الإثنين، 27 رجب 1446هـ| 2025/01/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وفَعَلَها مجاهدو غزة الصناديد

عز الإسلام وذل وصغار المغضوب عليهم وحسرة المنافقين!

 

لله عباد ولله درهم، ما أعظمهم وأعظم عظيم إيمانهم وجهادهم وثباتهم وصمودهم وصبرهم واصطبارهم واحتسابهم! هنا غزة العزة، قلب القلب من شام الإيمان، هنا منبت صناديد الرجال، هنا معدن الوحي وإبريز الثبات، هنا آية الابتلاء وآية الآية صمود وعظيم صبر الرجال وأهلهم، هنا العزم صيره المؤمنون آية، هنا قلة القلة، هنا العصابة المؤمنة جعلت من إيمانها طودا تحطمت عليه كل قوى الكفر والنفاق صليبيوها وصهاينتها وخونة الدار، والله ما كانت فينا غزة العزة إلا بدر زماننا ثم يليها يقيناً يرموك دحر وإفناء دول الغرب وهمجية حضارته وحقير قاعدته كيان يهود!

 

سيذكر التاريخ ويخلد ذكرهم أنهم فتية آمنوا بربهم واستمسكوا بحبله، فما وهنوا من ضعف الوسيلة وعدم المدد وقلة العدة والعدد، وما ضعفوا عن عدوهم رغم كيد الغرب وتآمر خونة الدار عملاء الاستعمار، وما استكانوا لإبادة عدوهم وخيانات حكامهم وما لانوا ولا انكسروا، هي العصابة المؤمنة تخوض معركة الأمة ضد الكفر كله صليبيّه وصهيونيّه والنفاق كله حكام الخيانة والعار ومن لف لفهم، هي العصابة المؤمنة تخوض حرب الأمة الحضارية الشرسة، فيصعق ويسحق إيمان أهلها وجهادهم وثباتهم وصمودهم وصبرهم لأزيد من 470 يوما باطلَ وهمجية حضارة الغرب، هي غزة العزة وعلياء الإسلام وعظمة ينعه وثمره، هو صمود الصناديد واستبسالهم وصبر واحتساب أهل غزة الأبرار ومعه سقوط الغرب المدوي لهاوية الانحطاط، هم صناديد غزة الأتقياء وقد لفوا حبل المشنقة حول رقبة الكيان الحقير وما أبقوا للجيوش إن تابت ورشدت إلا سحب الطاولة من تحت الكيان العفن.

 

هنا غزة العزة وشموخها الحضاري بجليل إسلامها وعظيم إيمانها، فالحروب الحضارية لا تقاس بعدد الموتى وحجم الدمار والخراب ولكن بموت الحضارات، ولا يعير النصر بحجم القتل والدمار ولكن بحجم السقوط الحضاري المروع الذي انحدر إليه الغرب، وما الكيان الحقير إلا صورة عنه وترجمة لانحطاطه، شكلت حرب غزة واستبسال مجاهديها وصمود وصبر أهلها أقسى الاختبارات والامتحانات لحضارة الغرب، فعرّتها وفضحتها من كل ذلك الزيف الإنساني والادعاء الكاذب للحقوق وأبانت حقيقة وحشيتها وهمجيتها.

 

ثم خارق فعل العصابة المؤمنة بقاعدة الغرب، فاستبسال الأبطال بغزة العزة الذي أشرف على 500 يوم أدخل كيان المغضوب عليهم نفق الانتحار فاستفحل مأزقه السياسي والاقتصادي والعسكري، فالداخل السياسي متصدع وانشقاقات ساسته ومجتمعه في زمن حربه صار معول هدمه، واقتصاده انهار فعمال الكيان من جبنهم مختبئون تحت الأرض ما يعني شلل حركة اقتصاده، وكلفة حربه على غزة العزة تجاوزت الستين مليار دولار (قالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية للكيان، إن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024).

 

فسلام للأخيار الأغيار بغزة معدن الصناديد وأهلها الأبرار وجنين عرين الأسود، بوركتم في الأرض والسماء أحياء وشهداء ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار﴾. كفاكم عزا ومجدا أن رويتم شجرة الإسلام بدمائكم فأينعت بإيمانكم وجهادكم وصمودكم وصبركم واصطباركم واحتسباكم كل ذلك لربكم، طبتم ودمتم رَوِي وسقيا شجرة الإسلام، بادرتم وجاهدتم وأبليتم واستبسلتم وصمدتم وصبرتم واحتسبتم وكنتم بحق ينع الإسلام الباسق ونوره الساطع وبنيانه الشامخ، سمت بكم فكرة الإسلام في عليائها وبات إيمانكم آية تهدي لحق الإسلام وهديه وهداه، طوبى لكم وحسن مآب.

 

ولا نامت أعين الخونة والمنافقين والمرجفين والمثبطين والخوارين، تعسا لهم وبئس المهاد، لهؤلاء لمن أخلدوا إلى الأرض واستكانوا لذل الاستعمار وأنفوا عيشة الأحرار ورضوا بعار خيانة الرويبضات وعيشة الذل والهوان، لنسل بلعام بن باعوراء، لبلاعمة زماننا، للمرجفين والمخذلين والمثبطين، لمن أنكروا على العصابة المؤمنة بغزة العزة عظيم جهادها وخارق استبسالها وثباتها وصمودها، وكأنك بالمنافقين يحسبون الجهاد نزهة صيف، وليس بيعا للأنفس والأموال لشاريها مولى المتقين ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

 

وليعلم كل مؤمن عزيز بإسلامه أن العصابة المؤمنة بغزة العزة كتبت للإسلام وأمته صفحات من ذهب في سجل تاريخ الإسلام المجيد، سيذكر التاريخ طوفان الأقصى وحرب غزة وبلاء واستبسال العصابة المؤمنة المنقطع النظير وثباتها وصمودها الخارق، فالملاحم لا تمحى ولا تنسى، سيذكر التاريخ أنهم فتية آمنوا بربهم واستمسكوا واعتصموا بحبله، فما وهنوا من ضعف الوسيلة وشح المدد وقلة العدد والعدة، وما ضعفوا عن عدوهم رغم كيد ومكر الغرب وتآمر خونة الدار عملاء الاستعمار، وما استكانوا لتهديدات عدوهم وخيانات حكامهم، بل بادروا وجعلوا من ضعف الوسيلة آية في الإبداع ومن قلة العدد آية في العزم ومن قلة العدة آية في التصميم والتخطيط، فصنعوا من طوفان الأقصى وحرب غزة ملحمة من ملاحم المسلمين ويوما مشهودا من أيام الله، وجعلوا من حرب غزة آية في الثبات والصمود والصبر والاحتساب، رغم تكالب الكفرة اللئام وخيانة حكام العار وخذلان جيوش لا تغار، حتى انكسر على طود استبسال مجاهديهم وصبر واحتساب ذويهم كل سلاح الغرب، فما وهَنوا لما أَصابهم في سبيلِ الله وما ضعفُوا وما استكانوا بل كانوا آية في الثبات والصبر والاحتساب، فكانوا بحق:

 

بهم والذي ضم الثرى من طيبهم *** تتعطَّرُ الأرضون والأيام

بهم يُبعَثُ الجيل المُحَثَّمُ بعثه *** وبهم القيامة للطغاة تقام

وبهم العتاة سيحشرون وجوهُهُم *** سودٌ وحشوُ أنوفهم إرغام

 

يا أهل غزة الأبرار: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مناجي محمد

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع