السبت، 26 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

أرقام فلكية للطلاق في السودان تدق ناقوس الخطر

 

أظهرت إحصائية رسمية نشرتها إدارة الإحصاء القضائي والبحوث في السلطة القضائية، ارتفاع عدد حالات الطلاق في السودان خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى أرقام غير مسبوقة متجاوزة الـ270 ألف حالة. وبحسب الإحصائية، فإن الفترة من 2016 إلى 2020 شهدت ارتفاعاً كبيراً في حالات الطلاق إلى 270,876 حالة، منها في العام 2016 وحده 48,351 حالة، بينما شهدت الأعوام 2017، 55,478 حالة، و2018، 59,339 حالة، و2019، 60,202 حالة، و2020، 47,506 حالات، هذا عدا الحالات التي لم يتم حصرها لعدم وصولها إلى المحاكم، فيما أشارت آخر الإحصاءات إلى وقوع 70 ألف حالة طلاق خلال العام 2021، ما يعني ازدياد نسبة الطلاق سنوياً وبمعدلات مقلقة.

 

وتوزعت حالات الطلاق بنسب متفاوتة، وحلت ولاية الخرطوم في المرتبة الأولى بـ93,119 حالة، والقضارف 21,280 حالة، ولاية النيل الأبيض 18,789 حالة، الجزيرة 17,508 حالات، نهر النيل 15,951 حالة، شمال كردفان 13,675 حالة، غرب كردفان 11,316 حالة، النيل الأزرق 10,300 حالة، شمال دارفور 8,499 حالة، البحر الأحمر 7,297 حالة، سنار 6,568 حالة، جنوب دارفور 6,344 حالة، شرق دارفور 5,148 حالة، جنوب كردفان 5,557 حالة، ووسط دارفور 1,491 حالة.

 

يقيناً لا يمكن أن تستقيم أحوال أي مجتمع إن لم تستقم أهم خلاياه المؤسسية، وأولى مدارسه الحياتية ألا وهي الأسرة. وقد ارتفعت معدلات الطلاق في السودان بشكل أزعج المجتمع وأقض مضجعه، وتقارير الجهات الرسمية والمراكز البحثية المتخصصة التي صفعتنا بإحصاءات مقلقة عن معدلات الطلاق هذه الأيام أمر يحتاج إلى وقفة تأمل عميقة، لأن الأرقام مهولة فهي تكشف عن تغيرات غير مسبوقة داخل المجتمع بسب الغزو الفكري والثقافي الذي يتعرض له مجتمع كان محافظا لأبعد حد في العلاقات الاجتماعية، لكن سعي الدولة بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تعزز الفرقة والانقسام داخل كيان الأسرة، وفتح الباب على مصراعيه للجمعيات النسوية التي تدس السم في الدسم، مدعية تعزيز مكانة المرأة وهي في الحقيقة تحرضها على الخروج عن كل مألوف، وأكثر الموضوعات التي تضرب فيها هذه الجمعيات موضوع الزواج، فتغير الزواج من أولوية عند جميع النساء في السودان، وبخاصة عند حاملات الشهادات الجامعية، لماذا؟ لأنهن قادرات على إيجاد فرص عمل وحتى إن تزوجن فإن الانفصال سيكون أيسر إذا واجهن مشاكل في زيجاتهن، كما يمكنهن الاعتماد على أنفسهن مالياً بسهولة، وهذا قاسم مشترك في أسباب الطلاق عند هذه الفئة التي نمت النزعة الفردية عندها كلما ارتفع المستوى التعليمي للنساء وقدرتهن المالية.

 

هذا بجانب الأحوال الاقتصادية الشديدة التأزم، التي خلفتها الحكومات الوطنية الفاشلة، ما ضيق على الزوج كسب العيش، لذلك فمعظم حالات الطلاق في المحاكم هي بسبب الإعسار.

 

إن الزواج هو رباط ينبغي على كلّ من آمن بالله أن يسير عليه دون غيره من الحلول التي تشبع غريزة النوع، فقد أوجب الإسلام حسن الاختيار أولاً، وحض على ذلك وجعل مقياس الاختيار هو الدين، وحسن الخلق للرجل، ومقياس المرأة هو أن تكون ذات دين، حتّى تكون هذه الشّراكة متينة قويّة مهما هبت عليها رياح الفرقة والتشظي.

 

إن الزواج هو العلاقة المقدّسة بين الزوجين وهو رباط وثيق يجمع بين الرجل والمرأة، قال تعالى: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً﴾، وهذا من أعمق التعابير لمكانة الزواج في الإسلام، لكن مع الاحتياط قد يحدث خطأ في الاختيار سواء أكان اختيار الزوج أو الزوجة، فتفسد العلاقة بينهما ويستحيل العيش بينهما، لتباين في طباعهما أو تضارب في مصالحهما، أو عدم الوفاق والمحبة بينهما، فتتحول هذه الحياة إلى جحيم لا يطاق ويفرض الطّلاق! نعم لقد شرّع الإسلام الطّلاق واعتبره أبغض الحلال، ولكنّه حلّ لا بد منه في بعض حالات زواج استعصى توافق الطرفين فيها، واستحال عيشهما معاً، فكان الطلاق متنفّسا شرعيا لفك رباط الزوجية.

 

ومع كل إمكانية حدوث الأسباب المؤدية إلى الطلاق، أمر الله بالصبر وحض على تحمل الزوجين بعضهما بعضا، قال تعالى: ﴿فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ [النساء: 19]. ومع ذلك فالشيطان هو عدو العلاقة الزوجية الأول، فهو يحب التفرقه بين الزّوجين، متباهياً بذلك، سعيدا بتحقيقه، قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئاً، قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ».

 

إن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، إلّا أنّه يبقى حلالاً ويبقى حلّا إن فشلت كلّ المحاولات لفصل النّزاعات والخلافات، واستحالت الحياة بين الزّوجين، فكان أمراً لا بد منه، وأصبح الحلّ الأفضل هو الطلاق لأنّ استمرار الحياة بين الزوجين صار أسوأ وأخطر من هذا الحل.

 

إن الطلاق في ظل تطبيق أنظمة الإسلام كاملة، وخضوع المجتمع لشرع الله سبحانه، هو أمر نادر الحدوث لأن تكوين الأسرة يتم بأوامر ونواهٍ من لدن الحكيم الخبير الذي يؤلف بين القلوب.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر

 

 

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 22 حزيران/يونيو 2022م 11:44 تعليق

    هدم الأسرة المسلمة هي أسمى غايات العدو، متى نعتز بديننا وتتحكم له
    #بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع