إيران والشيطان الأكبر وسقوط الأقنعة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ظلت العلاقات الأمريكية الإيرانية لعقود طويلة في نظر الكثير من المحلليين والسياسيين علاقة عداء وشد وجذب، بل تصور الكثير أنه قد ضُرب بين الدولتين خندقٌ لا يمكن أن يقام فوقه جسر، فقد أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مصطلح "محور الشر" لأول مره على لسان بوش الابن في العام 2002م، لتشير به إلى بعض الدول التي تزعم معاداتها لأنها تدعم "الإرهاب"، وكان منها إيران.
وفي المقابل فقد أطلقت إيران بعد قيام دولتها الإسلامية المزعومة مصطلح "الشيطان الأكبر" على أمريكا، تدغدغ من خلاله مشاعر المسلمين الغاضبين من سياسات وتصرفات أمريكا العدوانية ضد المسلمين - وقد نجحت في ذلك خلال عقود مضت حتى غزو العراق وانطلاق الثورة السورية - وتُخفي من خلاله تآمرها على الأمة وخدمتها غير المسبوقة للعم سام.
واليوم تسقط الأقنعة ويظهر للعيان وبشكل واضح مدى الاستفادة الأمريكية من وجود دولة كإيران، وأنها لم تكن سوى خنجرٍ مسمومٍ في يد أمريكا تضرب به المسلمين، وتهيئها لليوم الذي تكون فيه إيران اليد التي تضرب بها توجُّهَ الأمة نحو الإسلام، وبرغم أن السنوات الأخيرة كشفت تلك العمالة الإيرانية لأمريكا وخصوصًا منذ احتلال أمريكا لأفغانستان والعراق، إلا أنه وُجد في الأمة من عُمي عن حقيقة إيران وسقوطها في وحل العمالة لأمريكا، ولا أدري كيف فهم أمثال هؤلاء تصريحات رفسنجاني عندما قال: "ﻟﻮﻻ ﺇﻳﺮﺍﻥ لسقطت ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ المستنقع الأفغاني"؟، ويبدو أن حسن نصر الله أمين عام حزب إيران في لبنان ما زال يُعاند ويكابر ويضلل عندما قال في كلمته الأخيرة الثلاثاء 23 أيلول/سبتمبر "ﻧﺤﻦ ﺑﺎﻟﻤﺒﺪﺃ ﺿﺪ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺩﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺃﻭ "ﺩﺍﻋﺶ" ﺃﻭ ﻏﻴﺮ "ﺩﺍﻋﺶ"، ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻮﻗف ﻣﺒﺪئي ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﻭﺳﺎﺣﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻻ ﻧﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺟﺰﺀاً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ". لقد نسي السيد نصر الله دعم إيران لأمريكا في احتلال أفغانستان ومساهمة إيران الفعالة في احتلال أمريكا للعراق، ويبدو أنه لم ير ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ؟! أو أنه قد نسي ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺑﻌﺪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺇﻳﺮﺍﻥ؟! وإلا فليقل ﻟﻨﺎ لماذا ﺣﺸﺪﺕ أمريكا ﺃﺳﺎﻃﻴﻠﻬﺎ ﻭﺟﻴﻮﺷﻬﺎ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ قامت ﺑﺘﺴﻠﻴﻤﻪ "ﻟﻌﺪﻭﺗﻬﺎ" ﺇﻳﺮﺍﻥ؟!
ولعل في قول السيد حسن نصر الله "ﻧﺤﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ أﻥ ﻧﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺩﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ" واستغراب البعض لعدم مشاركة إيران في هذا التحالف الإجرامي أمراً مضحكاً جدا، لأن إيران ضالعة في المشاركة بل هي سابقة على هذا التحالف وتؤدي دورها في سوريا هي وحزبها على أكمل وجه تحت سمع وبصر أمريكا، بل وبالتنسيق معها. فمن يقتل ويدمر ويشرد أبناء الأمة في سوريا ويدافع عن نظام بشار المجرم سوى إيران وحزبها؟! ناهيك عن تصريح روحاني الذي يقول فيه: "إذا اتصل بي (الرئيس الأمريكي باراك) أوباما، يمكننا التحدث بخصوص الأمر". فلا حاجة لدعوة إيران لاجتماع جدة التآمري على الأمة والذي تم تحت رعاية الحذاء الأمريكي، لأنها مشاركة في ذلك الحلف اللعين منذ زمن طويل ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ: ﺣﻜﺎﻡ ﺇﻳﺮﺍﻥ كما غيرهم من ﺣﻜﺎﻡ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻤﻼﺀ ﻣﺠﺮﻣﻮﻥ، ﻭﻫﻢ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺑﻴﺪ أﻋﺪاء ﺍﻷﻣﺔ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣونهم ﻟﻔﺮﺽ ﺳﻴﻄﺮتهم ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﻋﻮﺩﺓ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ الراشدة على منهاج النبوة ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر