- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى هدم الخلافة قصة خائن ذهب إلى مزبلة التاريخ فهل من متعظ؟!
الحمد لله حمدا كثيرا والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم،
يمر علينا شهر رجب المبارك كل سنة منذ 1342هـ مصطحبا ذكرى أليمة وفاجعة عظيمة ألمت بالمسلمين قبل مائة عام، إنها ذكرى هدم الخلافة الإسلامية حامية بيضة المسلمين وعزتهم وكرامتهم، ولا زال يغيب على كثير من المسلمين عظمة هذا المصاب الجلل رغم أن عواقبه واضحة للجميع في زماننا؛ فقد رخصت دماء المسلمين وأعراضهم واستباح الغرب الكافر أراضيهم، ينهب الثروات ويعيث الفساد ويثير النعرات والفتن بينهم، بينما المسلمون لا بواكي لهم؛ بين حاكم عميل للغرب وعالم يبيع أمانته بقليل مال، فيرسمون للمسلمين واقعاً غير واقعهم ويشخصون داءهم بغير دوائهم الصحيح، وسنتطرق اليوم لخديعة كبرى وقع بها المسلمون، وبالذات العرب منهم، حاكها لهم أحد الحكام الخونة الذي يدعى بالشريف حسين وهو بالأصل خائن خسيس محب للسلطة كان يعمل أجيرا لبريطانيا في مخططها لإسقاط الخلافة تحت مسمى الثورة العربية الكبرى التي هي حقيقة الخيانة العربية الكبرى.
كان هذا الخائن عضوا في مجلس النواب العثماني أيام الخليفة عبد الحميد الثاني رحمه الله الذي عمد على إبقائه في مجلس شورى الدولة في إسطنبول ليمنعه من العودة إلى مكة حتى يتقي شره وأفعاله الخبيثة، وبعد أن خُلع الخليفة عبد الحميد الثاني رحمه الله على يد خونة الترك على رأسهم مصطفى كمال رأت بريطانيا في هذا الرجل فرصة سانحة لفك عرى الخلافة الإسلامية فقامت بالضغط على جمعية الاتحاد والترقي لتعيينه أميرا على مكة، وعندما علم السلطان عبد الحميد الثاني الخبر قال كلمته الشهيرة: "لقد خرجت الحجاز من يدنا، واستقل العرب وتشتت ملك آل عثمان بتعيين الشريف حسين أميراً على مكة المكرمة، ويا ليته يقنع بإمارة مكة المكرمة وباستقلال العرب فقط، ولكنه سيعمل إلى أن ينال مقام الخلافة لنفسه".
فقامت بريطانيا بتوثيق علاقتها مع هذا الخائن وتبادل الزيارات والمعونات السخية ورسمت له وعودا كاذبة بجعله خليفة على دولة عربية مستقلة ونجحت في تحريضه على إعلان الثورة على دولة الخلافة أثناء الحرب العالمية الأولى ودخول الحرب إلى جانب إنجلترا وفرنسا، وبالفعل يشرب هذا الخائن المقلب والخديعة ويعلن الثورة العربية في 9 شعبان 1335هـ، الموافق 1916/6/10م، والهدف الذي كان لا يعلمه المغفل حسين هو استدراج المسلمين العرب لحرب المسلمين الأتراك لتدمير القوة الإسلامية وفتح الطريق أمام اليهود لاحتلال فلسطين. فأرسل هذا الخائن ولده فيصل بتخطيط وتوجيه من العميل الإنجليزي لورانس بجيوش كثيرة من عرب الحجاز والأعراب والبدو لقتال العثمانيين ببلاد الشام، وتنتهي هذه المعارك بالقضاء على الجيش الثالث والسابع والثامن العثماني الذي كان يقوده كبير الخونة مصطفى كمال الذي فرق أرض المعركة وترك جنوده لمصيرهم المحتوم. تمادى فيصل في عدوانه على الدولة العثمانية، وقام بتحريض من لورانس بتدمير خط سكة حديد المدينة - دمشق وكان طوله 1308كم والذي شيده الخليفة عبد الحميد الثاني رحمه الله. وفي الوقت الذي كانت إنجلترا تخدع هذا المغفل، وتستدرجه لفك عرى المسلمين، كانت على الجانب الآخر تعقد اتفاقية سايكس بيكو مع فرنسا لـتمزيق البلاد الإسلامية وتقسيم تركة الخلافة بينهم. وبالرغم من قيام الانقلاب الشيوعي الروسي عام 1336هـ - 1917م بإذاعة اتفاقية سايكس بيكو مميطا اللثام عن المؤامرة الإنجليزية الفرنسية الروسية، وقام قائد الجيش العثماني ببلاد الشام جمال باشا يبعث برسالة إلى الشريف حسين يحذره من المؤامرة، فأرسل هذا المغفل بصورة رسالة جمال باشا للإنجليز يستفسر منهم عن حقيقتها كأنهم ملائكة مصدقون لا يكذبون ولا يخدعون! فجاء رد الخارجية الإنجليزية بالإنكار وصدّق المغفل حسين!
ولكنه أفاق على صدمة هائلة جاءت في صورة وعد بلفور وإعراض الإنجليز عنه وتحولهم إلى ابنه فيصل الشاب الثائر الجاهل في نفس الوقت، والذي جهزه العميل الإنجليزي لورانس، مما أحنق الوالد على ولده وساءت العلاقة بينهما خاصة في نهاية الحرب العالمية ليتوج بعدها بعدة هزائم متتالية من آل سعود جعلته يتنازل عن الحكم لابنه علي ويرحل مذموماً مخذولاً من مكة إلى العقبة حيث أصر الإنجليز على نقله إلى جزيرة قبرص ليكون تحت مراقبتهم، وهناك ظل في غم وهم شديدين حتى أصيب بالمرض العضال فنقلوه إلى مدينة عمان سنة 1350هـ، وهناك وافته المنية ليموت وهو متوج كأمير للمغفلين.
وهكذا كان هذا المغفل أحد الخونة الذين ساعدوا الاستعمار الغربي في مخططه لهدم الخلافة العثمانية وبسط نفوذهم على أراضي المسلمين وتحويلهم إلى دول قومية ضعيفة تكافح الاستعمار الغربي بعد اختفاء الخلافة الإسلامية المهيبة الموحدة للأمة، أما الشريف حسين فكان نصيبه من ثورته، تمجيد القوميين والغربيين له في كتب التاريخ بوصفه قائد "الثورة العربية الكبرى".. والحق أنها كانت الخيانة العربية الكبرى.
على المسلمين أن يعوا أن عزتهم ومكانتهم السابقة لن تعود إلا بعودة الخلافة كنظام دولة لهم موحدة كل الأقطار الإسلامية الممزقة التي رسمها لهم سايكس وبيكو، فالعمل لعودة الخلافة الإسلامية واجب شرعي على الجميع لأنها هي وحدها التي ستعيد أمجاد المسلمين وتصون دماءهم وأعراضهم وأرضهم، ولن يكون هذا إلا بالعمل الشاق الدؤوب لتوعية المسلمين بواقعهم الأليم ومصابهم الجلل ليفيقوا من سباتهم الذي بلغ مائة سنة في شهر رجب المبارك هذه السنة ويطلبوا النصرة من أهلها حتى تعود دولتهم وتعود بعودتها عزتهم ومكانتهم، نسأل الله العلي القدير بأن يفرحنا عاجلا غير آجل بقيام دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة إنه على كل شيء قدير.
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس خالد السراري – ولاية اليمن