الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

اتفاقية إسطنبول تكريس لمفهوم الجندرة

 


منذ أن بدأ الغرب حربه على الإسلام وضع أهدافا أساسية وعمل جاهدا وبحرص شديد على تحقيقها، ومن بين هذه الأهداف تدمير الأسرة المسلمة لأنها النواة الأولى للمجتمع وهي الحاضنة لأجيال المستقبل، ولكي يحقق مآربه عمد لفرض قوانين واتفاقيات دولية ليتحكم مباشرة في مصير أسرنا، لذلك ركز عمله على المرأة فهي المربية وعمود الأسرة فغزا عقل المرأة بأفكار التحرر والمساواة بالرجل وزرع بذلك بذرة الفرقة والعداوة بين الزوجين ومزق الأسرة وشتتها فكثر الطلاق وضاع الأبناء.


وإذا تتبّعنا التاريخ سنجد أن العلمانية العالمية تصعّد من وتيرة الحرب على الإسلام يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل، إذ كان التضييق على المرأة في لبس حجابها وفتح أبواب التحرّر على مصاريعها أمامها وجعل المرأة الغربية نموذجا لها، أولى خطوات سلخ العقيدة منها ولكن هذا لم يشف غليل وجشع هذا النظام فتمادى بمساعدة عملاء الداخل في مخططاته، فها هو اليوم من خلال اتفاقية إسطنبول يريد أن يسلخ المرأة من فطرتها.


تقر هذه الاتفاقية في أحد بنودها أن "الطبيعة البنيوية للعنف ضد المرأة قائمة على النوع"...


والكلمة المفتاحية في هذا البند هي "النوع" إذ جعلت اتفاقية إسطنبول المرأة نوعا بشريا فُرضت عليها الأنوثة فرضا، ومن وجهة نظر الحريات تستطيع المرأة أن تتخلى عن نوعها الجنسي الذي خلقها الله عليه فتغير خلقه لتصبح رجلا، وفي هذا ترسيخ لمفهوم "الجندر" في عقول أبنائنا حتى يصنعوا منهم شواذ. فبعد أن جعلوا المرأة تثور على مكانتها التي خلقت من أجلها وتتخلى عنها وتنازع الرجل حتى تظفر بدوره، ضاعت وضيعت أسرة بأكملها، فلا هي استطاعت أن تكون في مكانة الرجل وتقوم بأعباء القوامة التي فرضها الله عليه ولا هي نجحت في دورها كأم وربة بيت، وهذا كله بسبب ثقافة الغرب التي جعلت المرأة تزدري دورها الذي ارتضاه لها الله سبحانه وتعالى ووعدها بجزاء عظيم إذا ما قامت بأعبائه.


وها هو الغرب اليوم يريد أن تزدري المرأة جنسها البشري الذي خلقها الله عليه فتسعى لتغييره والعياذ بالله، بل وأكثر من ذلك إذ تشرعن هذه الاتفاقية للعلاقات الشاذة وتحمي أصحابها قانونيا داخل بلدانهم، كما تعطيهم حق اللجوء إذا ما تعرضوا لمضايقات مادية أو معنوية.


لم تكتف الاتفاقية بذلك بل تلزم الدول الموقعة عليها بإدراج كل مفاهيمها في التعليم بكل مستوياته وخاصة منها تقبل الاختلاف والشذوذ، وهكذا تتهيأ أرضية خصبة لمجتمع الشواذ داخل بلاد المسلمين، فما لم يستطع الغرب تنفيذه بالاستعمار المباشر توصّل له بواسطة عملاء يلهثون وراء إرضائه.


من عدل الله سبحانه أن خلق كلاً من الرجل والمرأة لغاية عظيمة، فهو العادل الخالق المدبر، أمّا دعوات مساواة المرأة بالرجل فهي ليست إلّا تكريسا لمفهوم الجندر بين المسلمين وهي دعوة صريحة لتدمير أعتى صروح الأمة اليوم ألا وهي الأسرة المسلمة كرهاً دفينا في نفوس الصليبيين للإسلام وحقدا على الدين، فلن ينال الغرب من وراء نظامه واتفاقياته إلا ضنك العيش فالله سبحانه يدعونا للحياة في كنف الإسلام حتى نسعد كما في قوله تعالى ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾. فلن تنعم المرأة والأسرة بحياة عزيزة كريمة إلا في ظل دولة الخلافة التي تطبق أحكام الإسلام ونظمه العادلة.


#اتفاقية_إسطنبول_جريمة
#أوقفوا_التوقيع

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة آمنة خشارم

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع