الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

في الذكرى المئوية لهدم الخلافة، أقيموها أيها الشباب المسلم

 


غابت شمس الخلافة وأفل نورها، فانعطف تاريخ الأمة الإسلامية منعطفا حادا، وصار الغرب يتفنن في تصويب سهامه الفاسدة والسامة إلى كل مكامن القوة والعزة للمسلمين، ولأن الغرب يدرك تمام الإدراك أن من أهم عناصر قوة الأمة الإسلامية وقلبها المليء بالحيوية والنشاط هم الشباب الذين يعول عليهم في الجهاد والمبادرة إلى كل ما فيه مصلحة للمسلمين، لذا صار الغرب يركز على جيل الشباب ليحرفه عما يحمل من عقيدة وأحكام شرعية تنظم حياتهم، ليفتكوا بهم ويجعلوا منهم شبابا تافها مائعا، فيَضيعوا ويُضّيِعوا بضياعهم أمتهم.


فيا أيها الشباب (شباناً وشابات)، يا مشعل نهضة أمتكم:


ركزوا انتباهكم على ما يخططه لكم الغرب من وسائل حرفكم عن الطريق القويم، والنهضة الصحيحة. ركزوا في معارفكم الثقافية والتربوية على القرآن الكريم والسنة النبوية، وغوصوا في تاريخ أمتكم الباهر وحضارتها الزاهرة، ولا تجعلوا من الثقافة الغربية ومفاهيمها الفاسدة مصدراً لتمريرها إلى عقولكم وقلوبكم، فتشذوا وينحرف فكركم، اهجروا ما يبثونه إليكم في إعلامهم المقروء والمسموع والمرئي فهو ضمن مخطط مدروس بعناية لإلهائكم بسفاسف الأمور لتضيع أوقاتكم وأعماركم سدى فلا تجدوا غضاضة في ذلك بحجة أنكم تحققون بها جزءا من السعادة التي تفتقدونها! ولا تنخدعوا بما يدَّعونه من الحداثة والتطور والتجديد، فما هذه الادعاءات إلا سياسة لتخريب عقولكم وجعلكم تنبهرون بكل ما يقوله الغرب فتتلقفون أباطيله.


أيها الشباب المسلم:


يا فخر الأمة الإسلامية التي سيباهي بها نبيكم وهاديكم محمد ﷺ الأممَ يوم القيامة، فهي الأمة الولود التي أغاظت أمم الكفر التي تفتقد إلى هذا السند الحيوي والنشط، فها أنتم ترون كيف أن دول الغرب غلبت نسبة الشيخوخة عندهم على نسبة الشباب وصاروا عبئا عليها مما حدا بها أن تفتح مجالات الهجرة للشباب الذين ضاقت بهم السبل فهجروا بلادهم وأهليهم سعيا وراء لقمة عيشهم.


ألا فاعلموا أن دول الغرب ما فتحت أبوابها لكم إلا لاستغلال طاقاتكم لمصلحتها، ولمحاولة حرفكم عن طريق الحق وعدم التفكير والبحث فيما يحقق لكم العيش الهانئ والأمان، وإلا فكيف تفسرون تركيزهم في قتل المسلمين على الأطفال وفئة الشباب!


أيها الشباب المسلم:


لقد ظن الغرب الماكر أنه استطاع تخويفكم وقتل روح المبادرة لديكم وأنكم اثاقلتم إلى الأرض ورضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، فإذا به يفاجَأ بثوراتكم على حكامكم الظالمين الجائرين يتصدركم شباب شجعان أزاحوا عن أنفسهم لباس الخوف من الحكام والمتنفذين، لم تعز عليهم أرواحهم ولم ترهبهم قساوة السجون ولا كل أنواع التضييق والتهجير، لكن الغرب بمكره استطاع أن يضيع التضحيات ويحرف مسار الثورات تنفيذاً لمخططاته.


لقد أشعل الكافر المستعمر الأرض تحت أقدام الشعوب الإسلامية، فماذا كانت النتيجة؟


• دمار وقتل وتهجير داخلي وخارجي بعشرات الملايين في أوضاع مزرية جدا، حرائق في الصيف والحر الشديد، وسيول ورياح تدمر الخيام وتغرق الممتلكات القليلة جدا وتزهق الأرواح في الشتاء.


• فقر وجوع وملاحقة لتفريغ الجيوب مما تبقى من رزق قليل وتشجيع على التعامل بالربا، أدى - كمثال - إلى أن يصبح مليون أردني مطلوبين للسجن بسبب الديون نتيجة تصرف حكومي لا يعرف للرعوية مكاناً، خاصة في ظل الوباء الحالي حين تمتنع عن تقديم المعونات لهم ليتجاوزوا هذه المحنة، وتمنعهم من السعي لكسب أرزاقهم.


• الإساءة لنبينا ومهجة قلوبنا محمد ﷺ وللإسلام، ولا رادع من الحكام الأنذال الصم البكم العمي، مما أدى إلى ازدياد الاعتداءات ضد المسلمين ورموز الإسلام وخاصة في فرنسا.


• تهافت الحكام الخونة في بلاد المسلمين للتنازل عن فلسطين والاعتراف بأحقية الأرض والمقدسات فيها لكيان يهود بالتطبيع معه دون خوف من الله ولا من عذابه في الآخرة.


أيها الشباب المسلم:


أليس الأولى بمن تسموا بالحركات الإسلامية على اختلاف مسمياتهم وبلدانهم أن يقفوا في وجه الغرب ومخططاته ويحملوا هم الأمة الإسلامية لتخليصها من كل ما يحاك ضدها؟ لكنكم كما ترون بأم أعينكم كيف نادوا بـ"الإسلام المعتدل" ورضوا بالديمقراطية الغربية على اعتبار أن الشريعة الإسلامية لا تتناسب مع هذا العصر، فلم يجدوا غضاضة في السير مع مخططات الغرب من تشكيل حكومات ومصالحات وطنية واتفاقات بعد كل اعتداء من الكافر المستعمر، المخطِط لكل تلك المصائب والويلات!!


لكل هذا نناشدكم وبصوت عال، لا تقفوا في الزاوية وتظلوا مغيبين عن قضايا أمتكم الحقيقية والمصيرية، اعملوا على قلع حكامكم الخونة وتنصيب خليفة يحكمنا بشرع ربنا، فوالله قد سئمنا أيام الشرذمة والذل والمهانة وبتنا نشتاق إلى أيام العز والكرامة، فهلمَّ أيها الشباب المسلم إلى العمل مع حزب التحرير لإعزاز هذا الدين بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فهي الفرض وهي النجاة في الدنيا والآخرة، قال ﷺ: «... وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». وعن حذيفة بن اليمان عن النبي ﷺ قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ».


وكونوا من الفئة الظاهرة التي وصفها رسول الله ﷺ حين قال: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ، لِعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ. قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ». وكونوا من الغرباء نـزّاع القبائل أولئك الذين مدحهم رسول الله ﷺ فقال: «إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيباً وَيَرْجِعُ غَرِيباً، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي».


واعملوا مع العاملين للإسلام لتكونوا شُهداء على النـَّاس ويكون أجر الواحد منكم بأجر خمسين من الصحابة كما وعد البشير النذير إذ يقول: «فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّاماً الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ. قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ».


يا شباب الأمة الأبطال:


سارعوا في أن تسطر أسماؤكم كما سطرت أسماء الصحابة الذين تكتلوا حول الرسول ﷺ؛ حملوا همَّ الدعوة وخاضوا معه صراعا فكريا وكفاحا سياسيا، قدموا التضحيات الجسام في سبيل نشر دين الله سبحانه وتثبيت حكم الله في الأرض، وكان أكثرهم من صغار الشباب حيث تراوحت أعمارهم في بداية الدعوة ما بين الثماني سنوات كعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام، مرورا بعمر بن الخطاب ذي الست وعشرين سنة، وعثمان بن عفان في حدود الثلاثين وأبي بكر الصديق كان ابن سبع وثلاثين سنة، كما كان هناك العديد من النساء، وقد أكرمهم الله تعالى في جهودهم، وإننا لننتظر منكم أياما كيوم أبي بكر في الردة، وخالد بن الوليد في اليرموك، والقعقاع وسعد في القادسية، وصلاح الدين في حطين، وقطز في عين جالوت، ومحمد الفاتح في القسطنطينية، حيث كان ابن ثلاثة وعشرين عاما والذي مدحه الرسول ﷺ بقوله في الحديث المشهور: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» وقد كان رحمه الله يتجهز طمعا في نيل شرف فتح روما معقل النصرانية، إلا أن المنية وافته قبل إتمام مشروعه، حتى إن كنائس أوروبا عامة وروما خاصة ظلت تدق أجراسها لمدة ثلاثة أيام متصلة فرحاً بموت ذلك السلطان الشاب المسلم القوي.


إن مدينة روما تنتظركم أيها الشباب، فمتى سنرى ذلك اليوم الذي تتحقق فيه بشرى رسول الله ﷺ بفتحها بعد فتح القسطنطينية؟ ومن لها؟


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع