الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تركستان الشرقية وفكي الكماشة

 

إن تركستان تنقسم إلى قسمين هما: تركستان الغربية (آسيا الوسطى: قرغيزستان، أوزبيكستان، طاجيكستان، كازاخستان، تركمنستان)، وتركستان الشرقية وهو تحت الاحتلال الصيني، ويمارس اليوم عليهم أبشع ما عرفه التاريخ من اضطهاد واستخفاف بأرواح المسلمين.

 

دخل الإسلام تركستان الشرقية في القرن الرابع الهجري، حيث تحول أهلها إلى الإسلام تحت قيادة زعيمهم "ستوق بغراخان خاقان" رئيس الإمبراطورية القراخانية، فأسلم معه أكثر من مائتي ألف عائلة، أي ما يقارب مليون نسمة تقريباً.

 

 وللقرخانيين دور بارز في نشر الإسلام في تركستان الشرقية، فقد استطاعوا إقناع أكثر من عشرة آلاف خيمة من خيام القرغيز بالدخول في الإسلام، وعرفوا هم وقبائل التغز والغر السلاجقة والعثمانيون بجهادهم ودفاعهم عن الإسلام في معاركهم ضد القبائل الوثنية التي كانت تعادي الدعوة الإسلامية في تركستان الشرقية، ومن أشهر المعارك الفاصلة بين الأتراك المسلمين وغير المسلمين هي موقعة "طراز"، وهي المدينة التي انتصر على أبوابها القائد المسلم زياد بن صالح سنة (134هـ/751م)، وساندت الإمبراطورية الصينية الأتراك غير المسلمين بجحافل من القوات الصينية حيث نجد أن الإمبراطورية الصينية لم تستطع إخفاء كرهها الدفين لانتشار الدعوة الإسلامية في أراضي تركستان الشرقية، وهذا ما يعاني منه الآن المسلمون هناك من فناء وتعسيف واستهداف دينهم واقتصادهم وكيانهم وتهجيرهم بالإجبار وعدم الاعتراف بحقوقهم. وظلت تحت الاحتلال الصيني منذ 1174هـ، الموافق 1760م، وبقي الصراع محتدماً بين ثورة واستقلال، إلى آخر مرحلة وكانت عام 1946 آخر حصولها على الاستقلال، ولكن مع صعود الشيوعية واختفاء دولة الإسلام عادوا إلى نقطة الصفر بل أدنى من ذلك.

 

في الوقت الذي يعيش المسلمون في معسكرات السخرة، أو على هامش الحياة في مراعيهم ومزارعهم البدائية، فالنظام الشيوعي الصيني - كما جاء في جريدة الشعب اليومية الصادرة في بكين بتاريخ 2 كانون الأول/ديسمبر 1992م - أشار إلى نقل مائة ألف صيني إليها من منطقة سد الممرات الثلاثة، مع تنفيذ نقل 470 ألف صيني إليها بالتدريج، وبعد أن كان عدد المهجرين سنويا 250 ألفاً عام 1950م، صار 350 ألفاً عام 1965م، كما جاء في الجزء الخاص بمقاطعة (شينجيانغ) تركستان الشرقية، ويجري تنفيذ هذا التوطين بمنح المهجرين إعفاءات ضريبية شاملة، مع توفير المساكن والأراضي، التي تتم مصادرتها من الإيغور المسلمين بعد طردهم إلى أطراف القرى والأراضي القاحلة، حتى صار ثلاثة أرباع سكان كاشغر لا يجدون الماء الكافي، ولم يعد الإيغور في (أورومجي) يمتلكون مراكز تجارية، ولكن تحولوا إلى متسولين وباعة جائلين أو طباخين يبيعون الأطعمة في الأزقة. ولم تكتف حكومة الصين بالتأثير على الدين والثقافة والتاريخ، بل تعدت ذلك بالآثار المدمرة التي تركتها التفجيرات النووية على البيئة والإنسان في منطقة (لوب)، التي جعلتها حقلاً لتجاربها النووية. وتؤكـد منظمة العفو الدولية - في تقريرها الصادر في نيسان/أبريل 1999م - أن الحكم الصيني يمارس سياسة التمييز العنصري في التوظيف؛ لأن العدد الساحق من العمال في حقول النفط والمشروعات هم من الصينيين، والإيغور أو المسلمون عموماً هم من الفلاحين و80% منهم يعيشون تحت خط الفقر، واستمرت تلك التجارب تمارس مكشوفة في الفضاء حتى عام 1980م ثم توقفت كما تزعم في عام 1996م، بعد إجراء 42 تجربة نووية وهيدروجينية. وقد أدت إلى تزايد انتشار السرطان والإجهاض وتشوه المواليد، مع أنها حاولت إخفاء ذلك وتبرير ما نتج عنها. وكأن هذه الوسيلة لم تكف لنشر الموت لإبادة المسلمين، فاستغلت السلطات الصينية فقدان الوعي الصحي الذي فرضته على الشعب التركستاني المسلم من خلال ترويج المخدرات والكحول؛ فمثلا في مدينة قراماي يوزع الخمر مجانا على الإيغور المسلمين!! وعندما حاول الطلاب المسلمون توعية الشباب بمخاطر الخمور، وضررها على الإنسان، مطالبين محلات الخمور بالتوقف عن ذلك، قامت السلطات الصينية بقمعهم بالقوة

 

إن تدفق هؤلاء المهجرين الصينيين وكثافة توطينهم لم يؤد إلى تدهور الوضع الاقتصادي لمسلمي تركستان الشرقية فحسب، بل إلى ممارسات جائرة ضد المسلمين؛ منها: منع رفع الأذان، والزواج المختلط بين المسلمين والبوذيين، وفرض التدريس باللغة الصينية لكافة المواد الدراسية من الصف الثالث في المدارس المتوسطة، وتزوير التاريخ وصياغته صياغة تخدم الحضارة الصينية. واليوم نجد التهميش وإلغاء الذات والإبادة الجماعية والحرمان الجماعي وطمس معالم البلاد والسكان على حد سواء بعد فشلهم بانتزاع العقيدة الإسلامية من صدورهم وعقولهم.

 

ولذلك وجب على المسلمين اليوم تبني هذه القضية بتعريف الناس عليها، وإيجاد رأي عام عنها ومحاولة الضغط على الصين بما أمكن، ونحن على يقين أنه لا حل لهم ولا لنا إلا باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، الحامية لكل المسلمين والمضطهدين في العالم أجمع.

 

واعلموا يا حكام الصين أن الخلافة الراشدة ستحاسبكم على كل قطرة دم مسلم أهدرتموها، فإن جرائمكم ضد إخواننا وأخواتنا من المسلمين الإيغور لن تبقى مخفيةً عن العالم، وسنقوم بفضحها ونشرها في كل اتجاه. ونحذركم بأن الخلافة الراشدة القائمة قريبا بإذن الله سبحانه وتعالى ستنتقم ممن تجرأ على ظلم واضطهاد المسلمين وسفك دمائهم. نعم، إن مسلمي الصين عانوا بمرارة من قبضتها الحديدية لكن ذلك زادهم تمسكا بدينهم، فلا توجد سلطة لها القوة على تغيير القناعات الداخلية.

 

قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع