الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾

 


في الثامن والعشرين من رجب سنة 1342 للهجرة تمكن الكفار المستعمرون بزعامة بريطانيا بالتعاون مع خونة العرب والترك من القضاء على دولة الخلافة، وأعلن المجرم مصطفى كمال إلغاء الخلافة في إسطنبول ومحاصرة الخليفة وإخراجه في ذلك اليوم، وكان ذلك ثمناً أمرته بريطانيا بتقديمه ومن ثم تنصيبه مقابل ذلك رئيساً سقيماً للجمهورية التركية العلمانية، وكان القضاء على الخلافة التي هي مبعث عز المسلمين وكرامتهم وحمايتهم ومرضاة ربهم زلزالاً فظيعاً في بلاد المسلمين، وبعد ذلك حل نفوذ الكفار المستعمرين في بلاد المسلمين فجزأوا البلاد ومزقوها كل ممزق؛ حتى مزقوها إلى خمس وخمسين دويلة نصبوا على كل منها عميلاً لهم حاكماً يأمرونه فيأتمر وينهونه فينتهي، ورسموا سياسةً مصيرية لهم وهم يسعون بكل وسائلهم السيئة ليمنعوا عودة الخلافة من جديد.


وجعلوا الحكام العملاء خطاً متقدماً لتنفيذ هذه السياسة الخبيثة الحاقدة على الإسلام والمسلمين. إضافة إلى ذلك أعطوا يهود دولة في الأرض المباركه مسرى رسول الله ﷺ ومعراجه، وزودوها بأسباب البقاء، وأول تلك الأسباب حماية أمنها بواسطة الحكام العملاء المحيطين بها الذين أعطوا دولة يهود حجماً فوق حجمها وصورة غير صورتها، وذلك بأن بذلوا الوسع في أن يحاربوا الله ورسوله لينقلوا القضية من إزالة كيان يهود من فلسطين من جذوره إلى التفاوض معه لعله ينسحب من جزء مما احتله، ثم أصبحوا يحاربون الإسلام بكل الوسائل؛ في التعليم والإعلام ونشر المفاهيم المضللة، فقد زينوا الديمقراطية ليسوقوها بين المسلمين بأنها آلية انتخاب الحاكم حتى يروضوا المسلمين بأن يأخذوا الحكم الشرعي من البشر باسم الديمقراطية وليس من رب البشر، ثم إن أحقادهم على المسلمين تظهر وما تخفي صدورهم أكبر. فها هي قوانينهم بحجة مكافحة الإرهاب قد أعطتهم حق الاعتقال الوقائي لكل مسلم، فظهر كذبهم بمقولات حقوق الإنسان وحرية الرأي وحرية المرأة وحقوقها، وديست أية حقوق ما دام الأمر يتعلق بالمسلمين، وأخيراً وصلت جرأتهم إلى أن يسبوا رسول الله ﷺ وأن يعودوا على مساجد المسلمين ويغلقوها! ورغم أعداد المسلمين التي تفوق المليار ونصف المليار إلا أن أمريكا ودولة يهود لم تعبئا، فلم تقدما حتى أدنى كلمات الاعتذار لأنهما يدركان أن خلافة المسلمين غير موجودة، وأن خليفة المسلمين الذي يحكم بما أنزل الله ويجاهد في سبيل الله غير موجود، ولأنهم مطمئنون أن الحكام في بلاد المسلمين عملاء لهم يحاربون الإسلام كما يفعل الكفار المستعمرون.


أيها المسلمون: لقد تداعت عليكم الأمم بعد زوال الخلافة وأصبحنا نهباً لكل طامع وأصبحت بلادنا ميداناً لكل متصارع، وأصبح المسلم غريباً في بلده؛ يمنع من الصلاة في المسجد، يلاحق ويعتقل ويستشهد تحت التعذيب لأنه يقول ربنا الله، وصارت الدعوة للخلافة جريمة كبرى تلاحق في بلاد المسلمين وبلاد غير المسلمين، ولأن حزب التحرير يعمل لعودة الخلافة ويدعو لها لاحقه الحكام أتباع الغرب الكافر في بلاد المسلمين بالاعتقال والتعذيب.


هذا هو حالكم بعد زوال الخلافة، فكيف كنتم وأنتم تستظلون بالخلافة؟!


﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾: أحفاد الخلفاء الراشدين والقادة الفاتحين. أتباع محمد عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين وإمام المجاهدين. أحفاد الأتقياء الأقوياء الذين جاهدوا في الله حق جهاده. أحفاد فاتحي الأندلس وناشري الحضارة الإسلامية. أحفاد المعتصم الذي قاد جيشاً لإغاثة امرأة ظلمها رومي فقالت وا معتصماه. أحفاد قاهر الصليبيين صلاح الدين. أحفاد قاهري التتار قطز وبيبرس. أحفاد محمد الفاتح، فاتح القسطنطينية، الشاب الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين الذي شرفه الله بمدح رسول الله ﷺ «فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ». أحفاد الخليفة سليمان القانوني الذي استغاثت به فرنسا عندما أُسر ملكها فلم تجد قوة عادلة تجيرها إلا الخلافة الإسلامية. أحفاد الخليفة عبد الحميد الذي لم تُغرِه الملايين الذهبية التي عرضها يهود لخزينة الدولة. أحفاد الفاتحين الذي نشروا الحضارة في الأندلس. أحفاد الذين اخترعوا الساعة فأهدوا واحدة منها إلى شارلمان أعظم ملوك أوروبا ذلك الوقت فظنتها حاشيته ملأى بالعفاريت والجن. أحفاد الذين اخترعوا المدفع العملاق فدكّوا به أسوار القسطنطينية.


هؤلاء هم أجدادكم أيها المسلمون وتلك فعالهم وأنتم أحفادهم، فهلمَّ إلى الحق الذي اتبعوا فاتبعوه، وإلى العز الذي صنعوا فاصنعوه، وها هو حزب التحرير بينكم فآزروه؛ فإنه يعمل ليل نهار لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة يتقدم الأمة ويقودها لهذا العمل العظيم ويقضّ مضاجع الكفار المستعمرين بدعوته للخلافة، فكيف إذا أصبحت الخلافة قائمة ماثلة للعيان تنسي الكفار وسواس الشيطان.


أيها المسلمون: إن أمريكا والدول الكافرة المستعمرة ضخمة المظهر واهنة المخبر، لديها أسلحة كبيرة ولكنها لا تملك الرجال الكبار، والسلاح دون الرجال ضعيف الأثر أمام فئة مؤمنة تتسلح دون سلاح العدو، ولذلك فإن أمريكا بطغيانها تحمل مقتلها معها وسيكون على أيديكم أيها المسلمون هي والدول الطاغية التي تتجرأ على بلاد المسلمين، فأنتم الأحق بتهميشها، وإن الخلافة لقادرة على كل ذلك بإذن الله ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.


إن العنجهية تقتل صاحبها مهما بلغ من قوة، وهذا واقع أقوى الدول في العالم اليوم فاستبشروا أيها المسلمون بظهور الغلبة عليهم، عودة الخلافة على منهاج النبوة، فتعودوا كما كنتم خير أمة أخرجت للناس وتعود دولتكم الدولة الأولى في العالم تطبق الإسلام بينكم وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد ناشرة الحق في ربوع العالم.


ثم إن حزب التحرير بينكم ومعكم وقد عاهد الله ورسوله والمؤمنين ليستمر في بذل الوسع والعمل الجاد والمجد مع الأمة ومن خلالها في حمل الدعوة وطلب النصرة لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بشرى رسول الله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منار سلهب – الأرض المباركة (فلسطين)

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع