قائد حقيقي
(مترجم)

خلال العصور كان هناك رجال قريبون بشكل خاص من الله سبحانه وتعالى، من خلال إيمانهم وثقتهم العظيمة به سبحانه، أول هؤلاء الرجال هم الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين، ويأتي بعد الأنبياء الصالحون الذين ساعدوا الأنبياء على نشر دعوة الحق ورسالات الله إلى البشرية ووقفوا في وجوه الطواغيت. ولكن قليلاً من الصالحين وجدوا بعد عهد آخر الأنبياء محمد e. لقد تقدم هؤلاء الصالحون خلال أوقات نقضت فيها عرى دين الله الخاتم للبشرية عروةً بعد أخرى، لذا كان حتمًا أن يكون هناك أتباع مخلصون ومثابرون لإعادة الإسلام إلى المجتمع بوصفه نظام الحكم الأوحد الذي يجب أن يحتكم الإنسان إليه.

ولكن خلال المئة سنة الأخيرة تقريبًا، حدث شيء غريب ونادر وهو ليس بالضبط تحول الناس عن الإسلام، ولكن عن أساس الإسلام وهو نظام الحكم في الإسلام والمتمثل في الخلافة الذي اقتلع وتفتت من قبل أعدائه مما أدى إلى اقتصار الإسلام على بعض الممارسات الروحية الفردية والأخلاقية.

ولكن في هذا المأزق الصعب خرج المؤمنون الثابتون على الحق بكل إرادة وتصميم للقيام بواجبهم بإعادة تطبيق الإسلام مرةً أخرى إلى المجتمع والدولة من خلال دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

نفيد بوت أحد هؤلاء...

ولد نفيد بوت في باكستان ونشأ بشكل رائع من خلال عمله الاحترافي والأكاديمي بوصفه مهندسًا للبرمجة في شركة أمريكية كبيرة للتقنيات. في هذه المرحلة بالضبط تعرف نفيد على الفكرة الثورية للإسلام بوصفه نظامًا سياسيًا قد غاب عن معترك الحياة في هذه الأيام ويجب إعادته وتطبيقه بشكل شامل على البشرية التزامًا بأوامر الله عز وجل بعد أن هدمت الدولة العثمانية الإسلامية عام 1924. لقد تقبل نفيد هذه المفاهيم الإسلامية وفهمها فهمًا دقيقًا مما دفعه إلى العمل بموجبها عالميًا، فكريًا وسياسيًا، مع الحزب الذي قدمها له وعرفه عليها وهو حزب التحرير.

فهم نفيد بشكل خاص الحاجة لحمل هذه الدعوة إلى باكستان، البلد الذي تعج قلوب أهله بالمشاعر الإسلامية القوية، ولكن على وجه أخص هو البلد ذو الجيش الأقوى والمتسلح بالقدرات النووية من بين الجيوش الإسلامية في العالم اليوم. أدرك نفيد أن باكستان تمتلك الثروات الطبيعية والزراعية والموقع الاستراتيجي، ما يؤهلها لتكون مكان ولادة دولة الخلافة الثانية ويمكنها من التمدد في باقي العالم الإسلامي.

كرس نفيد نفسه للعمل من أجل إعادة الخلافة في باكستان وأصبح ناطقًا رسميًا لحزب التحرير في البلاد، محملاً القيادة السياسية والعسكرية المسؤولية على خيانتهم للإسلام والمسلمين وعلى خضوعهم لأسيادهم الأجانب وتأمين وحراسة مصالحهم وخططهم في باكستان.

وقد أدى عمل نفيد الدؤوب والشجاع إلى اختفائه. فقد تمكنت، بعد وقت طويل من الجهود، عصابات النظام بهيئة القوات الأمنية من اختطاف نفيد في 2012/5/11 أمام أطفاله عندما اصطحبهم إلى المدرسة.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الرابعة لاختطافه يبقى وضع نفيد ومكانه مجهولين. ولكن من خلال معلومات تم جمعها خلال فترة من الزمن بواسطة محادثات تلفونية تهديدية لعائلته ومعلومات مسربة على الإنترنت، اتضح أن نفيد تعرض لتعذيب وحشي على أيدي خاطفيه فراعنة وآباء جهل هذا الزمان، وأنه مسجون في أقبية النظام الظالم بأوامر من أسياد النظام الكفار الذين يخشون عودة الخلافة الإسلامية في بلد قوي مثل باكستان. إن الذنب على هذه الجريمة النكراء في اختطاف نفيد لا يتوقف عند منفذيها فقط، ولكن أيضًا يمتد إلى من يمتلكون التأثير ولكنهم آثروا الصمت على هذا الظلم العظيم، وخصوصًا الذين يعرفون نفيد وإخلاصه وولاءه للإسلام.

ولكن ربما يكون هذا الاختبار العظيم لقرب نفيد من الله سبحانه وتعالى، وإنه بالرغم من الاضطهاد والظلم وخيانة الناس من حوله، إلا أنه بقي صامدًا ثابتًا على الحق أمام الطغاة، رافضًا تقديم أي تنازل للنظام مقابل إطلاق سراحه.

أدعو الله سبحانه وتعالى وأنتظر ذلك اليوم الذي تتحقق فيه العدالة ويطلق سراح أخينا نفيد فيه. أتطلع إلى اليوم الذي تقام فيه الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في البلاد، ويكون نفيد بوت واليًا على باكستان، وهو قادر ويستحق ذلك، وربما أيضًا بعدها أميرًا للمؤمنين - خليفة - للمسلمين جميعًا، اللهم آمين.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عاصف صلاح الدين