- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جيوش المسلمين.. إن الأمة تنتظركم
فانصروا دينكم وانفضوا غبار سفاهة السياسيين ومكر الكافرين
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في تصريحات بثتها وكالات يوم الجمعة، إن واشنطن تساعد دول الخليج العربية في التصدي لأي تهديد عسكري وتقليدي، وتحسين التعاون الأمني للتصدي لبواعث القلق بشأن أفعال إيران التي تزعزع استقرار المنطقة، وقال أوباما إنه حاول طمأنة دول الخليج التي تشعر بقلق من الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاتفاق نووي مع إيران، قائلًا إنه يستحيل على طهران أن تستعيد ثقة المجتمع الدولي، من خلال المراقبة الوثيقة لنشاطها النووي، وتسعى الولايات المتحدة وخمس دول أخرى إلى التوصل لاتفاق نهائي مع إيران للحد من برنامجها النووي بحلول 30 حزيران/يونيو. وأضاف أوباما أن الجيش الأمريكي يساعد دول الخليج العربية على الدفاع عن نفسها، في مواجهة أي تهديد عسكري.
وفي خبر آخر، أوباما يطلب من دول الخليج الاجتماع في كامب ديفيد. يبدو أنه يريد أن يملي عليهم أوامره، ويرسم لهم خطة أمريكا في الخليج والمنطقة.
لقد استطاع الكافر المستعمر أن يوجد الفرقة بين أبناء المسلمين بالتآمر عليهم، فأسقط كيانهم السياسي (الخلافة)؛ الذي يجمعهم، وعمل على بث روح الفرقة بينهم، ولا يزال يعمل على تفرقتهم بالقومية، ثم الوطنية، وها هو الآن يعزف على أوتار الطائفية والمذهبية، فأوجد النزاعات بين أبناء الأمة حتى يبقى مسيطرًا عليها سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، ويحفظ مصالحه، ويمنع عودة المسلمين لوحدتهم، فأوجد الصراعات الطائفية في العراق واليمن وسوريا.. وأذكى هذه الصراعات من خلال عملاء لا يمتون للأمة بصلة ومكن هؤلاء العملاء من صناعة قوى وظيفتها حماية العروش، وسحق الشعوب، وجعل منهم وقودًا لحرب مصطنعة للحفاظ على مصالحه، فها نحن نرى تلك القوى لم تحرك ساكنًا تجاه المذابح التي تحدث لأهل فلسطين على يد يهود، وأهل الشام على يد مجرم العصر بشار، ومجازر أفريقيا الوسطى والروهينجا في بورما، وغيرها من بلاد المسلمين، بل نرى هذه القوى تقود حروبًا بالوكالة عن أمريكا ضد أبناء المسلمين، فتتحرك عدة دول تقودها السعودية في ما يسمى عاصفة الحزم لضرب المسلمين في اليمن وتدميره بدعوى محاربة الحوثيين، والحقيقة هي أنها لتثبيتهم في المشهد السياسي في اليمن.
لقد نجح الغرب في ذلك لأن عملاءه من بني جلدتنا يبثون الدعاية في صفوف الجنود والضباط بأن الأنظمة لا تعادي الإسلام، وبدعوى الحفاظ على مصلحة الوطن، وأن هؤلاء الحكام هم أولياء أمورنا وأن طاعتهم واجبة علينا.. بالإضافة إلى الرواتب والعلاوات والامتيازات؛ التي تمنح لهم لضمان ولائهم للأنظمة، مما أدى إلى تركيز نفوذ الكافر المستعمر، والأصل أن الجنود والضباط هم أبناؤنا وإخواننا، فهم ذخر الأمة التي لا يمكن إلا أن ينحازوا لها.
إن الواجب على المسلمين هو طلب النصرة من أبناء الأمة تأسياً بالرسول ﷺ، عندما أدرك أن إحداث اختراق في المجتمع المكي المتحجر، أمر صعب، فأخذ يعمل على دعوة القبائل والمجتمعات الأخرى، طالبًا نصرتها، ليبلغ عن ربه، فرده ست وعشرون قبيلة، حتى قيض الله له نفر الخير من أهل المدينة، وتمت بيعة العقبة الأولى، ثم تلتها بيعة العقبة الثانية، وهي بيعة (الحرب)، فأقام الرسول ﷺ دولته في المدينة، نتيجة انحياز أهل القوة والمنعة له، بالإضافة إلى أعمال الدعوة التي قام بها الرسول ﷺ، ومصعب بن عمير رضي الله عنه في المدينة.
فيا جيوش الأمة أنتم العنوان الصحيح لطلب النصرة، فعلى سبيل المثال هدد الأحابيش وهم يمثلون قوة عسكرية مهمة في مكة بعدم القتال إذا تم منع الرسول ﷺ من دخول مكة بالقوة، وهذا ساهم في عقد صلح الحديبية؛ الذي تضمن أن يعود الرسول ﷺ على أن يعتمر في العام التالي، وهذا ما حصل في عمرة القضاء في السنة السابعة للهجرة التي كان لها التأثير الكبير في نفوس أهل مكة، مما سهل فتحها في السنة الثامنة للهجرة، هذا مما حصل من الأحابيش؛ الذين هم ليسوا محلاً لطلب النصرة لكونهم غير مسلمين، فكيف بأهل القوة والمنعة من أبناء المسلمين! أما آن لكم أن تنصروا دينكم وتنفضوا غبار سفاهة السياسيين، ومكر الكافرين، فتعيدوا للأمة مكانتها بأنها خير أمة أخرجت للناس؟!
فنحن حملة دعوة الحق، الواجب علينا مخاطبة الأمة وجنودها وضباطها بأن العدو الحقيقي هو الكافر المستعمر، كما يجب الإحاطة بأساليب الأنظمة في استعداء الجيوش لأبناء الأمة، والعمل على إفشال مخططات هذه الأنظمة، والعمل على كسب الجيوش لتنحاز لأمتها العريقة بما تحمله من عقيدة صادقة، وشريعة سمحة، وبما يمكّن المسلمين من العيش في دولة واحدة، على رأسها حاكم واحد؛ هو أمير المؤمنين؛ الذي يطبق الإسلام، فينعم الناس بالأمن والرخاء، ورغد العيش، والكرامة، ونعمل على استرداد الأرض من المحتل بل نشر هذا الخير إلى العالم عندما تحمل هذه الدولة الدعوة الإسلامية إلى الشعوب والأمم المظلومة والمضلَّلة، ويخلّى بين هذه الشعوب وأنظمة حكمها الكافرة، ليعيش الناس رعايا في دولة الإسلام؛ إما مسلمين فيظفروا بخيري الدنيا والآخرة، أو ذميين لهم ما للمسلمين من الإنصاف وعليهم ما على المسلمين من الانتصاف. نسأل الله أن يكون هذا اليوم قريباً، وما ذلك على الله بعزيز.
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ريم جعفر إبراهيم (أم منيب)