- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
السفراء الأجانب بين خضوع الحكومة والمعارضة
وموقف عزٍّ لعضو حزب التحرير أمام السفير الأمريكي
نشرت رئاسة الحكومة، الخميس 29 أيلول/سبتمبر 2022، بلاغات حول لقاءات رئيسة الحكومة نجلاء بودن بسفراء كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا واليابان من أجل طلب دعم دولهم في مفاوضات تونس مع صندوق النقد الدولي التي استمرت أشهراً طويلة من أجل الحصول على تمويل بمتوسط 4 مليارات دولار لتغطية عجز الميزانية الذي يزيد على 9 بالمائة، وسيتوجه للسبب نفسه فريق رفيع المستوى الأسبوع القادم إلى أمريكا لاستجداء صندوق النقد الذي لا زال يمعن في إذلال الحكومة رغم كل ما قدمته من صنوف الطاعة والخضوع والانقياد لإملاءاته الخبيثة!
إذن يسقط الرئيس قيس سعيد وحكومته في سياسة التسول والاستجداء من السفراء الأجانب التي كانوا ينتقدون بسببها من كانوا قبلهم في الحكم، مع فارق أن قيس سعيد قدم برنامجا للصندوق عجزت عن تقديمه الحكومات السابقة!
ارتماء سياسيي تونس حكاما ومعارضة في حضن السفراء الأجانب، هو إقرار ضمني بهيمنتهم على البلاد والعباد ويؤكد أن هذه الطبقة السياسية غريبة عن دينها الذي يحرم عليها الاستعانة بالكافر المستعمر، قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، وغريبة عن أمتها التي تأبى الذل والتبعية، أمة تتوق إلى مواقف النصر والعزّ، أمة متعطشة إلى مواقف كالتي اتخذها رجل الدولة الأستاذ الحبيب الحجاجي عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية تونس أمام السفير الأمريكي في اجتماع عقده مع رؤساء بلديات، والذي لن ينسى ذلك الموقف العقائدي والمبدئي الذي يعبر عن حقيقة هذه الأمة ويعطي فكرة عن طبيعة الخطاب الذي سيخاطب به رجالات دولة الخلافة أمريكا ورؤساءها المجرمين.
وأورد إليكم ما كتبه الأستاذ الحبيب الحجاجي بما دار بينه وبين السفير الأمريكي في مدينة عقبة بن نافع، مدينة القيروان:
عم الحبيب والسفير الأمريكي
بسم الله الرحمن الرحيم
يوميات حامل دعوة
الحكم المحلي في ميزان الإسلام
(بعد ضرورة التحفظ، هذه ملابسات هجومي الفكري السياسي على سفير أمريكا في ندوة البلديات في موضوع الحكم المحلي، أذكرها للتاريخ.
أنا كعضو لجنة الاتصالات المركزية "لحزب التحرير/ ولاية تونس"،... انتقلت إلى القيروان باقتراح مني لحضور ندوة للبلديات في نزل فيها، في 6 أيار/مايو 2018 أي بُعَيْد الانتخابات البلدية بـ3 أشهر، يحضرها سفير أمريكا بتونس دونالد بلوم، فكلفني الحزب بالتصدي له!
وعند السماح لي بكلمة، قلت بعد البسملة والصلاة على سيد المرسلين (مع ذكر اسمي وانتسابي إلى حزب التحرير):
- السفير الأمريكي "ليس مكانك هنا" في القيروان مهد الإسلام في شمال أفريقيا!
- سفير أمريكا عدوة الإسلام!
- أمريكا لم تدخل أي بلد مسلم، وخرجت منه، بين قوسين، إلا وتركته أشلاء وخراب ونهبت ثرواته، مثل ما فعلت في أفغانستان والعراق والآن في الشام. ...!
وقُطِع عني صوت المصدح!
ولم أصب بسوء، والحمد لله!
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يعْلَمُونَ﴾ (المنافقون، الآية ٨)!
وأتذكر أنه بعدما قطع عني أحد أفراد كوكبة من الأمنيين وغيرهم (أكثر من 10 أفراد وبأزياء مدنية تحلقوا حولي) صوت المصدح، دار هذا الحوار الأمني الفكري معه، أمام الملأ وعلى مسمع السفير الأمريكي، وبهدوء تام من طرفي بتقديره تعالى:
- لماذا قطعت الصوت؟!
- إنك تسب ضيفا!
- راجع ما قلت وستجده حقيقة! وإن رئيسه ترامب زار أخيراً السعودية واستولى على آلاف المليارات. وما فتئت بلاده تحمي كيان يهود الذي زرعته بريطانيا في فلسطين!
ثم توجهت إلى رؤساء البلديات، ومنهم سعاد عبد الرحيم رئيسة بلدية تونس قائلا: لم ينتخبكم الشعب لتجلسوا مع هذا العدو!
وللعلم فقد أشرف على الندوة وتكلم في مستهلها، كل من وزير البيئة، وسفير أمريكا (الذي خطب بالعربية، وهو الذي أشرف على تعذيب أهلنا في سجن أبو غريب بالعراق)، ووالي القيروان، ورئيس بلديتها.
وإثر الكلمات الأربع أُعْلِن عن استراحة، وإثرها كانت الكلمة لي.
وبعد الحوار السابق، رجعت إلى مقعدي في الصف الأول مع مندوبة بلدية قصور الساف مدة ساعتين... وعندما قررت مغادرة المكان، دار حوار آخر بيني وبين مسيّر الندوة:
- من أين أتيت بالشارة (الـbadge)؟
- فأجبته: نحن في حزب التحرير لا ندخل من النافذة، بل من الباب، وشرحت له كيفية حصولي عليها من الاستقبال!
ثم خرجت، فلحق بي شخصان من الأمن على بعد أمتار من باب الخروج من النزل، أحدهما أخذ مني هويتي، وحاورت الثاني مبينا له خطر قانون النظام البلدي الجديد الذي يحوي 399 فصلا... ويجعل، من كل بلدية، دولة قائمة الذات، تتعامل مع الخارج بدون إذن المركز:
وعلى سبيل المثال، اتفقت بلدية رواد بتونس مع الهند لتهيئة ملعب رياضيّ.
واحتج العيوني، رئيس بلدية الكرم على زيارة رئيس البلاد قيس سعيّد لهذه الضاحية بدون إذنه.
كما أبدت بلدية حمام الشط عدم موافقتها على استقبال نزل بها للملزمين بالحجر الصحي بسبب جائحة كورونا.
وهذا يعني أن الحكم المحلي هو عبارة عن سايكس بيكو مضروب في عدد البلديات، وأعضاؤه عبارة عن حكام؟!
ألم يقل الغنوشي في 6 أيار/مايو 2018م، قبل إعلان نتائج انتخاباتها: "ستفرز انتخابات البلدية عن وجود 7000 حاكم في تونس"، بعدد أعضائها؟!
ومن يقرأ قانون البلدية هذا، الذي ينوون تطبيقه على مدى 27 سنة، يصطدم بما يحويه من حرب على الإسلام في جميع النواحي؛ ففيه مثلا أن كل السكان، مهما كانت جنسياتهم وأديانهم، لهم الحق في الانتماء إليها، وحتى رئاستها: ألم يرشح الغنوشي يهوديا في الساحل لخوض انتخاباتها؟!
وفي النهاية صافحني الشخصان: أحدهما، وهو محاوري، بحرارة فائقة! وإني أتحفظ على إيراد الشعور النبيل لهذا الأخير، من باب "المجالس بالأمان"!
الحبيب الحجاجي - عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية تونس) انتهى
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور الأسعد العجيلي