الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حقوق المرأة مؤامرة خبيثة لتغريب المرأة المسلمة

 

لم يكتف الكافر المستعمر بهدم دولة الخلافة التي كانت تذود عن كرامة المرأة المسلمة وعرضها، ولم يكتف بتمزيق البلاد ونهب الخيرات... ولم يكتف بجعلنا في ذيل الأمم بالحملات العسكرية والمؤامرات الاقتصادية، بل قام بما هو أشد وأنكى من ذلك، ألا وهو شن الحملات الفكرية الرأسمالية المبرمجة والمدروسة على بلاد المسلمين، وكانت المرأة من أهم المستهدفين في هذه الحملة لأنه أدرك أنه لولا أرحام المؤمنات العفيفات الطاهرات، ولولا أحضانهن المباركة لما وجد أمثال أسامة بن زيد وصلاح الدين ومحمد الفاتح. علم الغرب أن صلاة المرأة وتقواها تكمن بتمسكها بأحكام ربها في كل حركاتها وسكناتها، وستظل مصدر قوة ورفعة لأمة محمد e.

 

وبما أن المرأة هي نصف المجتمع، خلقها الله من أجل أن تعد أجيالا تخاف الله لأن الجيل الذي يربى على تقوى الله هو من يحكم غدا. فشخصوا الداء وفكروا بالدواء، وحاكوا المؤامرات وشنوا الهجمات، ورصدوا الأموال ليصدوا عن سبيل الله. فكان لهذا الهجوم طراز خاص ورائحة جديدة، فقد استعملوا زخرف القول وزوره، واتخذوا من النفاق والدجل طريقة، فظهروا كأنهم الخِلّان والإخوان يقدمون لنا الترياق السحري، ترياق النهضة والحرية ليخلصونا حسب زعمهم الباطل من رجعية ديننا، وعقد تقاليدنا، وتسلط آبائنا وأزواجنا، ودكتاتورية مجتمعاتنا... إلى أن وصلت بهم الجرأة أن طعنوا في كل جزئية، وفي كثير من مسلمات هذا الدين العظيم. واستعملوا الحكام الرويبضات الخونة لسن قوانين جديدة من شأنها أن ترتقي بالمرأة المسلمة لتقترب من مثيلاتها في الغرب على حد زعمهم، وللأسف سنت تلك القوانين على المقاس الغربي في بلاد المسلمين.

 

أرادوها كالمرأة الغربية التي تخرج من بيتها لتقصى عن تربية أطفالها ولتنعتق من سلطة الرجل ماديا ومعنويا. وأصبحت جزءا ماديا نفعيا في حضارتهم لا ينظر إليها إلا كسلعة تجارية أو موضع لإشباع رغبة فأصبحت بلا أسرة وبلا حقوق تليق بها. فالغرب يعيش تفككا أسريا، وانحلالا خلقيا، وانحطاطا في القيم، وغرقا في الشهوات، واختلاطاً في الأنساب سببه زنا المحارم، ووفرة في الجرائم تدل على شذوذ خلقي وفراغ روحي وقلق نفسي... فإن استيراد الحضارة الغربية للعالم الإسلامي بما فيها من حريات جنسية ليبرالية مدمرة وأنماط حياة ذاتية المتعة وقيم رأسمالية مادية، ومفاهيم نسوية مسببة للخلاف كالمساواة بين الجنسين، هو من قوض مؤسسة الزواج وتسبب بانهيار الأسر. فقد دعمت كل هذه الأهداف الجهود السياسية على كافة المستويات، ابتداء من الأمم المتحدة ومنظماتها الكثيرة، مرورا بأمريكا حاملة لواء العولمة والديمقراطية في بلادنا، وانتهاء بالجمعيات النسوية الخيرية المتناثرة تناثر أوراق الخريف في الطرقات.. تختلف الأسماء لكن الغاية واحدة، كاتفاقية سيداو، واتفاقية بيجين، ومجلة الأحوال الشخصية التي سنها بورقيبة سنة 1956، وقانون القضاء على العنف المسلط ضد المرأة الذي صادق عليه مجلس النواب التونسي يوم 2017/07/26، ودستور 2014، ولجنة الحريات الفردية والمساواة... فهي تهدف إلى ضرب كل ما من شأنه أن يمت بصلة للإسلام، وضرب الأسرة التي هي النواة الأولى لبناء مجتمع سليم وناهض. كفاكم دجلا يا دعاة الديمقراطية والتحرر، فما أنتم إلا وحوش تتظاهرون بأنكم بشر في ثياب مرقطة وتمارسون أبشع الجرائم. فلدينا من الميراث الفكري والتشريعي ما فيه الكفاية ليحقق للمرأة رقيا ونهضة تجعلها في أعلى القمم، وتعطيها حقوقها كاملة، وتكون مصونة، معززة مكرمة، سواء عند أبويها أو في بيت زوجها، بخلاف القوانين الوضعية الغربية التي أذاقتها الويلات، وجعلتها عرضا يباع ويشتري بأبخس الأثمان بدل أن تكون عرضا يجب أن يصان. قال الله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: 50]

 

#أقيموا_الخلافة

#الخلافة_رعاية_وحماية

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سناء بن صالح

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع