الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

معا لنجعل شمال أفريقيا مرتكزا لدولة كبرى

 

تعتبر الجزائر وليبيا وتونس ومراكش بلدا واحدا قبل وبعد مجيء الفتح الإسلامي بلادَ أفريقيا والذي أطلق على هذه المنطقة اسم المغرب؛ وذلك لوقوعها غرب الجزيرة العربيّة، وتميَّز أهل هذه المنطقة، بعلاقات متماسكة حيث نسجت العقيدة الإسلامية بين الناس تاريخا من النضال والكفاح الموحد...

 

وازداد تشابك علاقات أهل المنطقة بالمصاهرة والانصهار فلم تفرقهم الحدود الاصطناعية التي رسمها المستعمر على الأوراق، ولم تؤثر على تعلق الناس ببعضهم خلافات مصطنعة أوجدها الغرب وعملاؤه بسبب تصريحات هنا وهناك وصراعات سياسية ومصالح استعمارية، فبرز هذا التشابك خاصة في أحداث عدة منها أحداث ساقية سيدي يوسف حيث انصهرت دماء الشهداء الذين تصدوا للمستعمر الفرنسي...

 

ورغم سعي بعض الأطراف الخارجية والمأجورة في الداخل لتشويه وتفكيك هذه العلاقة المتينة وزرع الفتنة وبذور الشقاق وإثارة النعرات وافتعال حروب كحرب الصحراء برعاية غربية وتحت مرأى الأمم المتحدة، ولكن كل مساعيهم تذهب أدراج الرياح لأن أهالي المنطقة تربطهم عقيدة واحدة.

 

أما على الصعيد التجاري والاقتصادي فإن العديد من أهل الجزائر وليبيا، يمارسون أنشطة تجارية في مدن تونسية، والعكس...

 

وهناك ظاهرة تستوقفنا خصوصا مع بدء الثورة التونسية وكان صوت الجزائر يبعث من تونس في عهد الثورة، ثم الثورة الليبية واللجوء إلى تونس وفتح الأهالي لبيوتهم للاجئين وتقديم المساعدات لهم.

 

فتعامل أهالي المنطقة مع بعضهم سهل بحكم اللغة المشتركة والعادات والأعراف المتقاربة واختلاط آلاف العمال ببعضهم وخصوصا في مناجم الفوسفات في الرديف وتوزر والكاف، أو في مصانع النجارة أو في الموانئ البحرية...

 

والعديد من أهل الجزائر هاجروا إلى تونس بسبب الظروف الصعبة في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي، كما ساهم جامع الزيتونة والقيروان في متانة هذه العلاقة عبر تعليم أصول الدين والفقه وتخرج عدة أئمة أثروا المساجد في الجزائر بالعلوم الشرعية والدروس اللغوية والفقهية.

 

هذا ولم نتوسع في الحديث عن العروش والقبائل أدت إلى حدوث زيجات مشتركة مما ساهم في ربط النسيج المجتمعي، فأضحت بعض الأحياء في الرديف مثلا تنسب لعروش جزائرية كحي السوافة وحي النمامشة، وهكذا...

 

إضافة إلى العلاقات الروحية والنضالية التي تربط بين المغاربة عامة والتي قام بها القائد السياسي والعسكري "مولاي محند" أو عبد الكريم الخطابي والذي حاول جمع شمل كافة القوى والأحزاب المناضلة في سبيل تحرير المغرب وتونس والجزائر، وإرساء أسس الوحدة التي تنادي بالإسلام والتي صرح في بيانه الشهير والصادر في 6 كانون الثاني 1947م أن حركته التحريرية ترفض أي مساومة مع المستعمر الأجنبي.

 

ورجوعاً إلى المشهد السياسي والاجتماعي المغربي عامة، نلحظ أن المرأة في شمال أفريقيا كان لها دور كبير في مقاومة المستعمر وأبانت بسالتها في أكثر من موقعة أثناء الهجوم الاستعماري، حيث ظهرت النساء في هجوم الريفيين على المستعمر في معركة تيفاوين، يشتركن في القتال ويشجعن الرجال على الحرب.

 

ويروي المؤرخ الإسباني "خوان باندو" عن إحدى المعارك قائلاً: (وهكذا، راح الإسبان ضحية مذبحة منظمة، فلاحت من بعيد كوكبة من النساء الريفيات وقد أتين من المداشر المجاورة ليشاركن في هذه المذبحة الشرسة، مدفوعات بأحقاد قديمة ودفينة، ورغبة في الأخذ بالثأر سريعاً. كُنّ يُجْهِزن على الجرحى بالسكاكين والهراوات وبالأيدي كذلك، ويرشقونهم بالحجارة. يسخرن منهم ويُذلِلنهم، كما كان الحال مع القائد سباتي، الذي أُسيئت معاملته من طرف النساء الريفيات).

 

ويروي مولاي محند أي عبد الكريم الخطابي في مذكراته عن معركة تيفاوين أن: (في 25 أيار/مايو 1925، اشتبك الفريقان على أبواب تيفاوين، وهجم الريفيون على العدو بالمُدِيّ والهراوات، وظهرت النساء بين صفوفهم يشتركن في القتال ويشجعن الرجال على الحرب بالزغاريد، وكانت الطائرات والمدفعيات والبوارج الإسبانية تطلق قنابلها من الحسيمة).

 

تنوعت مهام المرأة حينذاك، فعملت كمراسلة بين القيادات، أو ما بات يُعرف الآن بضابط الاتصالات الحربية، وحاربت في المواجهات المباشرة مع العدو، وكذلك نفذت عمليات نوعية، كما هو الحال بالنسبة إلى سيدة الحراز، التي أوكلت إليها مهمة اغتيال ضابط إسباني.

 

لم يكن دور النساء خلال حرب التحرير الدائرة ميدانياً فقط، بل كان لهن الدور الفكري في الدأب على نَظْمِ القصائد.. وكانت كلها أشعار ترفض الاستعمار ببشاعته وشراسته والتي أرّخت للبطولات التي تُحرَم حتى مجرد الذِّكر في الكتب الدراسية وصفحات التاريخ!

 

فالمتتبع إذن لتاريخ هذه المنطقة يعرف جيدا أن منطقة شمال أفريقيا على الدوام منطقة غليان لا تزال في إطار استكمالها لحريتها، وما وَسَم العقلية من سمات نزعة التحرير من قيود الاستعمار.

 

هذا ما جعل الجزائر وتونس وليبيا والمغرب منذ عقود مسرحاً لكثير من الانتفاضات والمواجهات الدموية، كان آخرها قبل شهور من العام 2017، في ما بات يُعرف بحراك الريف حين رد المحتجون في مدينة الحُسَيمة المغربية "هل أنتم حكومة أم عصابة؟"

 

واليوم ها نحن نرى المظاهرات في الجزائر تنادي "الشعب يريد دولة إسلامية"... فإلى متى يا أحفاد الفاتحين وأحفاد العبادلة السبعة؟ إلى متى سيظل صوتنا متقطّعا والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾؟!

 

وللمرأة في شمال أفريقيا نقول: إن المرأة التونسية في القسم النسائي لحزب التحرير تعمل على الدوام بالصراع الفكري والكفاح السياسي لاستئناف الحياة الإسلامية وتمد لكنّ الأيدي للعمل معها حتى نوحّد الصف وتكون شمال أفريقيا مرتكزا لدولة كبرى بإذن الله.

 

فلماذا لا نوحد الصوت عاليا: "سنسيرْ، سنسيرْ، خلافهْ هيَ المصيرْ"؟!

 

فحيَّهلا الهمم العالية في زمن التغيير الجذري، وحيَّهلا لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون...

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خديجة بن حْمِيدة

 

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 05 نيسان/ابريل 2019م 19:36 تعليق

    فحيَّهلا الهمم العالية في زمن التغيير الجذري، وحيَّهلا لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. أعلى الله صوتك أختي الفاضلة وسدد للخير رميك وبارك جهودك المميزة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع