الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إنّ دور المرأة السياسي في بناء الأمة عظيم

 


بعد أن هُدِمت الدولة الإسلامية وما آلت إليه حال الأمة الإسلامية عامة من ذل وهوان وضياع، وفي ظل تنامي الدعاية المعادية للإسلام في الغرب وعبر العالم، ومحاولات أعداء الأمة فرض العلمانية وتقويض الأحكام الاجتماعية داخل مجتمعاتنا، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة على مكانة المرأة المسلمة في الشريعة الإسلامية، وغيرها الكثير من تداعيات هذا النظام الرأسمالي النفعي من مثل رفع شعار المساواة بين الجنسين، يجعلنا ندرك نحن شقائق الرجال وبناة الأجيال مسؤوليتنا في العمل على تغيير هذا الواقع المرير إلى جانب حمل رسالة الإسلام، فدورنا في التغيير وحمل الدعوة لا يقل أهمية عن دور الرجل بل هو سواء بسواء أمام هذا التكليف الشرعي من رب العالمين، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة التوبة: 71]


أختي المسلمة، لقد اختارنا الغرب الكافر ليُصَوِّب سهامه المسمومة نحونا لإدراكه أهمية وخطورة دورنا على بقاء ونقاء الحضارة الإسلامية بل قد اعتبرنا سلاحاً يهدم بنا حصون الأمّة من الدّاخل، فسنّ القوانين الوضعية بحجة حماية وحرية المرأة، وعقد المؤتمرات للدفاع عن حقوقها، بالإضافة إلى تمويله للجمعيات والمنظمات النسوية التي أخذت على عاتقها تغريب المرأة المسلمة، فعززت فكرة أن مكانة المرأة تعلو من خلال العمل وكسبها للمال، أو باستحصالها على مقاعد إضافية في البرلمانات والمجالس النيابية، وأنها لن تكسب احترامها في المجتمع إلا من خلال استقلالها عن الرجل، مُدّعيات أن هذا هو المسار الأنجع لتحسين حقوق المرأة.


ولكن اعلمي أختاه أن السلف من النساء في هذه الأمة الكريمة كن من أعظم الأسباب في تبوّء هذه الأمة مكانتها القديمة، وأن دورهن وكفاحهن ونضالهن معلوم مشهود لا يمكن لأحد أن ينكره، ولذلك فإنه لا خلاص لنا من هذا الضنك والجور الذي نعيشه إلا بعودتنا سيرتنا الأولى، مسلمات واعيات وملتزمات بأحكام الشرع الحنيف، سياسيات يقمن بالواجبات ويؤدين الحقوق لإرضاء الله جلَّ وعلا ضمن دستور وقوانين إسلامية مصدرها الشريعة الإسلامية، فنستعيد دورنا السياسي الحقيقي وليس الشكلي الصوري كما أرادته لنا هذه الأنظمة المقيتة في جميع أنحاء البلاد الإسلامية التي تدّعي الحفاظ على مكتسبات المرأة في حين إنها هي أول من يقمع المرأة وهي المصدر الأساسي لبؤس النساء في المنطقة كلها.


إنّ دورنا السياسي ليس لمجرد التمكين بل هو لبناء الأمة، وهو دور عظيم، ولا نقصد هنا السياسة بمفهومها اليوم، استحواذاً على السلطة والمناصب ونهب الثروات الطائلة وعقد الاجتماعات في أفخم الفنادق لمناقشة تأنيث الفقر والجوع والمساواة والأمية!! فالسياسة في الإسلام عمل راقٍ وينهض بالناس، فالسياسة في الشرع هي رعاية شؤون المسلمين بأحكام الله تعالى في جميع نواحي الحياة، والتمكين الحقيقي للمرأة لا يمكن أن يكون إلا بتنفيذ هذه السياسة عن طريق نظام الخلافة الذي يحمي المرأة ويمكنها سياسياً واقتصاديا.


ولتعلمي أختي أن حكم الشرع في العمل السياسي بالنسبة للمرأة يختلف حسب شكله ومجاله؛ ففيما يتعلق بمباشرة رعاية الشؤون عمليا أو ما يسمى بالحكم، فإن الإسلام لا يجيزه للمرأة على الإطلاق، لما روى البخاري عن النبي ﷺ لَما بلغه أَن فارِسا ملَّكوا ابنة كِسْرَى قال: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَة». أما باقي مجالات العمل السياسي مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فجاءت أدلتها عامة لا تختص بالرجل دون المرأة لقوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110] وكذلك الأمر بالنسبة للعمل ضمن كتلة تسعى لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة وتحكيم الشَّرع لقوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]. كما يمكن للمرأة أن تكون عضواً في مجلس الأمّة "الشورى والمحاسبة" تُشير على الحاكم وتُحاسبه، وحتى إن أرادت مقاضاته تستطيع ذلك ضمن الضّوابط والأحكام الشرعية.


هذه بعض الأحكام المتعلقة بالمرأة ودورها السياسي في ظل حكم الإسلام، والتي تخوّلها التصدي لقضايا جوهرية تمس ديننا وثقافة أمتنا وقيمنا وأخلاقنا، دور هو أعظم وأنبل من أن نكرس جهدنا ووقتنا لنظام علماني أشقى العالم بأكمله وليس المرأة فقط، لنستخلص بأن الأزمة هي أزمة نظام، ولا يصلح حال البشرية جمعاء إلا بالنظام الذي ارتضاه لها الله رب العالمين، أما تحرير وتمكين المرأة الحقيقي فلن يكون بالشعارات أو بالتمثل بالغرب وحضارته الزائفة الزائلة، بل هو بعودة نظام الخلافة الذي يحفظ مكانة المرأة وكرامتها وعزتها، فإنها المخرج والعلاج و﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ﴾.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع