- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الغرض من زيارة ميرزياييف إلى السعودية
وصل وفد أوزبيكي برئاسة شوكت ميرزياييف السعودية في زيارة تستغرق يومين. وعلى الرغم من أن الرئيس رافقه العديد من القادة المعروفين وتمت الإشارة إلى الصفقة الاقتصادية على أنها إنجاز للزيارة، إلا أن مصادر المعلومات الرسمية وغير الرسمية أبرزت فقط شخصية الرئيس وزيارة العمرة برفقة مفتي أوزبيكستان وعدد من العلماء الرسميين. وسيقتنع أي شخص يشاهد هذه الأنشطة بأن سفر العمرة هي حيلة سوداء تهدف إلى رفع شعبية الرئيس؛ لأن الأحداث في كاراكالباكستان لم يتم التحقيق فيها بشكل محايد ولا يزال مئات الأشخاص رهن الاعتقال للاشتباه في تورطهم فيها، وكذلك المشاكل المتعلقة بسياسة الكوادر والمشاكل المتعلقة بالاستفتاء المخطط له للموافقة على التغييرات والإضافات على الدستور الجديد، وأزمات داخلية أخرى أدت إلى خفض شعبية الرئيس. وبما أن ميرزياييف نفسه يدرك ذلك جيداً فهو يمتدح سياساته علانية في اجتماعاته مع الصحافة، كما أنه يدرك أنه لن يكسب ثقة الناس بهذه الأساليب المبتذلة. ولهذا تم وضع خطة العمرة لإثارة حماس الناس وإعطائهم الأمل في المستقبل. وهكذا فإن الزيارة المؤجلة لمدة عامين تمت في 8 آب/أغسطس بعد محادثة هاتفية بين الممثل الخاص للرئيس للسياسة الخارجية عبد العزيز كاملوف ووزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان.
إنه لخطأ كبير الاعتقاد بأن صلاة ميرزياييف أمام كاميرات مثبتة خصيصاً هو انتصار للإسلام، أو تفسير ذلك على أنه خبر سار بأن طريقاً واسعاً سيفتح أمام الإسلام؛ لأن الإسلام شمل شؤون الدولة والمجتمع بأحكامه الكاملة التي تنظم علاقات الإنسان بربه وبنفسه وبغيره. والعمرة في الإسلام سنة يؤديها كل مسلم ولا يترتب على أدائها تغيير في الدولة أو في شؤون المجتمع. لهذا التقى ميرزياييف بعد زيارته حجرة السعادة مصليا ومسلّماً على سيدنا محمد ﷺ، التقى برؤساء الشركات الكبرى والهياكل المالية في المملكة. وفي الاجتماع مع رجال الأعمال السعوديين دعاهم ميرزياييف للمشاركة في خصخصة البنوك الكبرى والمنشآت الصناعية والبنية التحتية في أوزبيكستان. كما تم الإعلان خلال الزيارة عن افتتاح مكتب تمثيلي للبنك الإسلامي للتنمية في طشقند.
كما ترون فإن الحكومة تلاعبت بمشاعر الناس بزيارة العمرة وفي الوقت نفسه تواصل تعريض مصيرهم للخطر من خلال الحرب على الله وتوسيع التجارة الربوية وتحويل القطاعات الاستراتيجية إلى القطاع الخاص أي إلى ملكيات للأجانب. تحاول الحكومة الأوزبيكية إرضاء أمريكا من خلال تعزيز العلاقات مع السعودية. وبهذا سيتم تسليم الاقتصاد والتعليم والمجال الاجتماعي في أوزبيكستان وبعد ذلك جميع القطاعات بالكامل لبراثن الرأسمالية الوحشية. والأسوأ من ذلك كله أن شعبنا لن يكون قادراً على التمييز بين الحق والباطل. وبينما تتخذ الحكومة مثل هذه الخطوات فإنها لم تعتبر من بلاد إسلامية أخرى؛ لأن دولاً مثل تركيا التي عُرضت بالأمس كمثال لأوزبيكستان، تعاني الآن من أزمات مروعة. إن حكومة أوزبيكستان تتخذ مثل هذه القرارات من أجل البقاء في مستنقع الديمقراطية الذي سقطت فيه.
في الختام يمكن القول إن حكومة ميرزياييف ملتزمة بشكل جدي بتعزيز سياستها من خلال إجراء الاستفتاء الناجح وتحويل أوزبيكستان إلى دولة علمانية من خلال نشر ديمقراطية الكفر على نطاق واسع. ولن يتم هذا الصراع بوقاحة وعنف كما كان من قبل ولكن وفقاً لمقتضى الزمان، وسيتم توجيه أفكار ومشاعر الناس في الاتجاه المطلوب أي من خلال التلاعب السياسي.
إن الفراغ الأيديولوجي والسياسي في شعبنا يسمح للحكومة بالخيانة ومن ثم اتباع طريق الظلم. وقد نشأ هذا الفراغ من فهم الإسلام بوصفه ديناً للعبادة والأخلاق فقط، ومن عدم قبول الإسلام باعتباره نظاماً سياسيا. يجب التأكيد على أن علماء السلاطين وكتبهم مقيدة بأحكام الشريعة المتعلقة بالعبادة والأخلاق فقط ولا توسع فهم الحضارة الإسلامية عند المسلمين. وباختصار إنها تعكس جزءاً فقط من الإسلام وليس كله. ونتيجة لهذه المناهج التعليمية وتطبيق القوانين الديمقراطية انقطعت البلاد الإسلامية عن دينها وتم تحويلها إلى دول متخلفة وفقيرة. لذلك نحن بحاجة إلى التخلي عن الديمقراطية الفاسدة والعيش على أساس الدين الذي أنزله الله سبحانه وتعالى من أجل التخلص نهائياً من أزماتنا ومشاكلنا والنهضة بالمعنى الحقيقي.
قال الله تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إسلام أبو خليل – أوزبيكستان