- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الكتاب
ما معنى الجبت والطاغوت؟
قال تعالى في سورة النساء: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّٰاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ ءآمَنُواْ سَبِيلاً﴾
الجبت والطاغوت: اسمان لكل معظَّم بعبادةٍ من دون الله، أو طاعة، أو خضوع له، كائناً ما كان ذلك المعظَّم، من حجر أو إنسان أو شيطان. وإذ كان ذلك كذلك، وكانت الأصنام التي كانت الجاهلية تعبدها، كانت معظمة بالعبادة من دون الله فقد كانت جُبوتاً وطواغيت، وكذلك الشياطين التي كانت الكفار تطيعها في معصية الله، وكذلك الساحر والكاهن اللذان كان مقبولا منهما ما قالا في أهل الشرك بالله، وكذلك حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف، لأنهما كانا مُطاعين في أهل ملّتهما من اليهود في معصية الله والكفر به وبرسوله، فكانا جبتين وطاغوتين.
ولعل بعض علماء المسلمين اليوم يطيعون حكام المسلمين كما كان قوم حيي بن أخطب وقوم كعب بن الأشرف يطيعونهما. وإذا كانت الطاعة العمياء للأشخاص هي نوع من أنواع الشرك بالله، فليحذر الذين يطيعون حكام المسلمين طاعة عمياء أن يشركوا بالله عز وجل. فالحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله تجب معصيته، وتحرم طاعته، فما بالك بمن يطيعه طاعة عمياء وهو الذي يحكم بالكفر وينشر الرذيلة والربا وشرب وبيع وشراء الخمر وغيرها!
ما بالك بمن يطيع من ضيع بلاد المسلمين وتواطأ مع الغرب في سفك دماء المسلمين ونهب خيراتهم، وفي سجن حملة الدعوة ومطاردة المخلصين؟ ولعل المرء يتساءل هنا: أليس اعتبار هؤلاء الحكام ولاة للأمور تجب طاعتهم رغم حكمهم بقوانين الكفر ورغم تعاونهم مع أعداء المسلمين، ورغم تطبيعهم مع يهود، أليست هذه الطاعة العمياء هي نوع من أنواع الشرك وعبادة غير الله؟ أليس هذا خضوعا لغير الله؟
اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه.
﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح