الثلاثاء، 29 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  أحداث ذهيبة وبن قردان دليل آخر على انعدام الحلول السّياسيّة  

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ونحن نتابع أنباء أهلنا في الجنوب، فإنا نأسف شديد الأسف جرّاء سقوط ضحايا في الأحداث الأخيرة التي جَدّت في منطقتي الذهيبة وبن قردان، لا يسعنا إلا أن نُذّكّر الحكام والسّياسيّين والإعلاميين وأصحاب الشأن والرأي العام في تونس بالحقائق التي ما فتئ حزب التحرير يُبينها وهي:


1- العجز والتناقض والاختلاف في الخيارات التشريعية للبلد (دستورا وأنظمة وقوانين) يجعل من المستحيل وضع حلول لمشاكل الإنسان المتعددة. كيف لا وهذه التشريعات صادرة عن عقول ناقصة ومحدودة ومحتاجة فضلا عن كونها ناشئة عن إرادة أعداء البلد من الدوائر الاستعمارية الكافرة. هذه الخيارات التي فصلت التشريع عن الوحي من رب العباد، قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14].


2- الهيمنة السياسية للكافر المستعمر على كل مفاصل القرار السّياسي والسّيادي للبلد حتى إنه لم يترك للسّياسيّين المحليّين هامشا ولو ضئيلا لرعاية شؤون الناس عبر حلول سياسية ولو جُزئية. وما حكومة مهدي جمعة والسّياسات التي رسمتها للحكومات اللاحقة إلا دليل صارخ على ما نقول في الوقت الذي يُقصى فيه البديل السّياسي الإسلامي العادل، المُستند للأمة وقواها الذاتية عن موقع الحكم والقرار. هذا البديل الذي يُحتّم أن يعيش المسلمون في دولة واحدة لا تفرق بينهم سدود ولا حدود مصداقا لقوله تعالى ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: 52]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾ [النساء: 58]


3- الفشل الذريع في الخيارات الاقتصادية السّابقة واللاحقة الناتج عن الارتهان لاشتراطات صندوق النقد والبنك الدوليين واشتراطات الدائنين وشركات النهب الاستعمارية. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً﴾ [آل عمران: 118].


4- الفشل في الرُّؤى الأمنية والعسكرية والتي تجعل هذه القوى "الأمنية والعسكرية" والتي هي دِرع الأمّة، تُصبح اليد التي يبطش بها المخفقون من السّاسة والحكام بل يراد لها اليوم للأسف أن تكون بيد الأعداء تُشرف على حماية مصالحهم وأمنهم وحائلا بين الأمة وتحررها.


ختاما، إنّه على الحكام والسياسيين والإعلاميين والأمنيين أن يتّقوا الله في هذا الشعب وفي دمائه وأعراضه وأمواله، وليعلموا أن عهد الملك الجبري ولّى وبغير رجعة وأن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قد هلّ هلالها فهي العزُّ والمنعة، وهي حافظةُ الدين والدنيا، بها تقام الأحكام، وتحدُّ الحدود، هي التي تحفظ أمن المسلمين وسِلمهم، إنها التي تنشر العدل والخير، وتُعز الإسلام والمسلمين، وتقطع دابر الظلم والشر، وتُذل الكفر والكافرين. وحسبكم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. فهل من مجيب؟


﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فتحي بن صالح

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع