الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الثقة بنصر الله

 


مع هذه الابتلاءات الكثيرة التي يُبتلى بها المسلمون وكثرة الدسائس والمؤامرات والجراح النازفة في كل بقاع الأرض، ما أحوجنا إلى رفع راية الدعوة، خاصة في هذه الأيام التي تزيد فيها الحملة الشرسة على الإسلام وأهله.


فحامل الدعوة لا يصيبه اليأس ولا الإحباط ولا القنوط، بل يلازمه حسن الظن بالله الذي هو من أرقى العبادات وأجلها.


إن من مسائل التوحيد المهمة، والتي يغفل عنها كثير من المسلمين، بل حتى بعض من لهم حظ من العلم: مسألة حسن الظن بالله، ولقد جعلها العلماء من موجبات التوحيد.


قال رسول الله ﷺ «لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ حَسَنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» وقال ابن مسعود: "والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله ظنه، ذلك بأن الخير بيده".


ولما كان حسن الظن بالله من أرقى العبادات وأوجبها، كان سوء الظن بالله سوء تأدب مع الخالق العظيم، وسبباً من أسباب الانتكاسة، تلك الانتكاسة التي حذرنا منها حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأجمع على حرمتها العلماء واعتبروها من الكبائر، بل أشد تحريماً، فجعلها القرطبي في الكبائر بعد الشرك من حيث الترتيب؛ قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "الكبائر أربع: الإشراك بالله، والقنوط من رحمة الله، واليأْس من رَوح الله، والأمن مِن مكر الله"... فاليأْس فيه سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً﴾.


واليأس سبب لفساد القلب؛ ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلا باجتنابها، والتوبة منها، وإلا فهو قلب فاسد، وإذا فسد القلب فسد البدن. فلقَدْ كانَ رسولُنا ﷺ يُعْجِبُهُ الفأْلُ؛ لأنَّه حُسْنُ ظَنٍّ باللهِ سبحانه وتعالى، فمما روي عنه: «لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ، ويُعجِبُنِي الفأْلُ: الكَلِمَةُ الحسَنَةُ، الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ».


فالأملُ بالله والثقة بنصرهِ، خير دافع للعمل نحو حمل الرسالة، والتضحية بالنفس رخيصة في سبيل إعادة العزة والسنا والرفعة لهذه الأمة.


فالإنسان بطبعه يحب البشرى وتطمئن إليها نفسه، وتمنحه دافعاً قويّاً للعمل، بينما التنفير يعزز مشاعر الإحباط فيصيب الإنسان بالعزوف عن القيام بدوره في الحياة؛ ولذلك قال ﷺ: «يسِّروا ولا تُعسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنفِّروا».


وقَدْ بشَّرَنا النبيُّ ﷺ بانتصارِ الإسلامِ وظُهورِهِ مَهْما تكالبَتْ عليهِ الأعداءُ وتألَّبَتْ عليهِ الخُصومُ؛ «لَيَبْلُغَنَّ هَذا الأمرُ ما بَلَغَ الليلُ والنَّهارُ، ولا يَتْركُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلاَّ أدخَلَهُ اللهُ هذا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أوْ بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزّاً يُعِزُّ اللهُ بهِ الإسلامَ، وذُلاً يُذِلُّ اللهُ بهِ الكفرَ». فبشراكم رغم الألم.


إن الشعوب الإسلامية اليوم تتحرق للخلاص من حكامها وأنظمتها التي سامتها الويلات، وتتحرق للانعتاق من أوضاعها الكارثية التي وصلت إليها، وتتربص بتلك الأنظمة، وتتحرق شوقاً للانقضاض عليها، وتنظر إلى التغيير بعين الترقب والأمل، وترى وحدتها مصدر قوتها، وحين تسقط تلك الأنظمة ستجد الأمة تلتف لمنع الرجوع للوراء تابعة للغرب الكافر، وستنصر أهل الحق وتبايع من سيأخذ بيدها للسنا والرفعة والوحدة، ويعيد لها العزة والمجد والكرامة.


نبشرك يا أمة الإسلام، بأن تلك الأنظمة الرأسمالية الظالمة، قد أضحت بالغة الهشاشة والاهتراء، وسهلة السقوط، والمسلمون لا يتعاطفون الآن مع هذه الأنظمة القائمة في بلادهم، لأنها فُرضت عليهم دون إرادتهم، وهي تناقض عقيدتهم وشريعتهم. فهي بدل أن ترعى شؤونهم تأكلهم، وبدل أن تحافظ عليهم تظلمهم وتذلهم وتكممّ أفواههم، وتجعل دماءهم وأعراضهم ومقدساتهم رخيصة، في سبيل تحقيق مآرب أسيادهم.


ونبشرك يا أمة الإسلام، أنه بمجرد إعلان الخلافة في قطر من الأقطار، فسيهز إعلانها الأرض، وستنتشر إلى سائر الأقطار انتشار البرق في الفضاء، كيف لا والشعوب تتوق وتتحرق لمثل هذا اليوم العظيم، الذي سيخلصهم من الظلمات التي لطالما اكتوت بها الشعوب واحترقت.
فإن انتشار الدولة الإسلامية وامتدادها حال قيامها سيعطيها مساحات واسعة، وبعداً استراتيجياً هائلاً، فلا تكون وقتها مجرد عاصمة في بلد ما يمكن احتلالها، بل تصبح دولة مترامية الأطراف، ومحاربة مثل هذه الدولة ليست نزهة سريعة، ولا حرباً خاطفة.


كما ونبشرك يا أمة الإسلام، بأننا أمة صنعها كتاب الله، وما زال كتاب الله بأيدينا وسيصنعنا من جديد.


يا أمة الإسلام: مع شدة المآسي التي تمر بها الأمة، فإن حزب التحرير واثقٌ مطمئنّ بنصر الله وبتحقيق وعده سبحانه وبشرى رسوله ﷺ، فهو لا ييأس من رحمة الله ما دام يحسن عمله بإذن ربه، فالحزب يدرك أن وقت عودة الخلافة مسطور في الكتاب، وكلما مضى يوم اقتربنا من ذلك الوقت يوما، وحزب هذا شأنه لا يدخل اليأس إلى قلبه ولا تلين له عزيمة أو تضعف له قناة بإذن العزيز الحكيم، بل إن الشدائد تزيده قوة، فالشدائد محك الرجال وشباب الحزب هم الرجال الرجال الذين يدعون الله سبحانه أن يكونوا ممن قال الله فيهم: ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾.


والله لتفتحن روما ولتفتحن باريس، ولتعلون رايات الخلافة البيت الأبيض، وليسودن شرع الله، وليعلون الآذان منابر الغرب كلها، ولن يبقى بيت مدر ولا وبر على وجه الأرض إلا وسيدخله دين الله بعز عزيز أو بذل ذليل.


لسنا نحلم، ولسنا نهذي، بل هو وعد الله سبحانه وبشرى نبيه الكريم ﷺ.


سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا - يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ»، وصدق حبيبنا المصطفى سيد البشرية، وصدقت بشراه بفتح القسطنطينية: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ».


فتحت القسطنطينية يا رسول الله، وفرح المسلمون بتلك البشرى العظيمة. وها نحن اليوم نستبشر بوعدك وبشراك. فنحن اليوم بانتظار فتح روما وكلنا ثقة بوعد الله سبحانه وبشراك يا حبيبنا يا رسول الله.


ونقول للمنافقين والمشككين والمنهزمين أمام حضارة الغرب بأن الإسلام سيحكم مشارق الأرض ومغاربها وبأننا سنفتح روما مرورا بباريس وجميع العواصم الغربية.


فيا دعاة الخير أينما كنتم... يا حملة الدعوة ومصابيح الدجى:


بشروا وأحيوا الأمل في الأمة، وقولوا لهم إنّ الذي نصر رسول الله وصحبه في غزوة الخندق رغم الصعاب والفارق المادي الكبير، لقادر على نصرنا على أمريكا وبريطانيا وروسيا، وعلى كل عدو حاقد لئيم. فالناصر هو الله، والقادر هو الله، وليس قوة الغرب ولا سلاحه ولا مكرهم.


فالله قادر على نصر الفئة المؤمنة الثابتة على الحق، ولو قل عددها وقل عتادها.


فوالله ليتمن هذا الأمر وتقوم الخلافة وتفتح روما، وتفتح باريس، وترفع راية العقاب على أنقاض العلمانية ويعم خير الخلافة كوكب الأرض بأسره.


ومن أصدق من الله قيلا: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال حسين – الأرض المباركة (فلسطين)

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع