الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لن يكونَ أهل اليمن أزمةً منسية وقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «هم مني وأنا منهم»!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لن يكونَ أهل اليمن أزمةً منسية


وقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «هم مني وأنا منهم»!!

 


في واحدة من أبشع صوره المنتشرة في بلاد المسلمين، يظهر الصراع الإنجلو أمريكي في اليمن وبقوة، بقيادة بلدان تحالف عاصفة الحزم وعبد ربه هادي منصور من جهة ومليشيات الحوثيين - بدعم من إيران - وحليفهم علي صالح - في الظاهر - من جهة أخرى؛ كل ذلك في صراع دامٍ من أجل النفوذ والثروة، وها هو اليمن قد دخل في عامه الثالث من الحرب البشعة التي يدفع أهله ثمنها مقابل الأرواح والدماء والمجاعة والأوبئة والفقر والتهجير...


ولعلّه كان للأطفال النصيبُ الأكبر من الخسارة، حيث من لم يُحوّلهم القصف إلى أشلاء، حوّلتهم المجاعة إلى هياكل عظمية فاقدة لأبسط مقومات الحياة، أو تحويلهم لمعسكرات القتال بصفة إجبارية والضغط عليهم مقابل المال لاستخدامهم في مهام عسكرية.


أرقام مفزعة من الضحايا سجلها العام الثاني من الحرب في اليمن ليُستأنف العام الثالث بغارات أمريكية مكثفة جنوب اليمن، بالطائرات والبوارج الحربية الأمريكية في مناطق مدنية بحجة استهداف جماعة تنظيم القاعدة ومكافحة (الإرهاب)؟!


وحسب آخر تقرير لليونيسيف الذي عنونته بـ"أطفال اليمن السقوط في دائرة النسيان"، أفاد أن عام 2016 كان كارثة على أطفال اليمن؛ إذ إن 9.6 ملايين طفل يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية... مشيرا إلى التحقق من مقتل 1546 طفلاً، وإصابة 2450 آخرين، فيما يُعاني مليونان ومائتا طفل من سوء التغذية الحاد الذي يُهدد حياة نصف مليون منهم، أما التعليم فقد ارتفع العدد الإجمالي للأطفال الذين باتوا خارج المدارس إلى مليوني طفل!!


حرب فظيعة يعيشها أطفال اليمن؛ فمن لم يُهلكه القصف والتقتيل أهلكته المجاعة والأوبئة، بإشراف دولي من أمريكا وبريطانيا ومنظماتهم وعملائهم وبأيدي قوات التحالف الإقليمية وأهمها السعودية والإماراتية بالإضافة لأدوات الصراع المحلية من الأطراف المتصارعة!!


إن منظمة اليونيسيف تستجدي العالم للالتفات لليمن قبل أن تحل الكارثة وقبل أن يفقد جيل كامل من الأطفال حسب تصريح المتحدث باسمها في اليمن، أليس من الاستغباء أن يُغيث أطفالَ اليمن مَنْ تعمّدوا قتلهم وتنغيص حياتهم فقرا ومرضا وجوعا وخوفا ورعبا وجهلا؟!!


مَنْ أولى بأطفال اليمن أيها المسلمون؟؟ ألا تعلمون أن الله سائلكم عما تعلمون ثم به لا تعملون؟؟


هل يتحول اليمن إلى مأساة منسية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم» (أخرجه الطبراني بإسناد حسن)؟!


كيف وهم يُساقون إلى الموت أمامنا تقتيلا وتجويعا وترويعا؟؟ فما هو عذركم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا ضباط المسلمين ويا علماء المسلمين ويا أهل القوة والمنعة ويا جموع المسلمين؟؟


اعلموا أيها المسلمون أن ما يحدث لليمن بأطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه ليس شأنا خاصا باليمن وحده، وليس كما يُصوّره لكم الأعداء بأنها حرب طائفية ودينية بل هي حرب في إطار الصراع الدولي الإنجلو أمريكي على اليمن، وهي حرب محرمة يجب العمل على وقفها وتحكيم شرع الله، ويكفيكم أيها المتصارعون مقامرةً على حساب شعب مكلوم.


إنه صراع دولي قذر على بلاد المسلمين إذ رأوا فيها ضعفا وهوانا لأنها مقسّمة مشتتة فتداعوا عليها كما تداعى الأكلة على قصعتها، ولن تُدحر القوة إلا بقوة أكبر منها، فما ظنكم بدولة العزة والمنعة، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحقن دماءكم وتذود عن أعراضكم وتوحد صفوفكم وتقهر عدوكم؟ فاعملوا مع العاملين لإقامتها فنصرة إخوانكم أمانة في أعناقكم.


﴿وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


نسرين بوظافري

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع