الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

رداً على هيكل المكي القيادي بحركة الشعب التونسية

 

في تواصل مفضوح، لسياق عام، يُراد له صناعة رأي عام مغلوط، تتواصل المخاتلات السياسية من بقايا الفكر اليساري العروبي الاستئصالي من قوميّة بائدة وناصريّة واهمة، يتواصل الهجوم الغاشم الكاذب على الإسلام السياسي، وهذه المرة جاء على لسان القيادي في حركة الشعب التونسية هيكل المكي، ومما جاء على لسانه هو عداؤه للإسلام السياسي الذي لخّصه في تجربة الإخوان وبالأخص تجربة النهضة في الحكم، كذلك صرّح قائلا: "موش باش نهربو بالدولة التونسية من المشروع الاخواني لتفكيكها بلوثة الخلافة باش نهزوها لتفكيك من نوع آخر".

 

وهنا نتوجه لهذا القيادي في حركة الشعب - والشعب من هذا بريء - ولمن اتخذ فكره ونهجه منطلقا لرؤاه السياسية:

 

إن فشل هذه الحركات التي تدّعي صفة الإسلامية لا يعني البتة فشل الإسلام السياسي، فلا يمكن الحديث عن الإسلام السياسي من خلال ثورة الخميني ولا من خلال تجربة الحكم في السودان منذ مجيء ما سمي بالحركة الإسلامية، ولا حتى بعد ما سمي بثورات الربيع العربي ومجيء "الإسلاميين" للحكم في تونس ومصر والمغرب، فقد وصلت حركات تسمى بالإسلامية للحكم لكنها بقيت ضمن النظام العلماني.

 

وحتى نحكم على فشل الإسلام السياسي، يجب البحث والنظر في حقيقة وصول الإسلام للحكم كنظام شامل لكل مناحي الحياة؛ السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من جوانب الحياة المختلفة، فإذا طبق الإسلام ولم يطبق غيره أو يختلط بغيره وفشل في حل مشاكل الحياة المختلفة، أو فشل في إقناع الناس بصحة الحلول المستنبطة من أحكامه وصحة مطابقتها للواقع بعد اجتهاد بشري صحيح منضبط بأصوله، يكون فشله واقعا ملموساً، وهذا لم يحدث أبداً، بل التاريخ يشهد بعكس ذلك تماماً.

 

الإسلام السياسي الحقيقي هو الخلافة الإسلامية التي ستطبق الإسلام بشكل فعلي في جميع مناحي الحياة، وستأخذ زمام المبادرة من دول الظلم والطغيان في العالم وخاصة أمريكا والغرب، وستتبوأ مقعد الدولة الأولى في العالم، وستنشر الخير والعدل وتخرج الناس من الظلمات إلى النور، وتملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا وظلما، وبغير هذا ستبقى الوجوه تتبدل والأنظمة التي هي سبب التعاسة والظلم باقية.

 

ومما يجدر ذكره في الختام، أن من يحرص على ربط فشل الإسلام السياسي بفشل حركات محددة كالإخوان ومن يشاركها في دعاوى الاعتدال والوسطية والتبريرات، هو في إطار التضليل وطمس الحقائق، وهذا الربط هو ضمن خطة غربية لضرب الإسلام وتشويه صورته عند أهله وفي العالم أجمع، وإظهار الإسلام بمظهر النظام المتخلف الذي لا يصلح للبشرية في عصر الحداثة والتقدم العلمي والتكنولوجي، حتى إذا فشلت هذه النماذج الساذجة في السياسة وفي الحكم، اتُّخذت ذريعة للإساءة للإسلام وتشويهه وضرب المشروع الإسلامي وخداع الأمة وتضليلها لتقبل بالواقع وتنفضّ عن أصحاب المشروع الحقيقي لإعادة الإسلام واقعا معاشا ومطبقا في جميع مناحي الحياة، وهو أيضا نوع من الترويض للأمة لتقبل بهم بل ولتطالب بعودتهم حتى يأخذوا فرصتهم كما غيرهم، فتصبح قضية الأمة إعادة أشخاص للحكم بعينهم وليست المطالبة والعمل لإعادة الإسلام لواقع الحياة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ممدوح بوعزيز

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع