الأحد، 15 شوال 1446هـ| 2025/04/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل يمكن للمسلمين تحقيق النجاح من خلال سياسات الديمقراطية؟

 

(مترجم)

 

نظراً للإبادة الجماعية الوحشية التي ارتكبها يهود في غزة ودور أمريكا فيها، فقد دارت مناقشات كثيرة بين المسلمين حول كيفية زيادة مشاركتهم السياسية وكيف يمكن للجالية المسلمة أن تكون في طليعة تشكيل السياسة الأمريكية لتغيير العالم نحو الأفضل. وفي إطار هذه المناقشات، يُقال الكثير عن المشاركة المدنية، والانضمام إلى ودعم مرشحين سياسيين محددين، وحجب أصواتهم كشكل من أشكال العقاب، وأخيراً الحصول على المزيد من المسلمين، أو "الحلفاء" لتولي المناصب على مستوى الولايات والمستوى الفيدرالي. حتى إن هناك أحاديث بين الأخوات يزعمن فيها بحماس أنهن يحاولن تربية ابنهن أو ابنتهن ليكون أول رئيس أمريكي مسلم. ويتم عرض هذا باعتباره نجاحاً ليس فقط للمسلمين في أمريكا، بل وللمسلمين في جميع أنحاء العالم. يتم عرض هذا باعتباره خطة للنجاح على الرغم من حقيقة أن جميع الأحزاب السياسية، سواء أكانت زرقاء أو حمراء أو خضراء، تدعم كيان يهود، وغيره من الدول التي ترتكب الإبادة الجماعية مثل الصين والهند.

 

في الانتخابات الماضية، استمر بعض المسلمين في دعم الديمقراطيين على الرغم من جرائم الحرب الشنيعة التي ارتكبوها في غزة لأنهم زعموا أن "الليبراليين هم حلفاؤنا". أيد بعض المسلمين مرشح الحزب الأخضر، لكنهم فشلوا في الاعتراف بدعم الحزب للدول التي ترتكب أيضاً فظائع ضد المسلمين في الصين وروسيا. ناهيك عن حقيقة تجاهل الحزب أيضاً الدور المركزي الذي يلعبه كيان يهود في السياسة الخارجية الأمريكية وأي وعد من مرشح رئاسي بوقف تمويل وجوده أمر لا يمكن تصوره. أخيراً، كانت هناك مجموعة من المسلمين الذين دعموا ترامب لأنهم شعروا أنه سيوقف الإبادة الجماعية (وأية حروب محتملة) وأن سياساته المالية جيدة للمسلمين في أمريكا. إذا لم يفز مرشحك، فإن التوقعات المقترحة كانت "لدينا 4 سنوات للعمل على إنشاء كتلة تصويتية للمسلمين وتهدف إلى إدخال المزيد من المسلمين إلى المناصب المحلية للحصول على الانتخابات القادمة". وقد تم الترويج لكل هذه الأسباب والاستراتيجيات كوسيلة لتحقيق النجاح.

 

ما هو الواقع منذ تولى الرئيس "المناهض للحرب" منصبه؟ الواقع هو الدعم القوي لنتنياهو وكيان يهود ويُمنح مليارات الدولارات في صورة أسلحة لمواصلة الاستيلاء على الأراضي وتعذيب وقتل الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. كما أذكى نائب الرئيس جيه دي فانس الحماسة المعادية للإسلام في رحلته الأخيرة إلى أوروبا، وحتى ما يسمى بالأمن المالي الذي يشعر المسلمون بأنهم يتمتعون به في أمريكا يتم تقليصه ببطء مع إلغاء تمويل الرعاية الطبية ومزايا (الضمان الاجتماعي).

 

وفي حين إن صدق المسلمين في أمريكا ليس محل شك، فهم يتوقون أيضاً إلى إنهاء الإبادة الجماعية واحتلال الأرض المباركة، فإن الحقيقة تقال، وهي أن تحقيق النجاح كأمة لن يحدث أبداً إذا كنا نتطلع إلى نظام من صنع الإنسان لحل مشاكلنا ومشاكل العالم. لقد رفض نبينا محمد ﷺ الانضمام إلى النظام السياسي لقريش على الرغم من وعده بالثروة والسلطة، فضلاً عن إنهاء العنف ضد المسلمين في مكة مقابل التخلي عن إقامة أحكام الله سبحانه وتعالى. وبينما سمح هذا باستمرار ظلمه ﷺ وصحابته، مهدت تضحياتهم الطريق أمامهم للنجاح بإقامة الدولة الإسلامية، ومن ثم صارت بلاد المسلمين منارة للعالم وملاذاً للمظلومين. لم يكن لدى السلف الصالح نظرة ضيقة، بل نظروا إلى الصورة الأوسع. لم يكونوا ينظرون فقط إلى تأمين منافعهم ومصالحهم الخاصة، بل ضحوا بأموالهم ووقتهم وأرواحهم لإقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.

 

إننا كأمة لا بد أن نتخذ مثل هذا الموقف. ولا بد أن نبتعد عن المشاركة في نظام مضطهدينا؛ الذين يقفون وراء كل أعمال العنف والاضطرابات والفقر في مختلف أنحاء العالم، وأن نفعل كما فعل أسلافنا الصالحون من خلال النظر إلى القرآن والسنة باعتبارهما دليلنا في كيفية تغيير المشهد السياسي. وبالنسبة للمسلمين في أمريكا، فإن هذا يعني أن ننظر إلى ما هو أبعد من المنافع قصيرة الأجل، حيث رأينا مراراً وتكراراً فشل هذه الاستراتيجية. فإن هذا يعني أننا لا بد وأن نكون في طليعة من يدعون إلى النظام السياسي الإسلامي باعتباره الحل الوحيد للمشاكل التي تتراكم باستمرار ليس فقط على المسلمين، بل على البشرية جمعاء. يجب علينا أن نبرز عدالة شريعة الله سبحانه وتعالى وكيف أن تطبيقها الكامل سيجلب الاستقرار والأمن للذين يعيشون داخل أراضيها الشاسعة، سواء أكانوا مسلمين أو نصارى أو يهوداً أو هندوساً، إلخ.

 

وكما فعل نبينا ﷺ، يجب علينا نحن المسلمين أن نعمل من أجل إقامة نظام الله سبحانه وتعالى في بلاد المسلمين، حتى ننال رضا خالقنا سبحانه وتعالى ونكون نوراً هادياً للعالم.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سارة محمد – أمريكا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع