الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
مولد النبي صلى الله عليه وسلم مولد أمة ودولة، فسارعوا إلى إحياء دولته واستنقاذ أمته   ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مولد النبي صلى الله عليه وسلم مولد أمة ودولة، فسارعوا إلى إحياء دولته واستنقاذ أمته


﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾

 


في ظل جاهلية غابرة، وفوضوية عاثرة، وعنجهية الشرك السافرة، ولد سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، وتربى على عين باريه سبحانه حتى بلغ الأربعين، حيث أنزلت عليه الرسالة الإلهية إلى كونٍ قادته أهواء البشر، وسادته ظلمات بعضها فوق بعض، ليكون صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]. بُعث عليه الصلاة والسلام ليخرج الناس كافة من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن ضيق الدنيا وجور أهلها إلى سعة الإسلام ورحابة عدالته، فأخذ الكتاب بقوة، وشمّر له، ودق أبواب القوم نذيرا وبشيرا، فلحق به من لحق من ثلة آمنت بربها واعتصمت بإيمانها، بينما كشّر له الكفر عن أنيابه، وتنادى لردعه في نواديه، فصارعهم بالحق والقول المبين، وصابحهم ومسّاهم، وجاهرهم، وتواترهم، وما انفك عن نِذارتهم، رغم ما تعرض له من صنوف الأذى، وما تغشّى أصحابه من القهر والظلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: "لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غشي عليه، فقام أبو بكر رضي الله عنه ينادي ويقول: ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟ قالوا: من هذا؟ قالوا: هذا ابن أبي قحافة المجنون" أخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم، وهذا بلال الحبشي يصهر في أدرع الحديد تحت لهيب الشمس، وذاك خباب بن الأرت يعذب بالنار ويسحب عليها فلا يطفئها إلا ودك ظهره، وتلكم عذابات أم عبيس وزنّيرة، وهاكم دماء آل ياسر الزكية، وغيرهم الكثير الكثير ممن رخصت أرواحهم، وهانت عليهم آلامهم في سبيل دعوة الإسلام...


مع أمثال هؤلاء الأوائل مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب أفكار الكفر بصريح الحق وثبوت القدم، ويعلنها مدوية «وَاللهِ يَا عَمِّ لَوْ وَضَعُواْ الشَّمْسَ فِيْ يَمِينِيْ وَالْقَمَرَ فِيْ يَسَارِيْ عَلَىْ أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ أَوْ أَهْلَكَ دُونَهُ» ويقولها في أرجاء مكة ولبطون العرب وقبائلهم وفي كل المحافل: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُواْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُواْ» غير عابئ بالتكذيب، وشر التدابير والتعابير، ولا بغضبة القوم أو بطشة الأتباع والمتبوعين، حتى حاصروه في الشعب مع بني هاشم سنوات ضمن سلسلة شرسة من حملة لم تكلّ، ليطفؤوا نور الله وعقيدته التي تناقضت مع عقيدتهم، وشِرعته التي فضحت وعرّت فساد شرائعهم.


وطفق صلى الله عليه وسلم وبأمر ربه سبحانه يطرق وِهاد القبائل ويعرض نفسه ودعوته عليها، لا يثنيه صلف القاذعين، ولا يخضع لشروط المشترطين منهم، فالإسلام بعقيدته وتطبيقه بكامل أحكامه مسألة حياة أو موت، والتفريط بأي جزئية منه دونه خرط القتاد، حتى تمت له بيعة العقبة الأولى والثانية ومن ثَمَّ الهجرة في الثاني عشر من ربيع الأول، وأقيمت دولة الإسلام التي في كنفها طبقت أحكامه المتنزلة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسيرت السرايا والجيوش، وخاضت المعارك، وتوسعت الدولة الناشئة التي لا تقيم وزنا لحدود، وسطعت عبر التاريخ أسماء لامعة، تربت في دار الإسلام، وعاشت له وعليه، وماتت من أجله، حملت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم معه ومن بعده إلى العالمين، وحمت دولة محمد صلى الله عليه وسلم بكل ما أوتيت من قدرات وطاقات، حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم في 28 رجب 1342 هجري الموافق 1924/3/3م، يوم نقضت الأمة غزلها من بعد قوة أنكاثا، وسكتت عن هدم دولة الخلافة، وارتضت العيش المهين في ظل أشباه دويلات تحكمها إرادة الكفار وتدار شؤونها الآن من واشنطن.


وعلى الرغم من الأفكار التي تسممت بها أذهان المسلمين، وبرغم الخطط الماكرة الممنهجة لتضييع شباب الأمة وحرف بوصلة تطلعاتهم وجهودهم، إلا أن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال واقرا في القلوب، وظاهرا للعيان، لكنه لا يترجم على الوجه المطلوب، فنجد الدعاة يغرقوننا بمواعظ النوافل والأخلاق حبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونجد المسلمين في الثاني عشر من ربيع الأول وقد تهيأوا للاحتفال بمولد سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد انطلت عليهم خدعة كبرى حاكها الغرب ومرّرها عليهم علماء القصور، تلك الخدعة التي تكررت في عدة مناسبات إسلامية، فكما عمدوا إلى إشغال المسلمين بالاحتفال يوم السابع والعشرين من رجب كذكرى للإسراء والمعراج (وهو أضعف الأقوال في ميقاته)، أنسوهم أن الثامن والعشرين من رجب يحمل ذكرى أليمة لا زلنا نتجرع مرارة عصارتها بهدم دولة الخلافة على يد الحاقد مصطفى كمال، وأن الثامن والعشرين من رجب يحمل ذكرى يوم نصر وتمكين تحن لعودتها قلوب المؤمنين، يوم دخل صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس وحررها من رجس الصليبيين عام 583 هجريا، وأن إحياء ما هدمته الذكرى الأولى سينجز ما حققته الذكرى الثانية... كذلك وعلى المنوال نفسه تعاطوا مع يوم الثاني عشر من ربيع الأول في كل عام هجري جديد، ولا يعنون بذلك إلا الإمعان منهم في فك ارتباط الأمة بكل ذكرى ترتبط بمعقل عزها وسؤددها، وجمع شملها ولَأْمِ جرحها، وتحكيم شرعها، وانعتاقها من حكم الطواغيت، وقيامها بشهادتها على جميع الناس، وحملها رسالة ربها إليهم بالجهاد، وكل ذلك عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


فالحقيقة هي أن الثاني عشر من ربيع الأول يحمل ذكرى عظيمة ترتبط ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم والتمكين له، إنه يوم الهجرة، اليوم الأول لمولد دولة الإسلام، الغاية التي بعث من أجلها وصبر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وبعد أن اتسعت رقعة دولة الخلافة - يتشاور مع الصحب الكرام حول ترقيم السنين واعتماد تقويم إسلامي تثبت به الدواوين، وتؤرخ بحسبه الوقائع، فيخرج بعدها بقرار حكيم أجمعوا على عظمته، بما يكشف عن فهمهم لغاية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ألا وهو: إقامة دولة الإسلام وتحكيم الشريعة وحملها إلى العالم، فكان الاختيار واقعاً على اعتماد يوم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى دار بايعت وآوت ونصرت واحتضنت دولة الإسلام وأذعنت لحكمه.


إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم يعني ولادة أمة، وحّدها إيمانها بالوحي، والتزامها غرز الهدي، واجتماعها على رجل واحد يسوسها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يمزق الحدود التي مزقتها، ويسقط العروش التي أرهقتها، ويقطع يد الكفر التي نازعتها.


فيا خير أمة أخرجت للناس:


الله ربنا يقول في محكم كتابه: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾ [آل عمران: 110]، فأعظم المعاريف وتاج الفروض هو الأخذ بإرث محمد صلى الله عليه وسلم، بإقامة دولة الدين، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي وعد الله بها عباده المتقين، وبشر بها رسولنا صلى الله عليه وسلم عباد الله المستضعفين، وقد آن أوانها وأطل زمانها، وقد استشرف لها المخلصون، وتعاضد في طلبها إخوة لكم محبون، سمعوا قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ [البقرة: 143]، فوعوا أن الأمة الوسط أي الشاهد العدل على كل الأمم لن تقوم بحق هذا الوصف الذي كُلفت به إلا إذا أقامت دولة الخلافة، واستأنفت دورة حياتها الإسلامية التي توقفت بسقوط دولتها، وأدركوا أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل بالادعاء ولا بقشور الإثبات والاحتفالات هنا أو هناك، وإنما تقبل ويرتضيها رب العالمين بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تعني طاعتهما، وطاعتهما تكون بالاحتكام إلى الإسلام كاملا، والاحتكام هذا لا يكون بغير دولة الخلافة ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: 49-50]


أمة الاسلام، يا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم:


إن الخلافة هي وعد الله الذي لا يخلف الميعاد، وبشرى الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]، وقال سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثمَّ سَكَتَ». (رواه أحمد)


فقوموا لفرض ربكم، واثقين بالوعد، مستبشرين بالبشرى، مجددين العهد مع الله، مترسمين خطى رسوله صلى الله عليه وسلم في سَيره لإقامة دولة الإسلام، موقنين أن الموت في طلب المعالي خير من ذلة حياة وعيش بئيس يطارد فلولكم، ويتخطف أبناءكم، ويمتهن نساءكم. واحذروا الله وغضب الجبار، واحذروا سوء العاقبة والاستبدال.


قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 24]، وقال سبحانه: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ [محمد: 38].

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


القسم النسائي


في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

1 تعليق

  • Khadija
    Khadija الخميس، 15 كانون الأول/ديسمبر 2016م 20:02 تعليق

    اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع