الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

نجاح حملة حزب التحرير للقضاء على المخدرات في السودان

 

دشن حزب التحرير/ ولاية السودان حملة قوية، بمؤتمر صفحي في وكالة سونا للأنباء في الخرطوم غرة رجب مضر 1444هــ وذلك للقضاء على المخدرات التي عمت السودان، والتي بدأت آثارها المدمرة تظهر بشكل كبير على المجتمع، وبخاصة جيل الشباب.

 

إن ظاهرة المخدرات هي حرب غير معلنة على المسلمين، وبخاصة أهل السودان، للقضاء على جيل كامل، ليأخذ المستعمر دوره المحوري للحيلولة دون عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. إن واقع المخدرات بشقيها الطبيعي والكيميائي خطر عظيم على الشباب، لأنها تستهدف رأس مال الإنسان؛ الذي هو العقل مناط التكليف. لقد أفسد الغرب حياته بشكل كامل، فقد كشف تقرير جديد للأمم المتحدة أن تعاطي القنب بشكل منتظم زاد على ما يبدو جراء قيام مناطق من بينها ولايات أمريكية بإضفاء الشرعية على استخدامه، في حين كان لعمليات الإغلاق الناجمة عن كوفيد-19 تأثير مماثل ما زاد من خطر الإصابة بالاكتئاب والانتحار.

 

أوردت الأمم المتحدة في تقريرها السنوي بشأن المخدرات في العالم أن القنب يعد منذ فترة طويلة أكثر المخدرات استخداما في العالم، وإن استخدامه آخذ في الازدياد، بينما يزداد الحشيش في السوق قوة من حيث محتواه من مادة رباعي هيدروكانابينول. وقد أضفت ولايات أمريكية مختلفة الشرعية على الاستخدام غير الطبي للقنب بدءا من واشنطن، وكولورادو عام 2012، وقد أقرته أوروغواي عام 2013 كما فعلت كندا عام 2018، واتخذت دول أخرى خطوات مماثلة، لكن التقرير ركز على هذه الدول الثلاث. وقال تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومقره فينّا "يبدو أن إضفاء الشرعية على استخدام القنب أدى إلى تسريع الاتجاهات نحو الصعود في الاستخدام اليومي المسجل للمخدر". (وكالات).

 

وأشارت التقارير الدولية الحديثة إلى أن حجم التجارة العالمية في المخدرات والعقاقير الممنوعة تجاوز 800 مليار دولار سنويا، وهو ما يزيد على مجموع ميزانيات عشرات الدول النامية والفقيرة، وهذا الرقم هو ما تم رصده عمليا وهو يزيد عن ثلث الحجم الفعلي لهذه السوق الممنوعة، فضلا عن تجارة الخمور الاعتيادية التي لا يتم تصنيفها دولياً تبعا للمخدرات الممنوع تداولها مثل الحشيش والأفيون. (وكالة الأنباء القطرية). جاء تقرير للجزيرة نت أن إمبراطور الخمور بيير كاستيل الذي استنزف خيرات أفريقيا والذي يمتلك أكبر مزارع للعنب في فرنسا لصناعة النبيذ قد وطن صناعة الخمور في أفريقيا في ما يقارب 21 دولة أفريقية، ومزارع قصب السكر لإنتاج مادة الإيثانول. وتشير تقارير المؤسسات الصحية العالمية إلى وقوع أكثر من مليار إنسان في تعاطي المخدرات وإدمانها. ويمثل الشباب النسبة الغالبة من ضحايا تعاطي هذه الآفة ما يكلف الدول ما يزيد عن 150 مليون دولار سنويا في برامج علاج الإدمان والتوعية بخطورتها.

 

إن المخدرات مواد تؤثر على العقل والجسد البشري بشكل سلبي، فهي مواد مذهبة للعقل تجعل من يتناولها في حالة من اللاوعي وعدم الإدراك، وتجعل الشخص عرضة للهلوسة. وتقسم المخدرات إلى نوعين: الأول مصدره طبيعي كالحشيش والأفيون والتبغ والفطور المهلوسة، والثاني غير الطبيعي ويتم إنتاجه بشكل مصنع من النباتات، كالهيروين والكوكايين وغيرها. وتحتوي المخدرات على مكونات طبيعية وعناصر كيميائية ومواد مهلوسة، تؤدي إلى الإدمان من خلال تأثيرها على وظائف الجسم وعلى الجهاز العصبي، مثل مركبات المورفين إضافة إلى الماريغوانا، ونبات الخشخاش والتبغ والقنب، وتأتي على أشكال كثيرة، مثل الحبوب والحقن والبودرة والطوابع والمعجون. وتعمل على تشنج وتعطيل قدرة الخلايا العصبية على القيام بوظيفتها لفترة معينة من الزمن، وإذا زادت نسبة الجرعة التي يتم تناولها عن حدها الذي يستطيع الجسم مقاومته فإن ذلك يؤدي إلى موت فوري. وهناك آثار سلبية عديدة للمخدرات على كافة جوانب الحياة وعلى صحة الشخص الذي يتعاطاها، ومن هذه التأثيرات حدوث العديد من الأعراض كفقدان الشهية والضعف وقلة النشاط ونقص المناعة، إضافة إلى تشنجات وصعوبة في لفظ الحروف وأيضا حدوث اضطرابات كالتهابات الجهاز التنفسي وتلف الكبد وتضخمه، وتعطيل الجهاز الهضمي، وحدوث التهابات في خلايا الدماغ العصبية والتأثير على الذاكرة والحواس الأخرى. كما يحدث تعاطي هذه السموم اضطرابا في ضربات القلب ويتسبب في عدم انتظامها، كما يؤثر على مشاعر المدمن، حيث إنه يتسبب في تقلب المزاج، ويجعل الفرد منطويا ومنعزلا ويدخل في حالة من الكآبة والحزن والعصبية ما يؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية.

 

واستشعاراً من حزب التحرير لعظم المسؤولية وقوامته على المجتمع وحسه، وتفويت الفرصة على المؤامرات ومخططات الكافر ضد الأمة، فقد وجه خطابه المستمد من الإسلام العظيم، لأهل السودان، يوضح مكانتهم وعظم المسؤولية الواقعة على عاتقهم، ليأخذ المجتمع دوره في مكافحة المخدرات، حتى يتحول من حالة اللامبالاة إلى الحيوية وفق منهج الإسلام العظيم، ليدركوا ما هم عليه من نعمة الإسلام بمفاهيمه الراقية، والقادرة على محاربة هكذا ظاهرة، وليتطلعوا إلى ريادة العالم وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

فكانت المخاطبات الجماهيرية وأحاديث المساجد والزيارات للمسؤولين وإقامة الندوات في دور الشباب ومنابر الجمعة، وغيرها من الأساليب التي اكتسبها حزب التحرير عبر مسيرته العامرة بالأعمال الضخمة، ليمكن الأمة من إقامة دولتها التي هي قاب قوسين أو أدنى من قيامها. لقد تركت هذه الحملة أثراً كبيراً في نفوس الناس وأوضحت حقائق عظيمة لتشحذ همم العاملين المخلصين لنهضة الأمة، وأن لا يركنوا إلى الذين ظلموا، بل يسارعوا الخطا نحو مجد عظيم، فقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك، أن الأمة الإسلامية هي أمة واحدة من دون الناس، وأنها تربت على عقيدة حية متى رسم لها طريق الحق أخذته دون شك، وقد تأكد من خلال هذه الأعمال بأن الأمة تبحث عمن يأخذ بيدها إلى الخلاص من شرور الفاسدين؛ الذين لم ينكروا ظاهرة المخدرات ولم يحركوا ساكنا فسقطوا في وحل الخيانة.

 

لقد أظهرت الحملة عظم المسؤولية الواقعة على حملة الدعوة بأن أمر الدعوة لا معين لهم إلا الإسلام العظيم، فالأصل دراسة الإسلام والإخلاص له، ليأخذوا بيد الأمة إلى بر الأمان. إن حملة المخدرات هذه أرست أمرا عظيماً هو مبدئية الحزب ومستوى التفكير العميق الذي من خلاله يستطيع أن يستنطق الأمة، ويعرف اتجاهها نحو القضايا وكيفية التعامل معها عند قيام الخلافة، وبأن معدن الأمة ما زال صافيا تجاه قيمها الإسلامية وقادرا على أن يكون سندا عظيماً.

 

إن هذه الحملة تركت بصمات للعاملين بأنهم يمتازون عن غيرهم باستجابتهم لنداء رب العالمين، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾، فالأصل أن لا يتركوا مكانا يبث فيه هذا الخير إلا وصلوه، ولا عمل يقرب الأمة من استئناف الحياة الإسلامية إلا سلكوه، حتى لا يكونوا من المقصرين كعوام المسلمين الذين ينتظرون الخير من الآخرين. نعم إن المسير طويل وأوشك الركب أن يسير بعلم الله لا بعلمنا، فقط العمل الذي يبرئ الذمة أمام الله هو إدراك حملة الدعوة للحق والركون عنه إثم، لأنه يعلم بأنه لا يوجد مخرج للأمة إلا بإقامة الخلافة، التي تحمي الأمة من شرور أعدائها الذين ما تركوا سبيلا لإفسادها إلا سلكوه. فحزب التحرير هو الذي يحمل المصباح لينير للأمة الطريق، فيا نعم العمل، قال تعالى: ﴿لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾.

 

إن تعاظم المؤامرات ومخططات الكافرين يتطلب عملاً أسرع، وفق وتيرة المخططات ويتطلب شحذ همم الأمة للعمل مع الكتلة ليتناسب مع حجم المؤامرات حتى تفوت الفرصة على الأعداء. ثم إن الهزات المتكررة خير للأمة إذا استغلت استغلالا جيدا لصالحها؛ وذلك ببيان الحق ودحض الباطل. إن العمل في حقل الدعوة يحتاج إلى مثابرة وصبر عظيم، فلنجدد العزم والعزيمة ونستبشر خيرا بأن الأمة جاهزة، لقطف ثمار هذه الأعمال العظيمة، من كتلة واعية، جهزت نفسها لتتحمل المسؤولية كاملة، لتقود الناس إلى مواطن العزة والكرامة بإقامة دولة الخلافة الراشدة، قريبا بإذن الله تعالى.

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ محمد السماني – ولاية السودان / نيالا

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع