الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الريسوني متى نطق... نطق سفهاً وأحدث فتنة!

 

 

أي زمن أغبر هذا بفقد نور الإسلام وطغيان فحمة ليل جاهلية الغرب، والذي زاد من جهد البلية قراء السوء والفتنة عقولهم مُجْدَبَة انصرف عنها خصب الفقه، وزاد من فقر جدبها رشوة ذممها بدراهم ودنانير رويبضات حكم الجبر، فَرَانَ على قلوبهم ما كسبوا حتى قست، فتسلطت أهواؤهم ونزغاتهم على دينهم فأفسدته، فاستدبر بهم الهدى وأقبل معهم الزيغ والضلال، وصرنا لا نعرف منهم في عصر اندحارهم وانحطاطهم وبلية الأمة بهم إلا تلفيقا ظاهرا للفقه وتزييفا فاضحا لأحكام الشرع وفريا عظيما في إنكار حقائق الإسلام.

 

وقد طلع علينا في أيام جدبنا هذه بذر خبيث نبت لحمه وشحمه من دراهم السحت لمشيخات الضرار بالإمارات وقطر، فقهاء زيغ وغي وفرية وفتنة، نَفَقُ ضلالهم وإضلالهم ممتد قد ذهب شعابا متعانقة متنافرة في جوف سابع أرض، فألبسوا رقاعة ضلالتهم لبوس الفقه ودونوا غواية وكفر فلسفة الغرب بألفاظ ومصطلحات الشرع، وافتروا في ذلك قواعد وأحكاما ومذاهب وطرائق شتى من زيف الفقه، فهنا مذهب في التدرج والتدرك وآخر في الاجتزاء والترقيع والتلفيق، ومقاصد لدمغ الجاهلية بدمغة الشرع، وفقه للتكيف مع الواقع تحت كنية فقه الواقع، وفقه استضعاف لتبرير الذلة والخنوع، وقواعد لجلب المصالح ودرء المفاسد لتعميم مفاهيم ومقاييس حضارة الغرب الكافرة والتعايش مع أحكامها الجائرة... وسجل عريض لعناوين ومسميات لثقافة الهزيمة وعقدة المغلوب.

 

ففي إمارات صبية زايد الأشقياء ينسخ الدين ويطمس ويؤتى بشرك الإبراهيمية بديلا عنه، وفي جويزرة قطر يعدل الدين وتحرف أحكامه باسم الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف، وكل هذا وذاك ما كان إلا خدمة للغرب في مسعاه لحرف بوصلة الخلاص وإغراق السفينة. ويحمل وزر هذا الإفك العظيم فقهاء مضلون صَنعت لهم دويلات الضرار مجاميع ومناصب وألقابا خدمة للكافر المستعمر في حربه الحضارية ضد الإسلام العظيم وأهله.

 

فهناك في إمارات الشرك الجديد صُنعت هيئة أطلقوا عليها اسما خادعا كاذبا "مجلس حكماء المسلمين" والحكمة منهم براء، فقد شَدَّد بيان التأسيس على تثبيت منظومة السلم فقها وقيما، أي حراسة الوضع الاستعماري القائم والمحافظة عليه. وبقطر النفاق مجمع آخر أطلق عليه اسم آخر خادع كاذب "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، جاء في وثيقة التعريف بمبادئه ما نصه "...نشر الوسطية بعيدا عن الغلو... مستحضرا أهمية تحقيق التعايش السلمي ونبذ العنف، ونشر ثقافة التسامح وتعزيز المشترك الإنساني والحضاري"، أي كيان آخر لحراسة الوضع الاستعماري القائم وتكريسه كواقع لا مناص منه ولا انفكاك عنه، بل ودعم كبار مجرميه حتى وصلت الوقاحة بالاتحاد حد زيارة وفد منه لسفاح موسكو بوتين سنة 2015 والإعلان الآثم الفاجر للاتحاد الذي جاء فيه "... نحن ندعم التدخل الروسي في سوريا، وندعم جهود موسكو في مكافحة الإرهاب الدولي"، أي استحلال سفك دماء أهل الشام الزكية. والأنكى في هكذا كيانات أنها تتدثر بلبوس الإسلام لحرب الإسلام من داخله وهي في جرمها أشد فتكا.

 

ثم جعلوا على مجامع ضرارهم أكابر الأفاكين وكذبة الفقهاء ومنافقي القراء والجهلة الأدعياء، ونصبوا مؤخرا على اتحادهم بقطر رأسا من رؤوس الفتنة ووتدا من أوتاد البدعة، متى حدث أفك ومتى أفتى افترى، شيخ بدعة مقاصد المقاصد قنطرة العلمنة الشاملة والمسخ الحضاري، بالأمس وما إن تولى الريسوني رياسة الاتحاد حتى نازع الأمة في تاج فروضها ومستقر ومستودع إسلامها العظيم ومكمن عزها ومجدها، عنوان مبدئية إسلامها وكيانه السياسي المتفرد بامتياز خلافتها، ففي مقالة له بعنوان "مستقبل الإسلام بين الشعوب والحكام" كتب فيه وأكد بعدها عبر موقع ميدان لقناة الجزيرة أن الدولة في الإسلام مجرد وسيلة وليست غاية "الدولة في الإسلام وسيلة وليست مقصدا مطلوبا لذاته..."، وحول سؤال: "هل تؤمن بأن الإسلام يحوي نظام حكم محدد وواضح المعالم والأركان؟"، كان جوابه: "نظام الحكم مصطلح سياسي دستوري يراد به شكل الحكم وهياكله وتحديد الصلاحيات والحقوق والواجبات... وهذه أمور متغيرة متطورة تفصل حسب كل زمان ومكان وظرف وتسمى بالأسماء المناسبة لها... وبهذا المعنى لا يوجد في الإسلام نظام حكم"، بل استمرأ الإفك وادعى زورا وبهتانا "والمسلمون عبر التاريخ أنتجوا واقتبسوا وجربوا عدة أنظمة ونماذج للحكم، فيها من الإسلام الشيء الكثير وفيها من مخالفة الإسلام مما هو مأخوذ من غير الإسلام الشيء الكثير أيضا".

 

وسيرا على نهج المفترين الأفاكين القدامى في انتحال الفقه لهدم الإسلام من أمثال المأفون علي عبد الرازق في خدمته للغرب الكافر في محاولاته البائسة المتكررة لعلمنة الإسلام وتشويه أحكامه، خاض الريسوني مع الخائضين في إنكار تاج فروض إسلامنا العظيم خلافته التي وصفها أحد أبنائها الأبرار وعلم من أعلامها عاش في كنفها وعاصر قرني مجدها الثامن والتاسع وهو إمامنا القاضي شهاب الدين القلقشندي (756هـ-821هـ): "الخلافة حظيرة الإسلام، ومحيط دائرته، ومربع رعاياه، ومرتع سائمته، والتي بها يحفظ الدين ويحمى، وبها تصان بيضة الإسلام، وتسكن الدهماء، وتقام الحدود فتمنع المحارم عن الانتهاك، وتحفظ الفروج فتصان الأنساب عن الاختلاط، وتحصن الثغور فلا تطرق، ويذاد عن الحرم فلا تقرع...". أواه يا شيخ الفرية والفتنة أوكل هذا يمحى وينسخ وينكر ويضرب عنه صفحا، أوبعد هذا الإنكار المنكر من منكر؟!

هذا وصف خلافتنا وفقه فطاحلة فقهائنا وعِلم من عِلم أعلام علمائنا، ولكننا ابتلينا بجهلة أقزام زماننا والأنكى أنه بالأمس لما افترى الدَعِيُّ علي عبد الرازق فريته تم نبذه والإنكار عليه أما اليوم فدَعِيُّنا اعتلى المنبر وأطال لسانه وتمطى!

 

ثم ما اكتفى شيخ الفرية والفتنة بإفكه بل زادها جرما أن أصبح قارعا لطبول الحرب يبغي الفتنة والوقيعة بين أبناء المسلمين، ها هو اليوم وكعادته في سفه حديثه وطيش رأيه وزيغ هواه يدعو لعصبية منتنة واقتتال بين المسلمين وسفك للدم الحرام في شهر محرم الحرام، حرصا على حدود وسدود كيانات الوظيفة الاستعمارية وتكريسا لشرذمة المسلمين وتمزيق أوصالهم، فقد صرح الريسوني مؤخرا حول قضية الصحراء خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى وسائل الإعلام وتحدث فيها عن "استعداد المغاربة والعلماء والدعاة في المغرب للجهاد... والزحف إلى تندوف".

 

يا ليت شعري عن جهل وجهالة الأفاكين وما صنعوا بدين الناس، عَلِمْنا من شرع ربنا الحنيف أن الجهاد هو قتال المسلمين للكفار من أجل إعلاء كلمة الله، فمعناه الشرعي هو بذل الوسع في القتال في سبيل الله مباشرة أو معاونة بمال أو رأي أو تكثير لسواد أو غير ذلك، فالقتال لإعلاء كلمة الله هو الجهاد، والجهاد هو قتال الكفار لإعلاء كلمة الله أو قتالهم دفاعا عن أرواح المسلمين أو أموالهم أو أعراضهم أو بلادهم. ولكن عِشنا حينا من الدهر حتى أدركنا زمن الإفك وفري كذبة الفقه فصَيَّرُوا اقتتال المسلمين وسفك دمائهم واستباحة أعراضهم وأموالهم جهادا، وصار الجهاد دفاعا عن حدود وسدود الاستعمار، والقتال من أجل الدولة الوطنية صنيعته. وها هو أفاك حَيِّنَا يحرض أبناء المسلمين من أهل المغرب على سفك دماء إخوانهم من أهل الجزائر دفاعا عن عصبية الوطنية المنتنة صناعة الاستعمار وعن دولته الوطنية خنجره المسموم فينا وعن الحاكم العميل وكيل الاستعمار الذي ينكأ جراحنا.

 

أواه يا شيخ أما كفاك جرماً رياستك لمجمع ضرارك، حتى صرت تبغيها نار لظى تحرق أبناء المسلمين وتسعر بها دنياهم وآخرتهم. وكأنك أصم عن تحذير البشير النذير ﷺ؟! جاء في الصحيحين عن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ ﷺ: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصاً عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ». وجاء في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ».

 

وقد غلظ الشارع العليم الحكيم في أمر الدماء، قال البشير النذير ﷺ: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاءِ»، وقال ﷺ: «لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً». هذا حال القاتل للمسلم الفرد فكيف بمن سعى وحرض على قتال جموع المسلمين، هو لعمرك أشد وأعظم الناس جرما! فبئس الدعوة وبئس الداعي.

 

أوما خبرت يا شيخ أن الفتوى هي إخبار وتوقيع عن الله؟! أوما كان حريا بك وأنت في أرذل عمرك أن تتوب عن فريك وتكفر عنه بتحريض أبناء المسلمين على حكام الجبر والقهر عملاء ووكلاء الاستعمار وأعداء الدين، وتستصرخ وتستنصر جيوش المسلمين لنصرة الإسلام وإعلاء كلمته؟! أوما كان حريا بك أن تستنصر أبناء هذه الأمة من أهل بأسها وقوتها جند وضباط الجيوش الرابضة في ثكناتها، تستنهض هممهم وتستنفر سعدهم وسعد زماننا ومفتاح مصراعي خلافتنا لهدم أصنام هذه الرويبضات وإقامة شرع الله في أرضه وتعبيد العباد لرب العباد؟!

 

أما وقد فريت فريك فقد سبقك لهذا الدرب أقوام في الهالكين صدوا عن سبيل الله صدا، وفي سفههم وطيشهم حسبوا أن يعترضوا هذا السيل الهادر بردود ألسنتهم، ولعمري من يرد على الله القدر؟!

 

﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ متِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مناجي محمد

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع