- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يا حفيدات علي دينار!
تمسكن بهويتكن الإسلامية وقاطعن هذه الملتقيات التي تدس السم في الدسم
نظمت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة بدارفور (يوناميد)، بمدينة الفاشر شمال دارفور الملتقى التشاوري للنساء بولايات دارفور والذي نادى بتمكين المرأة وتعويضها وإشراكها في عملية السلام وهياكل ومستويات السلطة الولائية والاتحادية، بنسبة لا تقل عن 50%، فضلآً عن إنشاء مفوضية مساواة النوع وتمكين المرأة على ألا تقل مشاركتها عن نسبة 70%، وفي محور العدالة أوصى الملتقى بمراجعة القوانين المتعلقة بالمرأة خاصة قوانين الأسرة والطفل والخدمة العامة والجنسية والأراضي، وأمن الملتقى على إعطاء النساء والأطفال أولوية في التعويضات وجبر الضرر، ودعم المجتمع المدني والمنظمات النسوية للقيام بدورها كاملاً تجاه المرأة. أما في محور التمكين فطالب الملتقى بضرورة تضمين حقوق المرأة السياسية والمدنية والاقتصادية في الدستور، وقانون الأمن، وسياسات تقاسم السلطة والثروة، بجانب التمييز الإيجابي للمرأة وإنشاء وكالة ضمان لتمويل مشروعات اقتصادية تسهم في تمكين المرأة. (2020/3/21 سونا).
إن الحياة القاسية المثقلة بالخوف والمرض والجوع، التي تقضيها هؤلاء النسوة في مخيمات أشبه ما تكون بمخيمات الموت، كل ذلك لم يشكـل محور اهتمام رئيسي، فتناوله الملتقى بصورة سريعة وعابرة، أما ما يخص التظاهر بالدفاع عن حقوق المرأة وإثارة قضايا تحرر المرأة وتمكينها وانتزاع حقوقها، وإلقاء الشبهات على القوانين الموروثة التي تحكم علاقة المرأة والرجل فتم تسليط الضوء عليها باعتبارها هي السبب في ما تعانيه المرأة، ليس مجرد كلمات تكررت في الملتقى مثل تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، وتمكين المرأة بل كل كلمة من هذه الكلمات لها مفهومها الخبيث الكفيل بتغيير نمط حياة المرأة ووضعها في طريق التغريب! لكن عن طريق التخفي خلف هذه العبارات الغامضة الموهمة في كثير من الأحيان؛ لأنهم يعلمون أنهم إن كانوا صريحين في ما يقولون بأن هدفهم هو تغريب المرأة وتغيير نمط حياتها للنموذج الغربي، لما وجدوا ولا واحدة من النساء مهما تكن درجة تدينها في هذا اللقاء! لكن بصورة احتيالية ماكرة يدعون حرصهم على حماية حقوق المرأة؛ لذلك من أخطر خطط الغرب في البلاد الإسلامية وأخبثها، أنهم أعطوها الإغاثة والمعونة لسد الجوع والخيام للسكن والأغطية، لكنهم احتلوها فكريا وثقافيا بفرض وجهة نظر الغرب في ما يقومون به من أنشطة ظاهرها فيه الرحمة، مصورين لها أن ما تعانيه هو نتاج القناعات والمعتقدات التي تكبلها وتجعلها منتجة للعيال، وتحت تصرف الرجل، وأن هذه المعتقدات يجب تغييرها للحاق بركب الأمم المتقدمة. وبذلك يكون الغرب قد كسب أعظم معركة بنقل السموم إلى داخل البيت المسلم، النواة التي ظلت أكثر صلابة في وجه التغريب والغزو الثقافي طوال القرون الماضية التي شهدت أعتى الهجمات ضد الإسلام باسم إنقاذ المرأة من التخلف والتقليد وعدم القابلية للتطور الحضاري، ومسايرة التقدم عبر تحريرها ومساواتها بالرجل وتمكينها.
نعم، إن التعليم والعمل ضمن الأحكام الشرعية من حقوق المرأة لكن ليس للاستغناء عن الرجل أو جعلها منافسة له تقتسم معه كل الأدوار في الحياة، ولا جعل دورها في الحياة امرأة عاملة فقط لا همَّ لها إلا الكسب المادي... وإننا هنا نسأل الذين ترتفع أصواتهم بحقوق المرأة، أين حقوق المرأة في الغرب الذي يدعي الديمقراطية والموت والضرب والانتحار للمرأة النصيب الأوفر؟!
إن إنشاء مثل هذه التنظيمات والجمعيات والاتحادات النسائية، يذكرنا بالاتحاد النسائي في مصر الذي أنشئ على يد هدى شعراوي وذلك بدعم غربي سافر، وكذلك أنشئت الجمعيات النسائية في العراق وسوريا وأفغانستان بالنسق نفسه، فأية حقوق جنتها المرأة، وأي مرتبة وصلت إليها المرأة؟! هذه الاتحادات النسائية والتنظيمات والجمعيات ظاهرها نشر الوعي الثقافي والإصلاح وتعليم المرأة المهن المختلفة بغية تمكينها الاقتصادي، ولكن باطنها سم زعاف، فهي تعلم المرأة الأفكار والقيم الغربية الخبيثة التي تنقل طريقة تفكيرها من كونها عابدة لله، إلى الفكر الغربي الذي يعبد القيمة المادية التي تجعلها سلعة رخيصة يتاجر بها كل من هب ودب.
أما موضوع مساواة المرأة بالرجل الذي أمن عليه الملتقى فهدفه تغيير مفاهيم المجتمع حيال العلاقة بين الرجل والمرأة؛ بالانتقال من التكامل والتمايز والتفاضل إلى المساواة التامة، استنادا إلى اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، لينتج عن ذلك دفع المرأة خارج البيت، وتوطينها في الأعمال التي لا تناسب دورها الطبيعى بوصفها أماً وربة بيت، وهذه الخطوة ستؤدي حتما إلى تناقص الزيجات، وزيادة نسب العنوسة والطلاق، وبالتالي تآكل الأسر... والتجارب السابقة في بلاد أخرى ابتدرت تنفيذ هذه المفاهيم شاهدة، مع نتائج وخيمة، منها انتشار الفواحش وفق الصور الحاصلة في الغرب، ولهذا وقْعهُ الخطير على المجتمع.
إن هؤلاء قد فطنوا لمكانة المرأة الأساسية ودورها في صنع الأمة وتأثيرها على المجتمع، ولذلك أيقنوا أنهم متى نجحوا في تغريبها وتضليلها فإنها تهون عليهم حصون الإسلام بل يدخلونها مستسلمة بدون أدنى مقاومة. وإننا نثق في حفيدات علي دينار المسلمات المؤمنات كل الثقة، وندعوهن إلى التمسك بهويتهن الإسلامية وعدم الانزلاق في أتون التغريب بمثل هذه الأعمال، فاحذرن من الحرب الشرسة على الإسلام من خلالكن، وكنَّ واعيات على الشّراك التي ينصبونها لكنّ ويصورونها أنها هي حبل النجاة وهي فعلاً هاوية سحيقة ندعوكن أن لا تقعن فيها. واعملن بجهد لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستجلب العدل للإنسانية وتحررها من تبعيتها العمياء للرأسمالية، وتنشر الخير والعدل في ربوع بلاد المسلمين، بل العالم أجمع. ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – الخرطوم