الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

واقعنا أم حكامنا؟

 

 

اليوم يدور الزمان دورته، ويبدأ الوجه الكالح للقرون الأخيرة في الانحسار وسوف يبزغ فجر جديد بإذن الله... مر على هذه الأمة أعتى جبابرة العالم ومع ذلك استعاد الإسلام مكانته، وعاد الناس إلى دينهم وعزهم، واليوم في كل بلد توجد ثلة مخلصة تنشر الخير وتوعي الأمة، والتي واجهت في طريقها عقبات تحاول وأدها، وتعوق سيرها لكنهم مهما حاولوا لن يستطيعوا أن يوقفوها.

 

نعم، في واقعنا الآن جهل يعم الناس لحقيقة الإسلام تصورا وسلوكا، ليس لأننا أمة عبثية! بل لأن حكامنا المضلين الذين استلموا الحكم بعد هدم الخلافة أسسوا وبإشراف الغرب الكافر ما يلزم، وركزوا عليهم أن لا تسمحوا لأي فكرة نهضوية أن تتغلغل إلى الأمة. وبعد أن أصبحوا أدوات بأيدي الأمم الغربية، حاولوا أن يقنعونا ويملوا علينا أفكارهم وأننا ألعوبة بأيدي الغرب ولا سبيل لقطع خيوطها لعدة مبررات وذرائع أسكتتنا عقودا طويلة، عشناها في ظلم وقهر، غزونا بفكرهم الذي زينوه لنا بأنه من الإسلام وهو بعيد كل البعد عنه، فلو نظرنا وتعمقنا في تاريخنا الإسلامي المجيد، ورأينا كيف أن القادة المسلمين الأوائل كانت لديهم الفطنة بما يكيد لهم الغرب ولكن لم يحنوا رؤوسهم أبدا، فسلوكهم المستعلي بالإسلام كان واضحا في طريقتهم وحياتهم فلم تنهزم أرواحهم تحت ضغط الحاجة، أو المصلحة.

 

كان ميزانهم الإسلام، ميزان العدل والحكم. فمنذ أن هدمت خلافتنا فإن عملاتكم بدت واضحة، استهتاركم واستبدادكم، طمعكم أغشى على أعينكم فأخذتم أرضنا وأموالنا وما زلتم مستمرين رغم كل الفشل الذي يعتريكم، والذل الذي أصابكم..! والعجيب أنكم سعداء بهذه الحالة التي ألبسوكم إياها ومشغولون بالتقاط الصور لفخامتكم ونهب ما استطعتم! ولا علاقة لكم بما يحدث حولكم. جعلوكم تغيرون عقيدتكم، ووضعوا لكم شعارات مبطنة وقالوا لكم احكموا المسلمين بها فهذه ضالتكم. والأجيال تتعاقب على هذا الروتين القاهر، جيلاً وراء جيل حتى أصبح الوضع الذي نحن عليه طبيعياً، لم نعد نميز أو نرى، فأشغلونا بالسعي وراء لقمة العيش، وغلاء المعيشة، وأن الإسلام هو فقط صلاة وصوم وعبادة... لكن هيهات ثم هيهات فعداوتكم المرصودة لنا باتت واضحة للعيان، فسقط القناع!

 

سقط القناع أيها الحكام... سقط القناع أيها الخونة... صحونا رغم كل محاولاتكم، وها نحن أمامكم نقول وبأعلى صوت ارحلوا فلا نريد غير الإسلام دينا ومنهاجا.

 

ارحلوا... فنحن نعلم أن صحوتنا ليست بنزهة سهلة، في طريقٍ معبّد مفروش بالزهور نعلم بأنها رحلة شاقة في طريق مملوء بالدم والدمع والشوك والألم...

 

نعلم أنها غربتنا بكل وطأتها، فطوبى للغرباء...

 

سئمنا... سئمنا يا حكام المسلمين... سئمنا ذلا وظلما... كفرنا بكم وبأنظمتكم الفاسدة... إن الأمة تريد حكما إسلاميا، تريد شرع الله، تريد خليفة عادلا يعز الإسلام كما أمر الله عز وجل.

 

لن نقف حتى لو طالت بنا السنون، لن تردعنا أغلالكم ولا معتقلاتكم ولا حتى رصاصاتكم، لن نتراجع عن تغيير أنظمتكم الكافرة مهما غيرتم لنا الوجوه والأقنعة ومهما فعلتم وعذبتم لن نرضى إلا أن نعود لدين الله وشرعه الذي أنزله على سيد الخلق محمد e لخير البشرية.

 

أتعلمون من نحن؟

نحن خير أمة أخرجت للناس، نحن أمة الإسلام التي وعدها الله بالعزة والكرامة، نحن أمة تعتقد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، لا نقولها بلساننا بل نريد واقعا لها في حياتنا ومعيشتنا، نحن أمة نعلم أن مصطلح القضاء والقدر قوة دافعة رافعة لا مثبطة، نحن أمة نعلم أن الدنيا مزرعة الآخرة ولا نبيع آخرتنا بثمن بخس، نحن أمة نعلم أننا إذا أهملنا ثقافتنا الإسلامية خيم علينا الجهل والتخلف الحضاري، فنحن أمة لا تموت وسنعود بإذن الله قوة عزيزة تقود الأمم.

 

فلا حكام يثبطوننا، ولا حكام يأسروننا، ولا حكام يقفون في طريقنا...

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أم مصعب الشنطي

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع