الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات
فوز ترامب وخسارة كلينتون وهزيمة دعاة "حقوق" المرأة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فوز ترامب وخسارة كلينتون وهزيمة دعاة "حقوق" المرأة!

 

 

لسنا بصدد التحدث عن قوة المرأة وحقوقها وقضاياها من وجهة نظر الغرب الكافر بعد الآن، فلقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية صراحة بأنها تفضل أن يكون الرئيس رجلا وليس امرأة، فهزيمة "هيلاري كلينتون" في الانتخابات الأمريكية وخسارتها منصب رئيس البلاد لصالح "دونالد ترامب"، والذي اتهمته عدة نساء بالتحرش جنسياً بهن ومضايقتهن، والمشهور بتصريحاته العنصرية ضد المرأة، يجعلنا نفكر في ما وراء هذه الخسارة غير المتوقعة، حيث توقع العالم فوز كلينتون لتُصبِح "أول امرأة" في التاريخ ستحكم "أقوى دولة"، لتُحرز ما كانت ستعتبره المنظمات النسوية نصراً لها، تلك المنظمات التي تتشدق بسعيها لحماية المرأة وحفظ حقوقها، والتي تزعم أنها تعمل لتحقيق مساواة النساء بالرجال، هذه الخسارة كانت كافية لتكشف أكذوبة برع الغرب الكافر في الترويج لها على أنه راعي الحقوق والضامن لها، هذه الحقوق المتعلقة بحريات المرأة الشخصية والاقتصادية والعقدية وحرية الرأي، والتي للمفارقة، لم تتحصل عليها المرأة الغربية بعد مئة عام منذ انطلاق هذه الدعوات النشاز، ولا زالت المنظمات تسعى إلى تحقيقها وتُوجت بهذه الخسارة الفادحة!

 

فالحقيقة أن ما تسعى إليه المرأة في الغرب هو مجرد أوهام فقط، وخذ مثلاً قضايا العنف ضد المرأة التي صدعت المنظمات النسوية رأس العالم بها، تجد في المقابل أن جرائم العنف ضد المرأة قد تصاعدت في أمريكا بل وزادت وتعددت أشكالها، فالضرب والقتل والتشريد والاغتصاب والخيانة والعنوسة والبطالة والشذوذ والعنصرية والاستغلال الجسدي لتحصيل لقمة العيش باقية، بالرغم من تحركات هذه المنظمات الحقوقية، إلا أن الإحصائيات مخيفة معروفة للجميع، توجت بوصول متحرش بالنساء لمنصب الرئاسة!

 

ويا للمفارقة! فلقد فرضت أمريكا على البلاد الإسلامية القبول بهذه القوانين الوضعية الخاصة بالمرأة من خلال تطبيق الحكام الرويبضات لدساتير علمانية، وهكذا هي "الديمقراطية" الغربية في ميزان المبدأ الرأسمالي تُفرض بالقوة والجبر، وأرادت أمريكا أن تستنسخ واقعها المظلم على بلاد المسلمين، بجعلها تنصاع لاتفاقيات خاصة بالمرأة ومنها "اتفاقية سيداو" وغيرها، والتي جعلت هدفها - ليس المرأة الغربية - بل المرأة المسلمة، وركزت على التأثير عليها لتصبح مجرد نسخة تقليد من المرأة الغربية، فحثتها على التعري وخلع زيها الشرعي الخمار والجلباب باسم الحداثة والعصرنة وحثتها على الاختلاط بالرجل ومنافسته بدرجة مبالغ فيها بحجة المساواة، وعلى الانفلات وإنشاء علاقات متعددة مع الرجال بحجة التجربة، بينما جعلتها ترفض تعدد الزوجات، ودفعتها دفعاً للخروج من بيتها فأهملت دورها الأساسي في رعاية زوجها وأطفالها، ولم يعد بقاؤها في بيتها خياراً بسبب الأزمات الاقتصادية الذي تسبب بها تطبيق المبدأ الرأسمالي ونظامه الاقتصادي الفاشل، وأُجبرت المرأة على السعي الحثيث لطلب الرزق، كما جعلت المرأة ترفض الزواج بإذن وليها الشرعي وترفض الزواج المبكر وترفض طاعة زوجها وترفض أن تورث نصف ما يورثه الرجل، كما شجعتها على ترشيح نفسها لمنصب الرئاسة في بلدها، بحجة "الحرية" وحياة المرأة "المتقدمة" ونبذ الحياة الإسلامية "المتخلفة"، وكلها قوانين تُخالف الأحكام الشرعية، لتُبعد المسلمين عن دينهم، وعن أحكامه الشرعية الربانية التي أعطت للرجل وللمرأة الحقوق التي تناسبهما وبينت لهما الواجبات حتى تضمن سير الحياة سيراً مستقراً ومستقيماً. والجدير بالذكر بأن أمريكا لم تقبل التوقيع على بنود "اتفاقية سيداو"، مما يعكس عدم ثقتها في "حريات" المرأة عندما تكون القضية قضية مصيرية مثل أن تتولى منصب الرئاسة امرأة، وتكفل الاتفاقية ذلك الحق للنساء، إلا أنه لن يُترك مصير أمريكا في يد "امرأة"، وإن كانت امرأة بيضاء، كان يريد الكثيرون أن تفوز بالمنصب.

 

ولا نغفل هنا عن ذكر عشرات الآلاف من النساء اللاتي يعشن في بلاد الغرب؛ أمريكا وأوروبا، واللاتي يعتنقن الإسلام سنوياً هرباً من حياة الباطل، سعيدات بارتداء الخمار والجلباب وتغطية أنفسهن لإعلان رفضهن لأنظمة الرأسمالية العلمانية التي ظلمتهن بإيهامهن بالحصول على حقوق غير موجودة وحياة منحلة امتهنت كرامتهن، بينما جعلهن الإسلام عرضاً يجب أن يُصان وحفظ لهن حقوقهن الشرعية وكرمهن ورفعهن درجات. وذلك بالرغم من الضخ الإعلامي ضد الإسلام والمسلمين والنيل المتواصل من "غطاء الرأس" واللباس الشرعي الذي ترتديه المسلمة طاعة لله تعالى ويرعب الغرب الكافر لأنه رمز للقوة الكامنة في المرأة المسلمة العفيفة التقية التي أعلنت بصراحة أنها حصنت نفسها ضد الهجمة الغربية الثقافية الشرسة وضد القوانين الوضعية القذرة، اللباس الشرعي الذي يجسد مطلبها باستئناف الحياة الإسلامية والعيش في ظل القوانين الإسلامية، وقيام المرأة بدورها في الحياة على أكمل وجه.

 

نعم! لا يحق للعالم بعد اليوم الحديث عن حقوق المرأة أو عن حقوق الإنسان من وجهة نظر الغرب المفضوح مبدؤه الكافر، فالمفارقات والازدواجيات التي يعيشها الغرب مؤشر قوي لانهيار المبدأ الرأسمالي الذي بات وشيكاً. فالقوة الحقيقية للمرأة وللرجل تكمن في اعتناقهما للعقيدة الإسلامية وفي عيشهما وفقاً لأنظمة الإسلام في ظل دولة قوية تحكم بما أنزل الله تعالى، واحتواء المبدأ الإسلامي الرباني وتطبيقه في سائر أنظمة المجتمع؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، احتواء متكاملاً، وستحفظ الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله تعالى حقوق البشرية كما فعلت من قبل، وستشهد الأيام القادمة سقوط الرأسمالية واضمحلال حياة الظلم والكفر وصعود الإسلام وظهور حياة العدل والإيمان ببركة رب العالمين.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة محمد حمدي - ولاية السودان

 

 

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الإثنين، 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م 14:22 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • khadija
    khadija الإثنين، 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م 07:47 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع