذا حاول الانفصال عن أحدهما للاقتراب من الآخر لإرضائه شعر بالضياع والاضطراب لابتعاده عن أحد والديه.

 

الخروج من دائرة الاختلاف: من أجل ذلك لا بد أن يكون هناك مرجع واحد يرجع إليه الآباء في إصدار أحكامهم وتقييمهم للسلوك، وهذا المرجع هو القرآن والسنة، فما اعتبره الإسلام سلوكا سيئا وجب على الوالدين اعتباره كذلك، وما اعتبره سلوكا جيدا وجب على الوالدين اعتباره كذلك، فالإسلام هو المحك الذي نرجع إليه في تقييمنا للسلوك. إذ لا يمكن تفجير طاقات أبنائنا إلا باستخدام النظام الذي وضعه الخالق لنا.

 

السلوك تفاعل بين المفاهيم والميول

 

إن السلوك نتاج تفاعل بين المفاهيم والميول، فإذا أحسن الوالدان إصلاح المفاهيم والميول أصلحا السلوك حتما، فبدلاً من إصلاح هذا السلوك أو ذاك أصلح ما وراء السلوك من مفاهيم وميول، وقبل أن تصلح مفاهيم ابنك وميوله أصلح مفاهيمك وميولك لأنك قدوة لابنك وما يراه فيك يتشربه.

 

أما المفاهيم فهي الأفكار التي لها واقع مدرك في الذهن ولهذا يؤمن بها الإنسان ويصدقها وتؤثر في سلوكه، أما الميول فتأتي نتيجة لربط الدوافع بالمفاهيم، مثل المشاجرات التي تحدث بين الأولاد فسب المسلم لأخيه المسلم فسوق وهو حرام لقوله e «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» فإذا ما تعلم الابن أن مشاجراته مع زملائه وسبه لهم حرام تكون لديه مفهوم.

 

أما الميل نحو كراهية الشجار فيتكون من ربط المفهوم بالدافع، يوجد لدى الأولاد دوافع متعددة منها دافع القوة أو دافع الشجاعة، فيربط بين المفهوم حرمة المشاجرات وبين دافع القوة أن القوة ليست في استعراض العضلات أمام الأصحاب والأصدقاء وإنما القوة هي في امتلاك النفس عند الغضب وعدم السماح لها بالانفلات والقيام بعمل محرم فيه اعتداء وظلم على الآخرين لقول الرسول e «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ».

 

صدور المفاهيم والميول عن قاعدة واحدة: وهنا يجب الانتباه إلى أن تصدر مفاهيمنا وميولنا عن قاعدة واحدة، حتى تتكون لدينا شخصية متميزة، يدرك الأطفال كيفية التعامل معها، فإذا كانت المفاهيم والميول تصدر من الإسلام كانت الشخصية شخصية إسلامية مميزة؛ ترى هذا السلوك حلالا فتحبه وترى هذا السلوك حراما فتكرهه. لماذا؟ لأنها اتخذت الإسلام مصدرا للحكم على السلوك بالحلال والحرام، كما اتخذت الإسلام مصدرا لنوع المشاعر كالحب والكراهية، فما أمر به الإسلام يجب أن تفعله، حتى لو كرهته أو أصابك ضرر منه. قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 216].

 

وما حرمه الإسلام يجب أن تتركه حتى لو كان فيه بعض الفائدة. قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا﴾ [البقرة: 219].

 

ولهذا يجب التحكم بالميول وتوجيهها الاتجاه الصحيح المنضبط بأحكام الإسلام، قال رسول الله e: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» (رواه أبو نعيم ونصر بن إبراهيم المقدسي وصححاه كما صححه النووي ومن هنا وجب على الوالدين أن تكون أفكارهما ومشاعرهما ومفاهيمهما وميولهما صادرة عن الإسلام وأحكامه حتى يعرف الطفل ما الذي يرضيهما وما الذي يغضبهما فيحسن التعامل معهما.

 

أما إذا كانت مفاهيم الوالدين في وادٍ وميولهما في وادٍ آخر كانت شخصيتهما لا لون لها ولا طعم، شخصية مائعة متخبطة، وهذا ينعكس بدوره على الأبناء فيتخبطون في التعامل مع الوالدين، وستكون معرفتهم بردود أفعال آبائهم غامضة فتصيبهم الحيرة والاضطراب. أما إذا عرفوا أن الإسلام هو مصدر أحكامهم ومشاعرهم فعند ذلك يؤمنون بصحة القواعد السلوكية التي يضعها الوالدان، ويثقون بها فيحرصون على الالتزام بها وعدم الاعتراض عليها.

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نجاح السباتين – ولاية الأردن

 

 

وسائط

1 تعليق

  • omraya
    omraya الأربعاء، 01 آذار/مارس 2017م 13:36 تعليق

    جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع