- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يا شيخ الفضائية: ما كانت شهادةً ولكنها نصبٌ لمشنقة!
أليس مما يَذهل اللُّبُّ له، عسفُ طواغيت حكامنا بشرع ربنا، وحملنا على اتباع غيّهم، وبعدها تحكّم الرويبضة النذل فينا ثم حكمه علينا بما يرى ويهوى، يبغي لنفسه دنيانا ويبغينا فقرا هملا، يستحل دماءنا سفاحا وقبلها صيَّرنا للغرب الكافر صيدا ومغنما، ونكاية بنا يأتي بالشيخ شاهدا لشرعنة استحلال دمائنا؟!
وأفضح منها وأشنع عمى قلوب وأبصار مشايخ القراء عن إبصار هكذا كفر وجور ومقت، بل استفحلت بهم الرزية في سفه توصيفهم للطاغية العميل أنه ولي الأمر!
لعمرك رُزِئْنا بطواغيتنا وأنكى منها رزيتنا بالمشايخ!
لا جرم أن العنت كل العنت والبلاء كل البلاء أن يفهم حقائق الأمور وبواطن السياسات من لم يستجمع أداة الفهم، وما كانت إلا فقها مبدئيا بالإسلام فكرة وطريقة في كليته وشموله، ووعيا سياسيا ثاقبا بالواقع الذي نحيا فيه سببا وحالا وغاية فهو مناط ذلك الفقه المبدئي ومستقر ومستودع أحكامه.
هي السياسة يا شيخ الفضائية تبرأتَ منها وما تبرأتْ منك، هربتَ منها جبنا وإيثارا لسلامة بدنك عن سلامة دينك فلحقتْ بك، زعمتَ وَرَعاً زائفاً تطليقها فأبتْ إلا عشرتك.
بالأمس كانت فضائية ذبذباتها من ذبذبات ذلك البث العلماني للقمر الاصطناعي لطاغية مصر، وما كان ظهورك على شاشاتها إلا من تلك السياسات العلمانية الكافرة الفاجرة في وأد فاضح لمبدئية الإسلام والترويج للكهنوت توظيفا لا دعوة.
واليوم وما أدراك من يوم، دماء المسلمين بكل أرض تراق رخيصة وتضيع هدرا، وصيحات الأرامل والثكالى واليتامى تفتت الأكباد وتذيب الصخر، وأنت يا شيخ الفضائية الشاهد السياسي لقضاء الطاغية، يبغيك مُحَلِّلاً لسفك الدماء الزكية المحرمة لأبناء الكنانة، بعد أن رماهم واتهمهم زورا وبهتانا بالزيغ والضلال، ومن أن زيغهم وضلالهم موجب للقتل، وما جاؤوا بك إلا لتشهد على زيغهم وضلالهم بإعلان براءتك على الملأ من هكذا ضلال وزيغ، فأخذوا منك صك إثبات لشرعنة القتل.
يا شيخ الفضائية: هي سياسة الطاغية العميل وأحابيلها ومن ورائه رأس الشر والإرهاب أمريكا، فما أتوا بك شاهدا ولكنهم نصبوا بك فخا سياسيا قاتلا، وما أرادوا منك إدلاء شهادة، بل يبغونك حبلا لمشنقة وسكينا لمقصلة.
يا شيخ الفضائية: هي دماء المسلمين استحلها خسيس مصر، هو ذلك الظلم الأسود المؤذن بالخراب.
يا شيخ الفضائية: عن أبي سعيد الخدري عن نبينا ﷺ: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ»، فكيف بطاغية عميل حادّ الله ورسوله وعطل شرعه وحارب كل من سعى لتحكيمه، وسفك دم عباد الله واستحل حرماته؟!
يا شيخ الفضائية: جاء في شعب الإيمان للإمام البيهقي بإسناد صحيح عن أوس بن شرحبيل، قال رسول الله ﷺ: «مَنْ مَشَى مَعَ ظَالِمٍ لِيُعِينَهُ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ، فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْإِسْلَامِ»، فكيف بخسيس مصر الذي لو نطق الحجر لأقسم أنه ظلوم غشوم؟!
يا شيخ الفضائية: كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها، وما كان القرب من حكام الجور والفجور إلا سببا في كل البوائق. وما كان الزمن إلا زمن غربلة، فإما أن يحلق المرء في عنان السماء أو ينتكس إلى الأرض، وإما أن يلامس الثريا أو يغوص في الوحل، وإما أن يسمو عن نفسه وذاته أو يهوي دونهما.
ولأبناء هذه الأمة المكلومة بجور طواغيتها وخور مشايخها، لا تيأسوا من رحمة الله، فما كانت هذه الأيام إلا أيام غربلة تليها بشرى من لا يخلف وعده «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، فاللهم نسألك الثبات في الأمر ونسألك عزيمة الرشد ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك لسانا صادقا وقلبا سليما.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مناجي محمد