- الموافق
- 4 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم الهدن والمؤامرات ثورة الشام ماضية إلى ربها
تمر البلاد الإسلامية عامةً وأرض الشام خاصةً بمنعطف خطير ودقيق للغاية ربما سينتج عنه بعد ذلك وضوح الرؤية وزوال التخبط والتناقضات التي يعاني منها كثيرون.
ذلك أن هذه الثورة انطلقت بظروف غريبة عجيبة لم يجرؤ أحد أن يراهن عليها، فقد كانت هناك قناعة عامة لمن عرف وخبر نظام البعث أنه من سابع المستحيلات أن يتمكن أحد من الوقوف في وجه جبروت النظام وساديته التي فاقت كل إجرام في التاريخ.
فقد هيمن على الشام منذ الانفصال نظام الإجرام والإرهاب يحكم البلد ويقمعها فصارت سوريا سجناً مخيفاً لا منجي لها منه إلا الله! فاستيأس الكثيرون من أهل الفكر والعلم من إمكانية المواجهة وفضلوا المداهنة والخضوع ثم الخنوع والتذلل فسقطوا في امتحان رب العالمين الذي أراد لهذه الأمة أن تولد من جديد ولكن ولادة لا انتكاسة بعدها بإذنه تعالى.
وكذلك حملة مشعل النور أو الدين أو الأخلاق كما زعموا، وقعوا هم أيضاً في شر أعمالهم لأنهم أقحموا عقولهم في تشريع رب العباد فجعلوا المصلحة مقياس أعمالهم، وظنوا مصلحتهم مع النظام، فتوالفوا معه حتى قامت الثورات فضاعوا وأضاعوا. ولا نبرئ هنا حركات سلفية ولا صوفية أرادت مسك العصا من المنتصف فطحنتها الأحداث وكشفت عوارها!
وكما أراد الله لموسى أن يُقذف في اليم بيد أحب الناس إليه وهي أمه وكأنها تقذف به للموت المحتم، فأرانا الله عجائب قدرته حيث حفظه بواسطة أمواج البحر وتياراته المتلاطمة وأوصله إلى خير مكان يأوي إليه، وكما حفظ الله أبسط سفينة بنيت بألواح الخشب والمسامير البسيطة على يد النبي نوح عليه الصلاة والسلام بينما أغرق بقدرته أعظم ما بنى البشر من سفن وهي التيتانك رغم أنف الحضارة الغربية المعادية لقدرة رب العزة، كذلك انطلقت ثورة الشام بقدرته وحده جل وعلا.
أمرها عجيب، تلك المرأة الشجاعة التي تزامنت كلماتها في حوران مع الصبية الذين تحدوا النظام حين أسقطوه بشعاراتهم الحائطية "الشعب يريد إسقاط النظام" و"جاك الدور"، تلك المرأة التي هزت مخابرات حوران حين هتفت لصديقتها قائلة "سقط طاغوت مصر عقبالنا إن شالله"! نزلت مدوية على آذان جواسيس النظام المجرم فهبوا لاعتقالها والتنكيل بها فتنادى الناس "من لأعراضنا ولأطفالنا الذين قُلعت أظافرهم ونُكّل بهم؟" و"الموت ولا المذلة"! وحقيقةً فإنه "من حوران هلّت البشائر".
وتصاعدت الأحداث وكلما هدأت أوقدها الله بقدرته العجيبة، وكلما تنادى خونة من أتباع النظام للتراجع خذلهم الله وثبطهم وجعل الدائرة عليهم. وكلما خطط الكافر المستعمر خطة دقيقة لإجهاض ثورة الأمة في شام الرسول صلى الله عليه وسلم وظن الناس بالله الظنونا، أتى أمر الله فأجهض تعالى خططهم وخيب فألهم وأطاش سهامهم!
لا نرى فيما يحدث إلا أنها بشائر وإنذارات من رب العالمين، بشائر مغزاها "إني فعّال لما أريد" وإنذارات مفادها ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾. فهل وعى المهرولون والمنبطحون تحت أقدام كيري ودي ميستورا وأوباما أن أمر ثورة الشام فوق إرادتهم وأنها فتنة يصيب بها من يشاء من عباده؟ لو وعى رياض حجاب على ما حدث لمن سبقه من مهرولين لما أقدم على القبول بهدنة الذل التي تُغضب الله تعالى والمخلصين من أهل الشام، ولو وعى (كبير!) المفاوضين لموقف شقيقه الصعب بين يدي الجبار، لما تجرأ على الله وفاوض أعداءه! ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره فيقيم الحجة على كل طرف متخاذل أو معادٍ لثورة الأمة حتى يأتي النصر لأهله الصابرين المحتسبين ﴿أَتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾ من حيث لم يحتسبوا.
وما أجملها من وقفة بين يدي مالك الملك ذي الجلال والإكرام حين يأتي حملة دعوته المخلَصون ليوم الحساب وهم يرفعون راية نبيه صلى الله عليه وسلم وهو ينادي يا الله هؤلاء هم أحبابي الذين حدثت أصحابي عنهم أجر واحدهم كسبعين من أصحابي كما وعدتهم يا الله. حينها لن يفيدكم يا أهل التفاوض والهدن والتخاذل والهوان لا كيري ولا دي ميستورا ولا مجلس أمن ولا ملك السعودية. حينها سينادي رب العالمين ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾؟ فما هو ردكم يومئذ!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
وسائط
4 تعليقات
-
إن هذه الثورة مباركة بإذن الله تعالى .. وما كيد أمريكا والعالم كله لها إلا لخوغهم منها ولأثرها عليهم وضعفهم امام قوتها
نسأل الله أن يبارك لنا فيها وأن يختمها بالعز لهذه الأمة
-------
بارك الله فيك أخينا هشام البابا ونسأل الله أن تكون كلماتك في موازين حسناتك -
بارك الله فيكم على هذه المقالة حيث وضعتم الإصبع على الجرح فعُرف بذلك الدواء
شاء الله أن تتأخر ثورة الشام ليستعد لها أعداؤها ويستفيدوا من تجارب أشباههم من طواغيت تونس ومصر وليبيا واليمن ليستحكم البلاء على أرض الأنبياء..هذا هو قدر بلاد الشام "الأرض المباركة" أن تكون هي "أرض الملحمة" ولله في ذلك الحكمة البالغة ، وهو شرف خصهم الله به ففيما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "عَلَيْكَ بِجند الشَّامِ فَإِنَّهَا خِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِى إِلَيْهَا خِيَرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ"
وفي المقابل لهذا جاء الثبات المذهل الذي أبداه الثوار في الداخل وعجز جبابرة الشام وأكابر مجرميها عن إخماد صوت الحق الذي جلجل في كل أركان سوريا ليجبر العالم على التحرك إما تألماً صادقاً أو مجاملة ونفاقاً أو مصالح سياسية أو اقتصادية.
فيا أهلنا في الشام لا سبيل للنصر إلا بالإعتصام بحبل الله المتين ولا سبيل لهذه النصرة إلا بخلع رداء الخوف وإعطاء النصرة لحزب التحرير فإن له مشروع دستور جاهز للتطبيق والله خير مسؤول أن يعجل بفرجه ونصر أولياءه وذل أعداءه -
سنظل نعمل مخلصين لله هذا العمل رغم الصعاب والمؤامرات سنظل ثابتين ومخلصين بعون الله
-
جزاكم الله خيرا
الله أكبر والنصر قريب