- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
التغيير الجذري بإقامة الخلافة هو الحل الوحيد لعودة الأمة لعزها الفريد
إن الأمة الإسلامية اليوم تعاني من شتى أنواع الأزمات والمصائب على المستوى الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي بل وحتى على المستوى العلمي، فبلاد المسلمين سياسيا ممزقة ودماؤهم مستباحة ومقدساتهم محتلة بل وأرضهم يخوض الغرب فيها حروبه وصراعاته لأجل الثروة، وحكامهم عملاء يأتمرون بأمر حكام الغرب والشرق وسفرائهم، إن أمة الإسلام تعاني الفقر والعوز والظلم والجهل والبطالة، فأينما نظرت في بلاد المسلمين تجد الأزمات تخنقهم، وفي المقابل حكامهم من أغنياء العالم يسبحون في بحر من الأموال والثروات التي تنهب من أرض المسلمين.
إن الناظر لتاريخ هذه الأزمة يجد أنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بهدم دولة الإسلام على يد مصطفى كمال حيث كانت للمسلمين دولة تحمي مقدساتهم وتحفظ دماءهم وتغني فقراءهم وتدافع عن ضعيفهم، ولكن بهدمها نقضت عرى الإسلام وفقد المسلمون إمامهم فأصبحت تتداعى علينا الأمم؛ فاحتلت فلسطين واستبيحت أفغانستان والعراق والشام واليمن وليبيا ومصر، وتمزق المسلمون إلى مزق صغيرة لا تقوى على الدفاع عن نفسها ودينها وثرواتها، وحكمنا العملاء الذين باعوا الأرض والعرض للغرب يفعل فيهم كيف شاء.
يا أمة الإسلام: إننا اليوم نعيش الذكرى الـ100 على هدم الخلافة الإسلامية،
100 عام بلا إمام يكون لنا جنة ووقاية كما قال ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»،
100 عام بلا راعٍ مسؤول عن رعيته،
100 عام بلا تطبيق أحكام الإسلام في الأرض، قال ﷺ: «...الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»،
100 عام بلا جهاد،
100 عام بلا عزة وتمكين،
أمة الإسلام! أما آن لكِ أن تفيقي من كبوتك؟! أما آن لكِ أن تعملي لإقامة شرع ربك واستعادة دولة نبيك ﷺ التي سخر حياته لإقامتها برفقة الصحب الكرام رضوان الله عليهم؟! أما آن لكِ أن تعملي لإيجاد الخليفة الذي يحرر الأقصى وينتصر لمسلمي بورما ويخزي فرنسا ويعيد أمجاد الأمة ويحفظ ثرواتها؟!
100 عام من الذل والهوان،
100 عام من التشرذم والتفرق،
أما آن لكِ أن تلتزمي قول الله ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾؟!
أمة الإسلام! إن سنة الله في التغيير أنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ فالله جل وعلا لن ينزل لنا نصرا من عنده حتى ننصره ونعمل نحن لتغيير ما بنا من ظلم وتفرق وتمزق وغياب لأحكام الإسلام، ألم يقل جل وعلا: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾؟ وكذلك اليوم نحن نكتوي في ضنك العيش لابتعادنا عن ذكر الله الذي أنزله على محمد ﷺ، فالله أمرنا أن نحتكم إليه ونحن لا زلنا نحتكم إلى الدساتير الوضعية وقد حذرنا الله ذلك فقال: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾. وقال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾.
هكذا أمرنا الله، فهلّا عدنا يا أمة الإسلام إلى دين الله والعمل الجاد مع العاملين لإقامة دولة الإسلام؛ الخلافة الثانية على منهاج النبوة كما بشر بها ﷺ حين قال: «... ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» أحمد.
أمة الإسلام! انفضي عنك التبعية للغرب وعملائه واعملي جادة مجدة لإيجاد كيان للمسلمين يحكمهم فيه حاكم واحد يحكّم فينا دين ربنا فيرضى عنا الله ويغير ما بنا من ضنك وشقاء بعد ذلك.
أمة الإسلام! إن التغيير الحقيقي يكون برفض المشاريع الغربية من أنظمة ديمقراطية وجمهورية وملكية وغيرها من أنظمة البشر.
أمة الإسلام! إنه لا يصلح آخر الزمان إلا بما صلح به أوله فتمسكي بسنة نبيك الكريم ﷺ القائل: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» فترسموا خطا حبيبكم وصحابته الكرام بالعمل لإيجاد نظام الخلافة النظام الذي ارتضاه لنا ربنا جل وعلا ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾. إننا قد ذقنا مرارة الأنظمة الوضعية وقد جربنا مختلف الأنظمة واكتوينا ولا زلنا نكتوي بها ما دامت دولة الخلافة غائبة عن الوجود فهي وحدها علاج مشاكلنا وفيها رضا ربنا وليس في غيرها من الحلول والمشاريع المخالفة لقرآننا وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام.
أمة الإسلام! إن الغرب سعى واجتهد لإسقاط دولة الإسلام سابقا وهو يسعى حثيثا اليوم لمنع عودتها، فحري بنا أن نسعى جادين مجدين بكل إخلاص لإقامة دولة الإسلام، وإن حزب التحرير يعمل معكم وفيكم لإقامة دولة الإسلام دولة الخلافة على منهاج النبوة ويدعوكم للعمل معه لإعادة مجد الإسلام بتطبيق أحكامه وحمل دعوته للعالم.
أمة الإسلام! إن حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله يكرر دعوتكم للعمل معه لإقامة الخلافة فبها تعزون وبها تصبحون رقما في سلم الأمم يحسب لكم ألف حساب.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بفرجه على أمة الإسلام؛ بخليفة راشد يقيم فيها الدين ويعيد عز الإسلام والمسلمين عاجلا غير آجل.
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عمر باذيب – ولاية اليمن