الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ما لا تدركه أمريكا هو أن الأمة الإسلامية لن تستسلم

 

 

أصدرت السفارة الأمريكية بالخرطوم بياناً، أكدت خلاله بأن المكونين العسكري والمدني أكدا على تغليب مصلحة الأمة على خلافاتهم، وذلك خلال الاجتماع الذي التأم بدعوة من سفير السعودية بمنزله بالخرطوم، لتبادل وجهات النظر حول كيفية حل الأزمة السياسية الحالية، وكذلك على عملية تؤدي إلى انتقال ديمقراطي. وقال البيان لقد رحبنا بالتزامهم المعلن بوضع مصالح الأمة أولاً وإشراك أصحاب المصلحة الآخرين. وأن هذا الاجتماع ليس بديلا عن آلية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد بل بما يتوافق مع دعم الآلية لجهود بناء الثقة بين الأطراف. نشكر المشاركين على مشاركتهم الصريحة والبناءة وعلى استعدادهم لإنهاء الأزمة السياسية وبناء سودان سلمي وعادل وديمقراطي. (المحور نيوز، 10 حزيران/يونيو 2022م).

 

إن أمريكا تحكم سيطرتها على البلاد الإسلامية، فهي تحدد من يحكم ومن لا يحكم! فمن الذي أعطى أمريكا هذا الحق؟! ولماذا يذعن حكام لهم سلطة وجيش على أراضيهم بأن تتحكَّم أمريكا بشأن الحكم، وهو قرار مصيري؟ وماذا فعلت أمريكا من قبل وهي تتحكَّم بمن حكم البلد منذ انقلاب أيار/مايو إلى يومنا هذا؟

 

لم يخلد التاريخ أي حاكم عميل تسيره دولة استعمارية، بل سخط الله عليه وأسخط الناس عليه، وعمر البشير، وقذافي ليبيا، ومبارك مصر وغيرهم خير مثال.

 

تظن أمريكا بانهزام الوسط السياسي أمام مخططاتها بأنها ستتمكن من هزيمة الإسلام بوصفه القوة الوحيدة التي تشكل نداً حقيقياً يهددها بالزوال، لذلك لن تدخر جهداً لمحاربة الإسلام بوصفه نظام حياة، وإجبار أهله لرفع راية الاستسلام وانتزاع قبول الأمة بها حكماً، والسكوت عنها كقوة استعمارية، وتتحكم بحاضر بلادنا وترسم مستقبلاً تحدده هي وفق مصالحها، وتستغل وتنهب الثروات والمقدرات، وتفرض حلولها ورؤيتها، أو ربما تظن أنها ستتمكن عن طريق عملائها من حكام المسلمين، من إحكام السيطرة على السودان هذا البلد القارة، الذي يسيل لعاب أمريكا بثرواته، ولموقعه الاستراتيجي، إذ يعد السودان منطقة انتقال طبيعية وحضارية، وكونه مكان الانطلاق الطبيعي للإسلام إلى أفريقيا الواعدة الثرية، والسودان بهذا الوصف إذا قامت فيه دولة مبدئية ستكشف عوار استعمار أمريكا للشعوب، وتقيم الإسلام العظيم بوصفه نظام حكم. فوجود هذه الإمكانات في السودان يجعل أمريكا تضعه في قائمة الأمن القومي الأمريكي، رغم أن أمريكا عبر عمالة البشير وضعته في ماكنة التفتيت الأمريكية، لكنه لا يزال يشكل خطراً متوقعاً فتسعى أمريكا أن تحكم سيطرتها عليه، فتحدد هي الحاكم والوسط السياسي.

 

ربما تظن أمريكا أن الأمة الإسلامية ستكون لقمة سائغة سهلة، أو أنها قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة والاستسلام، فما لا تدركه أمريكا هو أن الأمة الإسلامية أمة لن تستسلم بوصفها أمة ولا مرة واحدة، ولن تهزم بوصفها أمة، ولا توجد قوة في الأرض مهما بلغت قوتها بقادرة على هزيمتها أو إجبارها على الخضوع والاستسلام، فقد مرت على الأمة الإسلامية، من قوى الشر والطغيان ما يماثل أو يفوق أمريكا بإجرامها وحقدها وعدائها، ولم تستسلم لها الأمة، بل دحرت جزءاً منها وصهرت الجزء الآخر، ليصبح مدافعا عنها وحاملا لرسالتها، فإن كانت أمريكا تعول على حكام الضرار فهي خاسرة ومهزومة بإذن الله؛ فقد مر على الأمة الإسلامية خائنون وغدارون كثر، ذهبوا إلى هاوية سحيقة، وبقيت الأمة الإسلامية صامدة، ومر عليها من عملاء أمريكا من هو أعرق عمالة من الذين يجلسون اليوم خانعين لمساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي في، التي تأمرهم وتنهاهم، أعرق في العمالة وأكثر حنكة وتأثيراً، لكن الأمة بقيت على عهدها مع الله موجودة في مسرح الأحداث لم تستسلم رغم ضعفها ورغم عمق وكثرة جراحها.

 

يغيب عن أمريكا، ولا يجب أن يغيب عن الأمة، أن حكام المسلمين اليوم لا يمثلون أمة الإسلام، ولا بشكل من الأشكال، فاستسلامهم ليس استسلاماً للمسلمين، وخضوعهم لا يعبر عن موقف الأمة، ولا يعكس إرادتها، وإن قبولهم بالحلول والمشاريع الأمريكية لا يمثل الأمة بشيء، ولا يلزمها إلا برفض هذه الحلول وإفشالها، ومقاومة الهيمنة الأمريكية الاستعمارية، وإسقاط كل الأنظمة السياسية التي تشكل أدوات أمريكا والغرب المستعمر في قهر المسلمين وفي هيمنتها على بلادهم، فهؤلاء الحكام مكروهون ممقوتون مرفوضون من الأمة، تلعنهم ويلعنونها، ليس لهم أدنى ولاء أو علاقة بالأمة، وعلى رأسهم حكام آل سعود الراعي الرسمي لاجتماع العسكر والحرية والتغيير!

 

إن حكام آل سعود هم ذراع أمريكا في المنطقة، ولن يرقبوا في أهل السودان إلا ولا ذمة، فهم يعيثون في الأرض فساداً، يسفكون دماء المسلمين أينما تدخلوا؛ في اليمن وفي سوريا، ويتآمرون مع يهود على القدس والمسجد الأقصى بل كل فلسطين، وبخذلانهم وتآمرهم المستمر مع الكافر المستعمر على الأمة وقضاياها، وباغتصابهم للنفط الذي هو ملكية عامة للأمة، وباستعمالهم عوائده في ذبح وتقتيل المسلمين، وبتقديمهم أموال الأمة لعدوة الإسلام والمسلمين أمريكا، وبجعل أنفسهم رأس حربة جديدة سامة لأمريكا في قهر المسلمين، وأداة طيعة من أدوات تمكينها من إحكام سيطرتها على المنطقة واستهداف ديننا الإسلام الحنيف.

 

إن الأمة الإسلامية من دون الأمم تكمن فيها عناصر المفاجأة التي تقلب الأوضاع رأسا على عقب، لصالحها، وما لا تدركه أمريكا وأتباعها وأشياعها وعبيدها، هو أن الصراع مع الأمة الإسلامية محسوم النتيجة لصالح الإسلام والمسلمين، والذي سيتوج بإذن الله قريباً بخلافة راشدة على منهاج النبوة كما بشر رسول الله ﷺ بقوله: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

 

#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع