- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تجديد الخطاب الديني دعوة للسير في ركاب الغرب الكافر
قال المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب المصريين، إن تأكيد الرئيس السيسي، على تنقية الخطاب الديني مما علق به من أفكار مغلوطة، وأنها مهمة أساسية تحتم تكامل جهود جميع علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ، أمر في غاية الأهمية؛ موضحاً أن تجديد الخطاب الديني وعرض الإسلام بصورة تتفق مع مراد الله قضية حتمية ومستمرة لم ولن تنقطع.
وأوضح رئيس حزب المصريين، أنه لا يجوز الخلط بين العمل السياسي والعمل الديني؛ وهنا يصبح الاختيار واضحاً؛ فرجل الدين إما أن يعتلي المنبر الديني أو يشتغل في السياسة، مشيراً إلى أن تنظيم العلاقة بين الدين والسياسة تأتي في صالح استقرار المجتمع وصالح المواطنة؛ لأن تسييس الدين يقود إلى تقسيم المجتمع على أسس طائفية ومذهبية.
موضحاً أن الحرص على فصل الدين عن السياسة يأتي من منطلق الخوف من أن يوظف الدين في خدمة السياسة وللحفاظ على قدسيته؛ وأكد أن الحلول لمعضلة العلاقة الملتبسة بين الدين والسياسة في البلاد العربية والإسلامية عديدة؛ منها منع قيام أحزاب سياسية على أساس ديني، لأنه غير مقبول ومضاد للديمقراطية، لأنك عندما تدخل في صراع سياسي ستحارب بسلاح الدين، وقد تلجأ إلى تهمة التكفير كما فعلت جماعة الإخوان (الإرهابية) والجماعات الإسلامية وجماعات الجهاد، وهذا مضاد للديمقراطية التي تعتمد المواطنة أساساً وليس الدين، فجميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتمائهم الديني، ومن هنا فإن تكوين أحزاب سياسية دينية أمر مضاد للديمقراطية.
وكان السيسي، قد أكد على الأهمية البالغة لتنقية الخطاب الديني مما علق به من أفكار مغلوطة، وهي مهمة أساسية تحتم تكامل جهود جميع علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ، وذلك من أجل التصدي للرؤى المشوشة التي تمس ثوابت العقيدة، وتدعو إلى استغلال الدين لأهداف سياسية من خلال أعمال التطرف والإرهاب.
وفي السياق نفسه أوردت وكالة نبض السودان عن وصول وفد إلى أكاديمية الأوقاف الدولية مساء الخميس من أئمة وواعظات السودان للمشاركة في الدورة التدريبية المشتركة الثانية بين الأئمة والواعظات المصريين والسودانيين بالبلدين.
والجدير بالذكر أن الدورة ستركز على قضايا تجديد الخطاب الديني، وفقه المواطنة وأسس العيش المشترك، ومواجهة وتفنيد وتفكيك الفكر المتطرف.
إن الطغمة الحاكمة في مصر والسودان لا هم لها غير إرضاء أسيادها، ووصلت بهم الوقاحة والدناءة أن يتقولوا على الله تعالى بهذه الترهات التي يتفوهون بها. فهم يريدون لنا أن نسيّر حياتنا على حسب هواهم ودين جديد تتبناه أمريكا لصرف الناس عن العمل السياسي الذي يهدد عرش أسيادهم وهم يستميتون في الدفاع عنهم بلغة ماكرة ظانين بأن مثل هذا الحديث ينخدع به الناس وكأن الناس جهال لا يعرفون الإسلام! وعن أي تشويه للدين تتحدثون؟! فالتشويه هو ما تقومون به أنتم من محاولة لطمس الإسلام وتجريده من كثير من الأحكام.
وإنها دعوة صريحة من هذا المدعو حسين أبو العطا للعلمانية، هذا النظام الذي يحكم به الغرب، وترويج وتسويق له حتى يلقى قبول بين الناس.
إنهم يريدون لنا دينا على المقاس الغربي مفرغاً من أي مضمون، فلا خلافة ولا نظام حكم ولا جهاد ولا وحدة للأمة، ولا محاسبة على أساس الإسلام، ولا أحزاباً سياسية تقوم على مبدأ الإسلام العظيم، هذا ما يريده الغرب وما يدعو له السيسي وأضرابه من الحكام الرويبضات، وهو أمر غير مستغرب من هؤلاء فهم لا يهمهم دين ولا كرامة ولا رفعة، بل كل ما يهمهم هو بقاؤهم على كراسيهم المعوجة.
إن تجديد الخطاب الديني مصطلح مأخوذ من ثقافة مغايرة ومناقضة للثقافة الإسلامية، تلقفه أمثال السيسي وحسين أبو العطا بألسنتهم دون تفكير في صياغته ولا مضمونه، وطرحوه بشكل يوهمون به الناس أنهم يريدون تنقية الدين من الشوائب العالقة به!
إن العقيدة الإسلامية عقيدة سياسية بطبيعتها، جاءت لتنظم للإنسان حياته كلها، بوصفه إنساناً، فجاءت بأفكار تنظم علاقة الإنسان بربه وعلاقته بنفسه وعلاقته بغيره من بني البشر، أفراداً وجماعات، ووضعت لتلك الأفكار أحكاماً تبين كيفية تنفيذها، فالإسلام مبدأ أي عقيدة ينبثق عنها نظام، فالنظم سياسية واقتصادية واجتماعية، كلها منبثقة من العقيدة، فهي جزء من الدين، وخطاب الأمة خطاب واحد مصدره الكتاب والسنة وهو خطاب كلي، عالج كل مشاكل الإنسان وبين كيفية تنفيذ تلك المعالجات، ولا يجوز أن نقول إن للأمة خطاباً دينياً وآخر سياسياً، فكما أنَّ تدخل الدين في السياسة كفرٌ بالرأسمالية، فإن فصل الدين عن الحياة كفرٌ بما جاء به محمد ﷺ، وضع الإسلام أحكاماً تحول دون وقوعه، فجعل العقيدة الإسلامية هي أساس الدساتير والقوانين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان