- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تحرير فلسطين مرهون بتحرير جيوش المسلمين
الجميع سمع ويسمع وشاهد ويشاهد جرأة يهود أعداء الله في فلسطين. مشاهد متكررة لاقتحام المسجد الأقصى وتدنيس المقدسات والاعتداء على الحرمات والمصلين في أولى القبلتين وثالث الحرمين. يحدث هذا كله في شهر رمضان الفضيل كرسالة من كيان يهود إلى كل المسلمين في العالم وليس فقط لأهل فلسطين أو العرب، مفادها أنهم يفعلون الأفاعيل في مقدساتنا وفي المسجد الأقصى دون أن يلقوا بالا لملياري مسلم لأنهم يدركون أنه لن يكون هناك تهديد حقيقي لهم.
من أين استمد كيان يهود هذه الجرأة ولم هذا التحدي؟
لقد أمن يهود العقوبة فأساؤوا الأدب. هم ببساطة يعلمون أن حكام المسلمين كلهم متآمرون على قضية فلسطين، وهم أصلا متآمرون على شعوبهم، فهم أولياء للدول الاستعمارية. أي أنه لولا أن الغرب بقيادة أمريكا، وحكام المسلمين يحمونهم لما تجرؤوا على فعلتهم هذه. وصدق الله سبحانه حين قال فيهم: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ﴾.
هل هذه الجرائم التي يقوم بها كيان يهود معزولة عن حالة العصيان المدني التي يعيشها بسبب التغييرات القضائية التي تريد حكومة اليمين بقيادة نتنياهو فرضها؟
لا شك أن توقيت اعتداء كيان يهود على المسجد الأقصى هو لتصدير الأزمة التي تمر بها حكومة نتنياهو، فهي بحاجة لمخرج مناسب يعيد الحياة المدنية في الكيان إلى حالتها الطبيعية، فلا بد من القيام بحالة تصعيدية مع مسلمي فلسطين خصوصا غزة أو في جنوب لبنان وخصوصا بعد أن أحبطت أمريكا مخطط نتنياهو في تصدير الأزمة إلى إيران بعد الزيارة العاجلة لوزير الدفاع الأمريكي وغيره من المسؤولين لكيان يهود.
لا شك أن الحل لجرائم كيان يهود بحق المقدسات وأهل فلسطين هو اقتلاعه من جذوره. وبالتالي يكون الحل هو بيد القادرين على فعل ذلك وهم جيوش المسلمين، وليس بيد المقاومين من أهل فلسطين.
السؤال المهم: لماذا يتوجب على الحركات المقاومة في داخل فلسطين التصدي لما يقوم به كيان يهود من إجرام واعتداءات في فلسطين بينما يتوفر لدى الأمة الإسلامية أكثر من خمسين جيشاً؟! ما الذي يجعل كل هذه الجيوش رابضة في ثكناتها، عاطلة عن القيام بأعبائها ومسؤولياتها أمام الأمة وأمام الله عز وجل؟! ما الذي حول هذه الجيوش من جيوش فعالة منتجة حامية للمسلمين وأراضيهم وثرواتهم إلى أن تصبح جيوشا خاملة كسولة مستهلكة لثروات الأمة وخانعة لأعدائها؟!
إنهم حكام المسلمين الذين يكبلون الجيوش ويفسدونها استجابة لأعداء الأمة الغربيين المستعمرين الذين أنشأوا كيان يهود ورعوه.
إن هذه الجيوش يجب أن تنتفض على حكامها وتتبرأ منهم ومن عمالتهم للغرب، إنها قادرة على أن تحرر الأمة كاملة وليس فلسطين وحدها. إن هذه الجيوش قادرة على إرجاع السلطان للأمة، وهذا هو دور الجيوش اليوم. فلا يجوز أن تبقى مشلولة مكبلة رابضة في ثكناتها متفرجة على ما يحدث لأهلنا ومقدساتنا في فلسطين. قال تعالى: ﴿انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وعن ابن عمر رضي اللَّهُ عنهما، عَن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: «عَلى المَرْءِ المُسْلِم السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أَحَبَّ وكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإذا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طاعَةَ» متفقٌ عَلَيْهِ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح