الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

«ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»

 


إننا نذكركم في هذا المقام يوم كنتم أعزاء، يوم كانت لكم دولة وأي دولة، الدولة الإسلامية التي حكمت العالم 13 قرنا من الزمان، تلك الدولة التي أقامها رسول الله ﷺ وهدمها عدو الله مصطفى كمال، ونحن نعيش قرناً من الزمان في غياب هذه الدولة الإسلامية فإن رسول الله ﷺ قد بشر بعودتها كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده «... ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».


والرسول ﷺ أقام دولة الإسلام الدولة الأولى في المدينة وبشرنا بعودتها على منهاج النبوة، كم نحتاج هذه الدولة اليوم، وكم اشتاقت قلوبنا إليها، وكم دعونا وندعو ربنا أن يعيدها لنا، نعم قلوبنا اشتاقت، ولكن هل عملت به أيدينا وسارت نحوه أقدامنا ودعت إليه أفواهنا؟ ليس الكلام بمستحيل وليس التطبيق بمعجز فالله عز وجل وعدنا: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾، والرسول ﷺ بشرنا فقال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» فماذا ننتظر؟ هل أمهل الرسول ﷺ قريشا يوم نقضت عهدها معه، أم جاءها بفتح مكة العظيم؟ هل انتظر المسلمون الأوائل عندما سمعوا حديث رسول الله ﷺ «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» أم رأيناهم يتنافسون على هذا الحديث واللقب عشرات المحاولات لفتح هذه المدينة؟ هل انتظر المعتصم بالله لما صرخت تلك المرأة وا معتصماه، أم جيّش لنصرتها وذاد عن عرض المسلمين؟


أيها المسلمون:


إن العمل لإقامة الدولة الإسلامية دولة الخلافة يكون على رأسها خليفة للمسلمين هو فرض عظيم يأثم المسلمون في جميع أقطار العالم لعدم العمل لإقامتها، فماذا تنتظرون؟ ألم تروا الفساد في الأمة؟ هل رأيتم أسوأ من هذا الحال؟ ماذا تنتظر أخا الإسلام، مزيدا من انتهاك الأعراض، أم مزيدا من المعتقلين في السجون، أم مزيدا من الهجمات على الإسلام؟! ألم تكفك الإساءة للرسول ﷺ؟ ألم يستفزك تدنيس القرآن الكريم أم تنتظر مزيدا من خيانة الحكام؟ قل لي إذاً ماذا تنتظر؟ ألم يدفعك هذا إلى التغيير؟ إذا كان الأمر كذلك وهو فرض ربنا فهذه هي طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام أمامك فالأمة بل العالم أجمع ينتظرك، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾.


أيها المسلمون: لقد كنتم ضمن دولة عزيزة كريمة، دولة الخلافة العثمانية، ولقد مزقها اللئام فتمزقتم فأصبحتم كالأيتام، تحدكم الحدود التي صنعتها لكم دول الاستعمار، وتمنعكم الحدود من نصرة بعضكم بعضا، ولذلك لا بد للأمة أن تستأنف الحياة الإسلامية حتى يتاح لها النهوض بحمل قيادة الإسلام الفكرية، ولذلك وجب علينا الوعي على الإسلام وأحكامه وأنظمته حتى نعود كما كنا نطبق الإسلام. وإن الأمر ليس في قيام دول وإنما هو في قيام دولة واحدة في البلاد الإسلامية كلها، وإن الأمر ليس في قيام دولة أية دولة ولا في قيام دولة تسمى إسلامية وتحكم بغير ما أنزل الله، بل ولا في قيام دولة تسمى إسلامية وتحكم بالقوانين الوضعية... وإنما هو في قيام دولة تستأنف الحياة الإسلامية عن عقيدة وتطبق الإسلام في المجتمع، وهي ليست خيالا يداعب الأحلام، لأنها قد امتلأت بها جوانب التاريخ ثلاثة عشر قرنا، فهي حقيقة في الماضي وكذلك في المستقبل القريب لأن عوامل وجودها أقوى من أن ينكرها أحد، وقد امتلأت بها اليوم العقول المستنيرة وهي أمنية الأمة المتعطشة، ولذلك واجب على الأمة أن تقيم دولة تجهز الجيوش وتحمي الثغور وتنفذ حدود الله وتحكم بما أنزل الله، ولذلك كان لزاما على المسلمين أن يقيموا الدولة لأنه لا وجود للإسلام وجودا مؤثرا إلا بالدولة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾. إن الله خاطبكم بقوله يا أيها الذين آمنوا وإن الأمر متحرك من صفة الحياة، لذلك استجاب المسلمون الأولون لدعوة الخلافة دعوة الحق فانطلقوا في بقاع الأرض مجاهدين فاتحين فاستحقوا الحياة فأعزهم الله، ولما قعدنا عن الجهاد والعمل لإقامة الخلافة بل لم نواصل حمل هذه الدعوة أذلنا الله فصرنا كغثاء السيل نجري معه حيث سار! كيف ترضون أن نحكم بغير الإسلام؟! هل إسلامنا ناقص حتى نكمله من غيره بقوانين وضعها البشر، وقد قال الله تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾؟ فأجيبوا نداء الحق أو جهزوا للعظيم غدا جوابا حين تُسألون ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ﴾!


أيها المسلمون! هل لكم أن تكفّروا عن إثمكم بنصرتكم للعاملين المخلصين، شباب حزب التحرير، لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؟ هذا تذكير لكم بأن الأمم تداعت عليكم ليس من قلة بل من الوهن الذي أصابكم وإلا فأنتم كثير، وهو تذكير لكم بأنكم أصبحتم في ذيل الأمم بعد أن كنتم في رأسها وصرتم في هامش الأحداث بعد أن كنتم قادتها والمحركين لها... ونحن نكشف لكم الدواء؛ إقامة الخلافة، قال رسول الله ﷺ: «طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»، قِيلَ: وَمَنْ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» وفي رواية «يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ»، وقال مالك بن أنس رحمه الله إمام دار الهجرة في زمانه كلمة "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها"، والذي أصلح أولها الخلافة الإسلامية فالواجب على جميع المسلمين المسارعة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
صريح زائد – ولاية اليمن

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع