الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انتهاء الأيام الأليمة التي مرت بلا خليفة قريب بإذن الله

 

الطفل الذي في حضن أمه يكون ساكنا ومطمئنا، والذي يجعله كذلك هو محبة ومرحمة أمه. ولا يزال الإنسان يشعر بهذه المحبة والمرحمة عندما يبلغ سن الرشد أيضا وحتى في شيخوخته! لأن أمه تُعدّ بمثابة الحماية والدرع القوي والطبيب الماهر والمربّي الصابر. وجملة القول فإن الأم هي الحضن الحنون الذي يشارك في آلام ومتاعب طفلها في الحياة سواء بسواء. لذلك يجد الإنسان نفسه عاجزا عند فقدان أمه. كذلك اليوم أصبحت الأمة الإسلامية في مثل هذه الحالة، لأن الأمة تعيش منذ ما يقرب من القرن كالطفل الذي فارق أمه وتعاني من العجز وتكابد وتُذلها الأمم الأخرى؛ لأنها اليوم بلا خليفة يحميها كأمها ويشارك في آلامها.

 

ففي 3 آذار/مارس عام 1924م تم إلغاء الخلافة رسميا على يد الخائن اليهودي مصطفى كمال. وقد انطبع هذا اليوم في ذاكرة الأمة باعتباره يوما أسود. ففي ذلك اليوم وجّه الكفر إلى صرح الإسلام ضربة عنيفة بأيدي عملائه ووصل إلى إدخال النظام الذي من عقل الإنسان الناقص بوسوسة الشيطان، وصل إلى إدخال هذا النظام في حياة المسلمين! وها هي أمة الإسلام ترزح منذ ما يقرب من القرن تحت القوانين الشيطانية. فعلى مدى هذا القرن تم إبعاد أحكام الله عن حياة الأمة ووصل تطبيق العقائد الباطلة إلى حد أصبح المسلمون في أيدي الخونة الشريرين الأنانيين - بعد حرمانهم من العدل والرحمة والرفق - أصبحوا كالعبيد! فاليوم يُدنّس الكفر بلاد المسلمين بنظامه القذر وقوانينه الفاسدة ويمد براثنه النجسة والقذرة إلى مقدساتنا ويسفك دم المسلمين ويعتدي على حياتهم.

 

ففي سوريا وفلسطين والعراق واليمن وميانمار ونيجيريا والهند وأوزبيكستان والإيغور وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين يقتل الكفار المسلمين ويعتقلونهم بأيديهم وبأيدي عملائهم ويأكلون لحومهم! وقد ملأ بكاء وصراخ الأطفال الذين يُقتَلون وعويل الأمهات اللواتي فقدن أولادهن وأنين الأخوات اللواتي انتهكت أعراضهن، ملأ هذا البكاء والصراخ والعويل والأنين الدنيا بأسرها! فتحولت الدنيا إلى دار حزن للمسلمين!

 

كل هذا بسبب قول المسلم ربيّ الله، ولأنه مسلم، ولغياب جنته التي تحميه! ولأنه لا يوجد للأمة اليوم معتصم يلجم الظالمين ويحرّك جيوش المسلمين من أجل امرأة صرخت: "وامعتصماه"! لأنه لا يوجد للأمة اليوم صلاح الدين الذي حرّر القدس من الكفار! ولأنه لا يوجد للأمة اليوم عمر العادل الذي خاف من الله بسبب جوع عائلة في بلاده وأتى من بيت المال بكيس فيه الطعام يحمله على ظهره! ولأنه لا يوجد للأمة اليوم عبد الحميد الذي آثر الموت على أن يبيع أرض الأمة ولو شبرا واحدا منها لليهود! لذلك كله يتقلب الكفار اليوم في بلادنا بغطرسة ويدنسون مساجدنا ويقومون بالدعاية لثقافتهم الفاسدة بلا خوف وهم في الماضي كانوا يخافون أن يطأوا أرض المسلمين قبل أن يستأذنوا ويأخذوا الأمان!

 

ولكن هذا كله سيزول قريبا بإذن الله. فإن الكفر مهما حاول أن يقلع الإسلام من قلب الأمة فلن يستطيع! واليوم هو يظن أن انتصاره أبدي وفي الواقع هو هلاكه! فالله تعالى يقول: ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾.

 

وقول ربنا العظيم هذا الذي هو غالب على أمره يحثنا لئلا تخور عزيمتنا بسبب وضعنا هذا، بل نجتهد ونبذل ما في وسعنا لنيل فضل ورحمة ربنا عز وجل! فالله تعالى يقول: ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.

 

واليوم يعمل أبناء الأمة الصادقون بثبات وإخلاص لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستُعِيد الإسلام إلى الحياة وتكفل عزة ورفاهية رعيّتها وتلجم الظالمين. وهذه الدولة ستقوم قريبا بإذن الله وعونه! وقد بشرنا نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو رحمة للعالمين «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». هذه البشارة تهبهم القوة في هذا العمل.

 

ويومئذ يتربع الفرح مكان الحزن في القلوب! ويومئذ يرتعش عالم الكفر رعبا! ويومئذ يُوقِنُ الجميع بصدق وعد الله رب العالمين! ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

صلاح الدين الأوزبيكي

 

 

#YenidenHilafet

#أقيموا_الخلافة

#ReturnTheKhilafah

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع