الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

استغلال الحوادث وإهمال أخرى يفضح تهافت الحكومة والجمعيات النسوية

لعلمنة المجتمع بالتوقيع على سيداو

 

غرقت ثلاث فتيات وتم إنقاذ ثلاث أخريات في ترعة سكر عسلاية بمنطقة الرواشدة بمحلية ربك بولاية النيل الأبيض وسط السودان، وقال الأستاذ موسى عبد الرحمن حامد المدير رئيس لجنة الأمن بالمحلية إن حادث الغرق كان في ترعة عسلاية القريبة من منطقة الرواشدة بمحلية ربك وأن البنات الغرقى دون سن الخامسة عشرة ذهبن لجلب المياه لأسرهن للاستخدام المنزلي. (سونا، 2021/05/02)

 

شهدت أجزاء واسعة من ولايات السودان وأحياء الخرطوم أزمة مياه حادة، وشوهد عشرات الناس يحملون أواني بلاستيكية لشراء المياه من عربات تقطرها الدواب في قلب العاصمة الخرطوم، أما حال الولايات الأخرى فهو أنكى، فمشاكل المياه مزمنة، حتى إن الإمداد المائي للشرب والري الزراعي والأغراض المنزلية، يعتمد على وسائل ترجع للقرون الوسطى، وهو جلب المياه من النيل وروافده بواسطة الفتيات دون سن الخامسة عشرة، دون أن نسمع أي تنديد أو رفع حتى شعار لرفع هذا الظلم والعنف ضد هؤلاء الفتيات.

 

لكن قبل فترة وجيزة من التوقيع على اتفاقية سيداو تصدرت قضية وفاة الطفلة سماح الهادي وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني في السودان واستخدمت القضية للترويج لحقوق المرأة المهدرة كما يتوهم المضللون، وخرجت جمعيات نسوية من الوهلة الأولى بتظاهرة مطالبة بكشف ملابسات وفاة سماح وسط مطالبات بالتحقيق في الواقعة ومحاسبة القاتل، وأطلقت ناهد جبر الله حملة للتوقيع على مذكرة من أجل رفعها إلى النائب العام من أجل مطالبة الجهات المختصة بالتحقيق ومعاقبة المجرمين، وجاء في المذكرة: "نحن الموقعون بكل الصدمة والاستنكار نرفع المذكرة المرفقة حول مقتل الطفلة سماح الهادي". ولم تكن سماح هي الهدف بل كانت وسيلة للوصول لأهداف هذه النسويات والتي أهمها التواصل مع النساء وإقناعهن بفكرة مساواة المرأة بالرجل ونبذ ما أسمينه عنفا ضد المرأة برفع وصاية الرجل عن المرأة وتحريضها للمطالبة بها كحقوق أصيلة لها لتكوين رأي عام لدى النساء. وفعلا نشطت النسويات بالمحاضرات والندوات واللقاءات المشبوهة مع قيادات الحكومة العلمانية كضغط للتسريع بسن التشريعات التي تمكن المرأة من تحقيق هذه المكتسبات بضرورة التوقيع على اتفاقية سيداو.

 

أما ما تدعيه الحكومة بجمعياتها النسوية من دعم المرأة وتبصيرها بحقوقها ومساعدتها على إثبات ذاتها وتقوية شخصيتها من أجل تعزيز دورها في الحياة المجتمعية والاقتصادية والسياسية والعلمية فهو مجرد شعارات وتضليل ليقبل المجتمع العلمنة بالتوقيع على اتفاقية سيداو، بينما الحقيقة أنهم يريدون للمرأة أن تكون صورة مشوهة عن المرأة الغربية التي تلهث وراء الشعارات البراقة والشهرة الزائفة والشقاء بمساواتها بالرجل؛ حيث يريدونها أن تقوم بدور الرجل والمرأة معاً فتنهك وتشقى كحال المرأة في الغرب.

 

أما أن تغرق ست فتيات فتموت ثلاث منهن فلا (ترند) ولا مظاهرة نسوية ولا إعلام يتحدث! ما يؤكد على أن كل التحركات المشبوهة لإقرار اتفاقية سيداو كان المتآمرون يعمدون إلى تضليل الرأي العام تمهيدا لتشريع الانحلال والانعتاق من رباط الإسلام وأحكامه المنظمة للمجتمع، فيسلطون الضوء على حوادث مبتورة تكاد تحصى على أصابع اليد الواحدة فيضخمونها ويوهمون الرأي العام بأنها خطر داهم يستأصل شأفة المرأة، ويحرّفون الحقائق وينسجون قصصا وتفاصيل لا أساس لها من الصحة من أجل تبرير "تشريع" قوانين الكفر في المجتمع تحت ذريعة حماية المرأة من المجتمع الذكوري تماما كما روج لقضية مقتل سماح الهادي.

 

إنّ ما تتعرض له المرأة في السودان، من ظلم واضطهاد بسبب الأحوال المعيشية وانعدام أدنى درجات الحياة الكريمة لا تراه الجمعيات النسوية ولا حكومة الغفلة، لكنهم يشيطنون الحوادث لغاياتهم الخبيثة، والأهم من ذلك أن النزر اليسير من الظلم الذي تتعرض له المرأة في السودان هو حالات شاذة يرفضها المجتمع وهي ليست حالات عامة أو سمة غالبة كما يدعي الأفاكون المتآمرون، وهو يحدث بسبب غياب الإسلام عن التطبيق في الدولة والمجتمع.

 

ويحاول الساعون إلى علمنة المجتمع عبر التوقيع على اتفاقية سيداو المشؤومة عن عمد وخبث الخلط بين العادات البالية التي تهضم حقوق المرأة مثل حرمانها من حق الموافقة على الزوج أو تنظر إليها نظرة استخفاف أو عدم احترام أو لا يسمح لها بإدلاء رأيها وغير ذلك من سلوكيات لا علاقة لها بأحكام الإسلام وينسبونها إلى الإسلام زورا وبهتانا في وسائل الإعلام التي فتحت أبواقها للحديث عما تتعرض له المرأة في السودان كبرنامج (ستاتي) خالص في قناة الهلال وبرنامج (إنتي) في قناة السودان.

 

إن التوقيع على اتفاقية سيداو وإطلاقها العنان لمؤسسات نسوية وبرامج ونشاطات وإعلام يوطد لتشريع قوانين تبارز الله سبحانه بالعداوة وتناقض الإسلام العظيم تحت حجج ومبررات واهية يكذبها الواقع وتدحضها أحكام الإسلام، كل ذلك يأتي في سياق حملة شرسة يُراد منها النيل من المرأة المسلمة، ومحاربة العفة والطهارة والفضيلة من أجل علمنة المجتمع، وللحيلولة دون نهضة الأمة واستعادة حريتها وعبوديتها لله رب العالمين.

 

ألا فليعلم هؤلاء المضبوعون بثقافة الغرب أن دين الإسلام العظيم هو الذي كرم المرأة وأنصفها، وهو من صانها وجعل منها إنسانة عزيزة، وبوأها مكانة تحسدها عليها كل نساء الدنيا، فكانت المرأة في ظل الدولة الإسلامية العالمة، والمستشارة السياسية، والطبيبة... وغيرها من الأعمال الضخمة، دون نظرة المساواة الدخيلة على الأمة، وما ظُلمت المرأة إلا عندما غاب الإسلام وطبقت الرأسمالية والديمقراطية، وشرائع الغرب الرأسمالي المادية والنفعية، لذلك فإن من كان حريصاً على المرأة، رؤوفاً بها فليدع إلى عودة الإسلام وتطبيقه كاملا على المرأة والرجل، فهو دين العدل والرحمة، أما الدعوة إلى تطبيق اتفاقية سيداو فهي دعوة إلى جحيم المرأة وظلمها، ودوام امتهانها، خدمة لأجندة الغرب الرأسمالي الساعي لبسط الهيمنة والسيطرة على العالم.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع