الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

النظرة للمرأة بين الرأسمالية والإسلام

 

كتب رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي في توتير "تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر العنصر النسوي في الحراسة. إنه يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 وهو (يوم السلام العالمي للتمييز ضد المرأة) هذا الظهور كان تعبيراً رمزياً لليوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر بأنه يوم للتمييز ضد المرأة فهذه الخلية على دراية بما تقوم به، وما العيب إذا شاركن في الحراسة؟" (سكاي نيوز 27 تشرين الثاني/نوفمبر2020م).

 

ما قام به رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي على طريقة معمر القذافي يتنافى مع قيم أهل السودان التي تربط المرأة بما يتناسب مع طبيعتها بوصفها أماً وربة بيت وعرضاً يجب أن يصان، وهو سعي لتغيير مفاهيم المجتمع.

 

كرم الإسلام المرأة بما ارتضاه لها من وضع متميز في المجتمع تصونه أحكام الشرع الحنيف، لكن أبى أمثال هؤلاء المأجورين إلا أن يساهموا مع أعداء الأمة في إدخال المرأة في أزمة حضارية وسلوكية تبتعد بها عن روح الإسلام ومقوماته الثقافية والحضارية، فنتيجة ما تعانيه المرأة أنها أصبحت تعيش أزمة في نفسها، وفي فكرها، وفي تصورها، وفي سلوكها وفي واقعها... كل ذلك بسبب مرتزقة الحروب والساسة الذين ساهموا في ما تعانيه المرأة في السودان بشكل مباشر بإشعال الحروب المصطنعة التي أفقدتها المُعيل ما اضطرها إلى العمل في مثل هذه الأعمال هرباً من الفقر والجوع.

 

إن استخدام المرأة في هذه الأعمال كرمزية لليوم العالمي للعنف ضد المرأة لا يقدم ولا يؤخر في حقيقة ما تعانيه المرأة في دارفور فهي ما زالت في معسكرات النزوح، وفي قلب العاصمة يثقل كاهلها غلاء الأسعار وأزمة الوقود، وهي في صفوف الخبز تقضي نصف يومها، وتعاني الأمراض دون فرصة الحصول على الدواء المعدوم... وتطول قائمة المعاناة.

 

إن عمل المرأة كجندية حراسة لا يمنح المرأة الفرصة التي تثبت بها ذاتها وجدارتها وتبلغ غاياتها في الحصول على حياة كريمة، بل هذه أعمال لا تناسبها طبيعتها الأنثوية، لكنه سعي لتقليد قيم الغرب الرأسمالي الداعم، وإلا فمن أين تدفع مرتبات هؤلاء النسوة؟

 

لقد توهم الغرب أن مشكلة المرأة تكمن في عدم إتاحة المساواة في فرص العمل بين الرجل والمرأة وحرية المرأة المطلقة كما يتطلب النظام الرأسمالي لتتاح الفرصة للاستقلال عن الرجل ما أوجد تصادماً لا يقود أبداً إلى وئام، فكان نتاج تحرر واستقلال المرأة هو دفع المجتمع إلى الضياع، ويكون بذلك مجتمعاً مفكك الأوصال لا يجمع بين أفراده جامع، يسير دون هوادة نحو المجهول بعيداً عن الأخلاق والقيم، وأصبحت المرأة هي الإنسان الآلة؛ لا تشعر بأمن ولا سعادة بل رغبات تحقق بعيداً عن هدف قيمي يضمن حياة رحيمة سليمة لها، واستخدمت المرأة كوسيلة في وسائل إعلام يحركها أناس بدون أي شعور إنساني هدفه تحقيق المصالح الآنية الدنيوية دون حساب لأي هدف آخر مهما كان نبيلاً.

 

إن السعي بتهيئة الفرص هو لاستغلال المرأة وربما بأشد مما عليه المجتمع الغربي بما يمارس على المرأة من شتى أنواع الضغوط والإغراءات المختلفة والتصورات الخاطئة لمنح المرأة وتجريدها من خصوصياتها، وتصوير مفاهيم الغرب على أنّها المنجي لها مما هي فيه برغم النتائج المفلسة التي شهد عقلاء الغرب على أنها تقود مجتمعه إلى الضياع لا محالة.

 

لا بد من تغيير الواقع الذي نعيشه تغييراً جذرياً لا أن نجعل منا أداة لتكريس امتهان النساء، وليس مقبولا رمي كل المسؤولية على عاتق الواقع المتردي والمتأزم. ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾. ولا بد من العمل الجاد لإعادة سلطان الإسلام الذي يعطي المرأة قيمها الذاتية التي هي قوام حياة العزة والأنفة والكبرياء؛ بتطبيق أحكام الشرع التي تعطي الوجود الإنساني للمرأة حقه في الحياة الكريمة المتميزة.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع