الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الكتاب

البصيرة تشحذ الهمة لنصرة دين الله

 

قال تعالى في سورة العنكبوت: ﴿وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾.

 

ما معنى قوله سبحانه: مستبصرين؟ مستبصرون: عقلاء ذوو بصيرة، يستطيعون بها تمييز الحق من الباطل.

 

جاء في تفسير الطبري: (قوله تعالى: وعادا وثمود قال الكسائي: قال بعضهم هو راجع إلى أول السورة أي ولقد فتنا الذين من قبلهم وفتنا عادا وثمود. قال: وأحب إلي أن يكون معطوفا على فأخذتهم الرجفة وأخذت عادا وثمود وزعم الزجاج: أن التقدير: وأهلكنا عادا وثمود. وقيل: المعنى: واذكر عادا إذ أرسلنا إليهم هودا فكذبوه فأهلكناهم وثمود أيضا أرسلنا إليهم صالحا فكذبوه فأهلكناهم بالصيحة كما أهلكنا عادا بالريح العقيم.

 

وقد تبين لكم يا معشر الكفار من مساكنهم بالحجر والأحقاف آيات في إهلاكهم، فحذف فاعل التبين، وزين لهم الشيطان أعمالهم أي أعمالهم الخسيسة فحسبوها رفيعة. فصدهم عن السبيل أي عن طريق الحق، وكانوا مستبصرين فيه قولان: أحدهما: وكانوا مستبصرين في الضلالة قاله مجاهد. والثاني: كانوا مستبصرين قد عرفوا الحق من الباطل بظهور البراهين. وهذا القول أشبه؛ لأنه إنما يقال: فلان مستبصر: إذا عرف الشيء على الحقيقة. قال الفراء: كانوا عقلاء ذوي بصائر فلم تنفعهم بصائرهم. وقيل: أتوا ما أتوا وقد تبين لهم أن عاقبتهم العذاب) انتهى

 

ما بالنا نحن المسلمين اليوم، وقد اكتمل الدين وتمت النعمة علينا، لم نحكم شرع الله فينا؟! لم يحكمه الملوك والرؤساء، لأنهم خانوا الله ورسوله ولجأوا لأمريكا وبريطانيا وفرنسا. ولم نحكمه نحن بسكوتنا عليهم رغم أن الله سبحانه أكمل لنا دينه وأتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينا، وتركنا رسوله ﷺ على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

 

فبدل أن ننشغل بتحكيم شرع الله في الأرض والتغيير على الحكام، التفتنا لدنيانا عن ديننا، وانشغلنا بالدنيا وحرثها وخفنا على أرزاقنا وبتنا نظن أننا نحن الرازقون! وعملنا ليل نهار من أجل تحصيل أكبر قدر من متاع الدنيا الزائل بحجج متعددة، فخنّا الأمانة وبعنا الدنيا بالدين، وقعدنا عن نصرة دين الله وشرعه، وسكتنا عن ظلم الحكام وجورهم وتحكيمهم للكفر وتطبيقه علينا عقودا من الزمان.

 

ألسنا مستبصرين وواعين لما يجب فعله؟ هل تركَنا الله والعياذ بالله دون بصيرة ودون سبيل قويم وطريق مستقيم؟! هل سألنا أنفسنا أين الخلافة التي كانت تحكمنا؟! كيف هدمت عام 1924م وعلى يد من؟ وماذا حل بنا بعد هدمها؟ وكيف ستعود من جديد؟ أم أن الخلافة ستعود بلا جهود وبلا مشقة وبلا أخذ بالأسباب؟!

 

اللهم اجعلنا من المؤمنين العاملين الساعين لنصرة دينك وإعادة تحكيمه في الأرض ولا تجعلنا من المستبصرين الغافلين.

 

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع