الأربعاء، 30 صَفر 1446هـ| 2024/09/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أثر النظام المطبق على واقع الطفل

 


من المفترض أن تكون الطفولة مرحلة بريئة سعيدة، فهي مرحلة تألق في حياة الإنسان. ولكن حال الطفل في ظل النظام الرأسمالي على عكس ذلك تماما، بل إن لكل جيل في ظل هذا النظام الوضعي مستوى حياة أقل بكثير مما كان لآبائهم وذلك نتيجة حتمية لتطبيق نظام يقوم على النفعية ويكرس للأنانية والجشع. فقد وصل بنا الحال إلى انعدام الوظائف وانخفاض حاد للأجور وغلاء فاحش للمعيشة مما أحدث فسادا على مستوى العلاقات الإنسانية وتسبب في تفكك أسري طال حتى مؤسسة الأسرة المصغرة وذهب إلى المطالبة بإلغاء النظام الأبوي الذي يوكل لها المجتمع عبء القوامة والأعمال المنزلية وتربية الأطفال.


إن هذا النظام غير العادل تسبب في إحداث فوارق بين المناطق وقسم المجتمعات إلى أغنياء وفقراء واتسعت الهوة بين الفئات وبين المناطق، وصار الفقير يرى الغني عدوه، وساكن الريف يعتقد أن ساكن المدينة سرق قوته، ووسط كل هذه الصراعات المادية والظروف المعيشية القاسية يجد الطفل نفسه مجبرا على خوض معترك الحياة في سن مبكرة سواء أكان بمحض إرادته لمساعدة والديه وتوفير مصروفه الخاص والمساعدة في مصاريف الدراسة التي أصبحت لمن استطاع إليها سبيلا، أم كان مجبرا حتى في خروجه من المدرسة لما تعانيه العائلة من فقر وخصاصة حتى لتوفير ضروريات الحياة.


لم يكن للطفل في الغرب أو في البلدان العربية أهمية حقيقية في أعين الرأسماليين الذين يتصرفون على أساس المصالح السياسية والمكاسب المادية؛ وذلك لأن من يعيش على الرأسمالية الجشعة وينكر حاجة الإنسان لتطبيق القوانين الربانية يكون مقياس أعماله النفعية فقط.


فالطفل حول العالم يعاني الأمرين ومعاناته تبدأ من أسرته وبيته ثم مجتمعه ليكتمل مثلث المعاناة بظلم الدولة التي تُطبق هذا النظام الكافر والذي فرضه الغرب الكافر المستعمر على المسلمين في بلادهم من خلال حكومات علمانية لا تحكم بما أنزل الله، فقد وضع قوانين بشرية تتلوّن وتتغير، فكانت منظمة الأمم المتحدة وتبعاتها كاليونسيف أبعد ما تكون عن الاهتمام بالطفل إلا في إطار "الشكليات والتبرعات والعمل التطوعي ويوم عالمي للطفل"، لكنك لن تجد أعمالاً جادة لرفع معاناة الأطفال، بل تجد كل السعي الحثيث لإفساد عقيدته وتربيته على الفساد والانحلال، والقوانين لا توفر للطفل أية حماية بل هي تدفعه للحياة في جحيم الكفر بأشكاله المختلفة وتفرض عليه نظاماً يبعده عن معرفة خالقه ويمنعه من عيش حياة إسلامية وإن لم يكن مسلماً.


إن الحديث عن "حقوق الطفل" يجب أن يكتسي صبغة البحث الجاد عن أحكام تضمن لكل طفل على وجه الأرض أن يحيا حياة كريمة ولا مجال للسماح بأن يترك الطفل للتهديدات أو للمعاناة، ومثل هذه الأحكام لن ينتجها العقل البشري بل هي أحكام شرعية حددها خالق البشر والكون والحياة المتعلقة، تضمن لكل إنسان حقوقه سواء أكان راشدا أم طفلا، ذكرا أم أنثى. فالخالق وحده العالم بخلقه الخبير بما يحتاجون إليه وبما ينتفعون به، قال تعالى: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14]. ومن أهم حقوق الطفل أن يكون مسلما، ومن واجب الدولة الحفاظ على هذه الحقوق وحمايته بما يرضي الله، ثم عليها رعاية شؤونه وتلبية احتياجاته الضرورية والمعنوية والمادية والخدمات الطبية، وتوفير أجواء إيمانية تمنعه من الانحلال.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة خليف – ولاية تونس

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع