- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أي إفك مفترى هذا ومن فوق منبر رسول الله؟!
خطبة جمعة لاتخاذ كفر العلمانية ديناً!
تالله ما كانت أنظمة الضرار فينا إلا معاول هدم لديننا ودنيانا والترجمة التامة لحقيق قول الجليل سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾، يناقضوننا دنيانا وآخرتنا، إسلامنا العظيم ولغتنا وتاريخنا، يبغونها عوجا ويبغون أبناء هذه الأمة المنيعة بإسلامها العظيم ضُلَّالا فجارا مَرتعا للغرب الكافر المستعمر ومطايا لتحقيق مآربه الاستعمارية الخبيثة.
بالأمس كانت علمانيتهم مُتَلَفِّعَة بوشاح صفيق من كهنوت، تبغي الناس رهبانا وكهنة وسدنة لأصنامها. أما اليوم فعلمانيتهم كافرة فاجرة سافرة متفحشة تبغي الناس كفارا فجارا، بعد أن صيرت من وزارة أوقافها معملا لتحريف الدين ووزير أوقافها فأساً لتخريب إيمان المسلمين وكبير سدنة معبد المنظومة العلمانية وأصنام قوانينها الكافرة.
لقد انتهت هذه الأنظمة إلى كفر العلمانية الصريح، وها هي تسرع وتكثف العلمنة لصد الناس عن صراط الإسلام المستقيم، وحملهم وقسرهم على علمانية الغرب الكافرة الفاجرة، وها هي منابر مساجد المسلمين بالمغرب قد صيرها النظام الآثم أبواقا لكفر العلمانية، فخطبة الجمعة التي سودت أوراقها في الدهاليز السفلى للنظام، وعممت على قراء ومشايخ النظام كخطبة موحدة، وفرضت على أهل المغرب المسلمين، كان عنوانها لهذه الجمعة 21 جمادى الآخرة 1447ه الموافق 12/12/2025م، "الحرص التام على احترام اختيارات الأمة والقوانين المنظمة للحياة"، ومن شنيع ما ورد فيها من إفك مفترى وبهتان عظيم: "ففي إطار تسديد التبليغ وبيان حقيقة الدين والتدين الصحيح... واليوم يأتي الحديث عن أمر جامع من أمور الجماعة، وهو؛ وجوب احترام القوانين المنظمة للحياة، واحترام اختيارات الأمة في شأنها العام، ومعنى الحديث؛ هو وجوب وفاء المسلمين بما تعاقدوا عليه من الشروط فيما بينهم، ومن أهم هذه العقود ما يسمى اليوم بــ"العقد الاجتماعي" الذي يربط الدولة بالمجتمع، وعليه تتفرع سائر الحقوق والواجبات المصاغة في القوانين المنظمة للحياة... عباد الله؛ إن احترام القوانين المنظمة للحياة على اختلاف أنواعها ومجالاتها من صميم الشريعة، فيجب احترام العقد الاجتماعي الأول المتمثل في وثيقة الدستور تدينا، ثم ما تفرع عنه في كل شأن من الشؤون، في أمور الناس الخاصة والعامة...".
أي إفك وبهتان عظيم فاضت به هذه الخطبة، عجباً هي هي المنظومة العلمانية ونظامها التي تحكمنا لأزيد من قرن من الزمن، فترة هدم خلافة إسلامنا العظيم واستعمار الغرب الكافر لأرض الإسلام، وتعنتنا بعلمانيته الكافرة بالحديد والنار. ثم ابتكر بعدها طريقة في إدارة استعماره وتنفيذ كفر علمانيته بتكاليف صفرية عبر الدولة الوطنية التي أنشأها وجعل لها خرقة وحاكماً عميلا للاستعمار واستغبى العامة بعيد للاستقلال.
والمغرب ليس استثناء، فقد حكمه المستعمر الفرنسي والإسباني والدولي بطنجة في شماله بعلمانيته الكافرة، ثم أنشأ له كباقي المستعمرات دولة وطنية على مقاس الاستعمار، يحكم فيها بدستور علماني جذره التشريعي ومصدره الدستوري دستور المستعمر الفرنسي وجمهوريته العلمانية وقوانينها العلمانية.
فدستور 2011 الأخير الذي أقره النظام وفرضه على أهل المغرب المسلمين، كان تأسيسا لعلمنة شاملة استغرقت كل مناحي الحياة وكل مفاصل المجتمع؛ الحكم والسياسة والاجتماع والاقتصاد والتعليم والقضاء والإعلام والفكر والثقافة. فلقد كرس دستور 2011 علوية حقوق الإنسان العلمانية الغربية وجعلها أساسا للنظام القانوني، وجعل المحكمة الدستورية في المغرب وصياً على علمانية القوانين، عبر مراقبتها لدستورية القوانين ومدى احترامها لحقوق الإنسان، فدستور 2011 يجعل حقوق الإنسان الغربية العلمانية حاكمة على القوانين المحلية طبقا لمقتضيات المادة 19 والاتفاقيات الدولية التي وقعها وصادق عليها النظام في هذا الإطار.
فكل حديث على إسلامية الدولة والنظام والمنظومة هو محض دجل للنظام يستغفل به أهل المغرب المسلمين، ويساعد في ذلك منافقو القراء الكذبة وسذج المشايخ. فنحن أمام نظام غارق في أوحال العلمانية ومنخرط في حرب الغرب الحضارية الصليبية لعلمنة حياتنا وتحويلنا إلى مسوخ علمانية ضالة!
هو وزير أوقاف المنظومة العلمانية نفسه الذي أقر بعلمانية الدولة والمنظومة وقالها صريحا فصيحا "إننا علمانيون"، ذلك ما صرح وأفصح به في حديث مع ماكرون رئيس فرنسا العلمانية، وأعلنه الوزير في قبة برلمان النظام أمام برلمانيي النظام.
هو الوزير العلماني نفسه الذي شهد على ذلك بعظمة لسانه، هو هو من يفري فريا شنيعا اليوم، ويعمم على قراء ومشايخ النظام خطبة موحدة تدعو أبناء الإسلام بالمغرب إلى الإذعان للمنظومة العلمانية الكافرة بل واحترام قوانين جاهليتها المعمول بها، بل ويزيد إفكا ويدعي زورا أن العلمانية وكفرها وظلم وجور قوانينها هي اختيارات الأمة!
وكأنك بأهل المغرب المسلمين هم من اختاروا إفساد تعليمهم وتجهيل وتضليل أبنائهم وإفساد أخلاق عيالهم وسفور بناتهم! وكأنهم هم من اختاروا هذا الإعلام العاهر وتفحش طوطو ومهرجانات الفحش والزنا والخمور بمراكش وموازين (مهرجان مراكش للسينما الأخير قبل أيام عرض فيلما للدعارة ممولا من إدارة النظام (المركز السينمائي المغربي) بمبلغ 400 مليون سنتيم لنشر الزنا والتشجيع على فاحشته باسم حرية الجسد)! وكأنك بأهل المغرب المسلمين هم من اختاروا وطالبوا بفاحشة سيداو مدونة لأسرهم ولجعلها نظامهم الاجتماعي لتفكيك أسرهم وانفجار الطلاق فيهم، وبديلا عن طهر أحكام شرع ربهم الحنيف! وكأنك بأهل المغرب المسلمين هم من اختاروا الخيانة والتطبيع مع كيان يهود الغاصب لمقدساتهم والقاتل لأبنائهم، ودم ذويهم بغزة الأبية ما جفت بعد! وكأنك بأهل المغرب المسلمين هم من اختاروا الربا والخمور والزنا التي فرضت عليهم باسم العلاقات الرضائية، واختاروا نهب ثرواتهم وإغراقهم في بحر من الديون الربوية! وكأنك بأهل المغرب المسلمين هم من اختاروا تعطيل شرع ربهم ومحادّته في أمره وحكمه وعظيم انتهاك حرماته والفجور في معصيته!
أي إفك مبين هذا وبهتان عظيم يفترى ومن على منبر رسول الله ﷺ! وأي ظلم عظيم هذا يا أهل الحق من العلماء الربانيين بالمغرب!
لعمرك ما كانت إلا دعوى شيطان، أن يجعل لنا من علمانية الغرب الكافر دينا ومن معصية الله شرعة ومنهاجا، وندعى إلى التدين بكفر العلمانية، ونكاية بنا من منابر بيوت ربنا مساجده ومحراب نبيه ﷺ.
قتلت هذه الأنظمة ما ألعنها، ما من كفر وضلال إلا واستجلبته إلى ديار المسلمين، وما من بقية إسلام إلا وطمسته ومسخته وشوهته، وهي منغمسة في عبثها الدائم المستمر بدين الناس، تمشيا مع حقارة وخسة وظيفتها الاستعمارية في حربها للإسلام واستماتتها في تركيز كفر علمانية الغرب وفلسفتها وشرائعها وقوانينها، وإفساد دين الناس وخراب دنياهم وخسران آخرتهم.
دين على هوى الغرب الكافر وعلى مقاس دويلات الاستعمار ووظيفتها الاستعمارية، وعلى قدر زيغ الرويبضة وطيشه.
صدق الله وكذبت أنظمة الإفك والضلال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مناجي محمد



