- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعلام يحول رمضان من شهر للطاعة إلى شهر للتفاهة!
من سنن الله الصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة تدافع وعراك ليعري الله الباطل ويمتحن حملة الحق ويرى الصادقين منهم الذين يخوضون غمار هذا الصراع.
فمنذ بزوغ شمس الدعوة حين بعث الله نبيه محمداً ﷺ ليحرر الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام حمل النبي هذه الدعوة ومعه أصحابه الكرام والخلفاء من بعده والعظماء الفاتحون من بعدهم خاضوا صراعا مع الكفر وأربابه بأساليب عديدة ومتنوعة فكانت الوسيلة الأبرز لأعداء الإسلام هي الحرب العسكرية والحملات الصليبية فكان يخرج منها الكفار مهزومين والمسلمون منتصرين، وإن انتصر الكفار مرة تليها حتما الهزيمة والظفر للمسلمين.
واضطر أعداء الإسلام إلى محاربة الإسلام دون خسائر بشرية، فحاربوا الإسلام فكريا من طعن في ثوابته ومسلماته إما بالتشكيك أو بالتكذيب بأساليب ووسائل عدة من الحملات التبشيرية والمستشرقين الذين كان لهم الدور الكبير في تزييف التاريخ وأخذ علوم المسلمين.
وفي عصر انتفاشة الرأسمالية والثورة الصناعية منذ القرن العشرين وبعد إسقاط دولة الخلافة العثمانية وإقامة الأنظمة العلمانية وفصل الإسلام عن الحياة العامة وبقي الإسلام في قلوب الناس وحياتهم الخاصة فلم يكتف الغرب الكافر بذلك بل حاول ضرب الإسلام إلى الحياة الشخصية للمسلمين مستخدما الإعلام باعتباره وسيلة ناجعة في حربه ومستغلا كل وسائل التكنولوجيا الحديثة لخدمة الإعلام لحرب الإسلام.
وكان من أبرز ما نجح فيه الغرب تسويقه لمصطلح العولمة واستخدام مفاهيمها في جانب الإعلام (القرية الكونية الواحدة) ففرض قوانين وفرضيات موحدة للإعلام العالمي كلها.
وأقام المؤسسات الإعلامية الدرامية والإخبارية تنفذ برامج لهدم الإسلام وثوابته في عقول المسلمين وإدخال أفكار الغرب وثقافته على المسلمين عبر المسلسلات والأفلام التي لها رواج كبير بين الشباب المسلم للأسف.
وما يهمنا الحديث عنه في شهر رمضان المبارك هو تمييع المعنى الحقيقي لرمضان من ذكر لله وتلاوة للقرآن والجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإكثار من الطاعات لنيل رضوان الله واستغلال ساعاته وأيامه في طاعة الله...
لا لم يعد كذلك بل أصبح رمضان محطة للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المدمرة.
فالناظر إلى المسلسلات والبرامج الرمضانية التي تبث في القنوات في الدول العربية خصوصا لا يجدها تخلو من شيئين: إما تغرس أفكاراً مناقضة للإسلام وهوية المسلمين أو أنها كوميدية مخزية تافهة.
فالإعلام وبرامجه في رمضان أو غيره يترك آثاراً ويحقق أهدافا في أوساط المسلمين أبرزها:
1- غرس أفكار الغرب ومفاهيمه عن الحياة، وتظهر آثارها في أوساط المسلمين.
2- التشكيك في الإسلام وتشويه صورته، ويظهر ذلك في الأفلام والمسلسلات التي تُظهر المسلمين أنهم سفاحون.
3- تشويه صورة المسلم المحافظ على دينه، وتحديدا الدعاة، ويُظهر دوره في المسلسلات وهو يجالس النساء ويقيم علاقات معهن.
4- إثارة التفكك الأسري ونشر أفكار تحرير المرأة عبر تلك المسلسلات، فيغرسون في أذهان النساء فكرة حرية العلاقات وبالذات قبل الزواج وغيرها.
5- صنع قدوات ساقطين للشباب، فنجد هذا الشاب المسلم يقلد الشخصية المعجب بها في كل شيء حتى في قصة شعره وطريقة عيشه الاجتماعية.
6- تلميع وجه الغرب وإظهار الوجه المادي من البناء وأدوات التكنولوجيا وغيرها، فانبهر بعض المسلمين بتلك البهارج ونسوا الوجه القبيح للرأسمالية الجشعة.
7- إصابة الشباب المسلم بالأمراض النفسية، وذلك حين يرى ما يظهر عن تقدم الغرب ويقارنه مع واقع المسلمين فيشعر بالإحباط واليأس أيضا من خلال تقليده للفنان وشخصيته، فإذا كان الفنان انطوائيا مال إلى ذلك...الخ.
8- صناعة جيل عديم الهمة محبط يعيش بلا هدف يقضي وقته في متابعة الأفلام على حساب واجباته كمسلم يعرف سيرة حياة الممثلين ولا يعرف شيئا عن سيرة عظماء المسلمين.
9- صناعة جيل يهتم بإشباع حاجاته المادية فقط ولا يهمه أمر المسلمين وقضاياهم المصيرية.
أما في رمضان أثناء وجود خلافة للمسلمين فقد كانت للمسلمين فرحتان؛ فرحة حين سماع نداء الله أكبر معلنا الفطر ونداء الله أكبر معلنا أن حي على الجهاد، فكيف كان وكيف صار؟! ولم يكتف الغرب بحرب الإسلام عبر البرامج والمسلسلات بل يحارب كل صوت في الإعلام ووسائله يدافع عن الإسلام ويبين حقيقة الغرب وأفكاره فيحذف الصفحات والقنوات والحسابات.
وفي هذه المرحلة لا زال بعض المسلمين لا يهتمون في الإعلام إلا لجزئيات من الدين كالصدق والوفاء والأمانة والرحمة ويقيمون مئات الحلقات عن ذلك ولا يقيمون حلقة واحدة تدافع عن الإسلام وتحذر من الغرب وأفكاره بحجة عدم التدخل في السياسة! فهؤلاء نقول لهم: أخي المسلم، لقد فصل الغرب الإسلام عن الحياة العامة ولم يكتف بل ويحاول ضرب الإسلام في حياتكم الخاصة فإلى متى غفلتكم؟!
وفي هذه الحرب الفكرية الإعلامية على الإسلام وفي غياب دولة المسلمين حري بكل مسلم أن يستغل وسائل الإعلام في الدفاع عن الإسلام وقضايا المسلمين وتوضيح خطر هذه البرامج والمسلسلات الهدامة ولا يبخل بالكلمة الواحدة.
ووسط هذه الفتن الدهماء يشع نور من بعيد، نور يهدي المسلمين إلى العمل لإقامة دولة الإسلام؛ دولة الخلافة، فيصبح فيها الإعلام صاحب رسالة يبني ولا يهدم، فندعوكم إلى العمل مع حزب التحرير لإرضاء الله وإغاظة أعداء الله أولياء الشيطان، وإننا في هذه الأيام المباركة نتضرع إلى العلي القدير أن يعجل لنا بخلافتنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسيد سلامة – ولاية اليمن