الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

ربيع الأول ورسول الله ﷺ

 

 

شهر ربيع الأول هو شهر ذو أهمية كبيرة لأمّة سيدنا محمد ﷺ. فقد شهد ليس فقط ميلاد محمد ﷺ، بل أيضاً اصطفاءه خاتما للنبيين، ورحمة للعالمين. روى أبو الحسن علي بن حسين بن علي المسعودي (ت: 346هـ) في كتابه "التنبيه والإشراف" ما يلي: "... فلما بلغ أربعين سنة بعثه الله عز وجل إلى الناس كافة يوم الاثنين لعشر خلون من شهر ربيع الأول... وله ﷺ يومئذ أربعون سنة وتنوزع في أول من آمن به من الذكور، بعد إجماعهم على أن أول من آمن به من الإناث خديجة".

 

قبل رسالة النبي ﷺ، كان العرب مفككين، يعيشون في حالة من الجهل، وكانت النساء مضطهدات، وكانت البنات يُدفنّ أحياءً، وكان المجتمع غارقاً في قيود العبودية والخضوع. وكان زعماء القبائل، مدفوعين بالمصالح الشخصية، يمسكون بالسلطة المطلقة، يتصرفون كحكام ومشرعين وصانعي قرارات لمجتمعاتهم. وكانت رفاهية المجتمع مرتبطةً بمصالح هؤلاء القادة، ما ترك عامة الناس في حالة من الاضطهاد والضلال.

 

لقد حررت رسالة النبي ﷺ العرب من قيود القبلية والجهل المظلمة، وأصبح الإسلام القوة الموحدة التي تربطهم، وغاب ولاؤهم الأعمى للقبائل وأصبح لله سبحانه ولرسوله ﷺ ولدينِه. وتحت رسالة النبي ﷺ، تحولت أمة كانت ممزقة ومُهانة إلى أمة موحدة وعزيزة. وأصبح المسلمون في شبه الجزيرة العربية حَمَلة الإسلام، ناشرين رسالة الرحمة والعدالة في جميع أنحاء العالم.

 

ومن خلال الدعوة والجهاد، لم يقتصر تأثير الإسلام على تغيير حياة العرب فحسب، بل وحد أيضاً شعوباً من مناطق وأعراق ولغات مختلفة في أمة واحدة. فقد تجمع العرب والفرس والأتراك والأكراد...، تحت راية واحدة، في وحدة عملية لبلاد المسلمين. وحررت رسالة النبي ﷺ الناس من ظلم القوانين البشرية والأديان الزائفة، ووجهتهم للخضوع لله العادل وحده سبحانه. ولقرون عديدة، كان المسلمون من الشرق إلى الغرب موحدين في مهمتهم لنشر الرحمة والعدالة إلى كل الإنسانية.

 

عند التأمل في حياة وتضحيات النبي ﷺ من أجل دين الله ﷻ، من الضروري أن نراجع وضعنا الحالي كمسلمين. ما هو وضع دين النبي ﷺ في حياتنا اليوم؟ هل تتوافق أنظمة الحكم، والسياسة الخارجية، والتعليم، والاقتصاد مع رسالته ﷺ؟ للأسف، فالحقيقة هي أن الإسلام بوصفه طريقة حياة شاملة، غائب إلى حد كبير عن شؤوننا الجماعية. فبدلاً من اتباع رسالة النبي ﷺ، يطبق الحكام الحاليون أنظمة علمانية فاسدة، ويقتصرون في تطبيق رسالة النبي ﷺ على المسائل الشخصية، بينما تُحكم الشؤون الجماعية والدولية بقوانين الاستعمار. اليوم، نحن منقسمون على أساس الدول الوطنية، بدلاً من أن نكون موحدين في دولة خلافة واحدة. وبدلاً من خوض الجهاد في سبيل الله ﷻ، يقاتل حكام المسلمين من أجل الوطنية والمصالح الدنيوية الأخرى. ونتيجة لذلك، نجد أنفسنا خاضعين ومضطهدين، في فلسطين وغيرها.

 

ختاما، يُعد ربيع الأول فرصة للتفكير العميق في ديننا. يجب علينا الالتزام بديننا بالكامل والعمل بحسبه. يجب أن نسعى لتطبيق الإسلام في كل جانب من جوانب حياتنا، بما في ذلك شؤوننا الجماعية. يجب أن تُحكم جميع جوانب حياتنا برسالة النبي ﷺ. وفقط من خلال العودة إلى الإسلام واستعادة دولته، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، يمكننا استعادة الكرامة والوحدة التي كانت تميز الأمة الإسلامية في السابق.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاروق صديقي – ولاية باكستان

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع