الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا فصائل الشام: عفا الله عما مضى

معاً لإسقاط النظام ولتكن توبة نصوحاً

 

أخطأ معظم الثوار المشاركون في ثورة الشام، على الأقل في مرحلة ما على طول سنوات الثورة؛ منهم من أخطأ في بدايتها فطالب بتدخل دولي، وآخرون أخطأوا في ما بعد بدخول أو دعم الائتلافات والمجالس التي أسست لاحتواء الثورة، وكثير أخطأوا بالارتباط بالأنظمة التي ادعت أنها صديقة ولكنها كانت تروغ من ثورة الشام كما يروغ الثعلب، كالسعودية وقطر وتركيا وغيرها من الأنظمة التي أمدت الفصائل بالمال والسلاح لتربطها بها وبالإرادة الاستعمارية من خلفها، فمعظم الثوار كان قد أخطأ في مرحلة ما من الثورة، وجل من لا يسهو، وجل من لا يخطئ ومن لا يضعف، ونحن أبناء اليوم كما يقال، وكما قال رسول الله ﷺ: «التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» الحافظ في الفتح (13/471): سنده حسن.

 

وها قد مرت السنوات الكثيرة على الثورة، وكشفت الأخطاء الكثيرة التي مر بها معظم الثوار، وكشفت الخيانات، وكشفت الغفلات والسهوات والزلات كلها، ولقد بان المستور وتجلت كل النوايا؛ نوايا الداعمين ونوايا المستعمرين ونوايا المنافقين ونوايا المرجفين. لقد انكشف فوق كل ذلك الجهلاء والساذجون الذين كانوا يظنون أنفسهم أحق بالثورة وأهلها وأجدر بقيادتها، لقد انكشف كل شيء. ولسنا هنا بصدد الانتقادات والمحاسبات والتقريع والتجريح، إنما وصف لواقع من أجل الاستفادة مما جرى حتى لا يتم تكرار الأخطاء نفسها، بل لتكون الأخطاء التي دفعنا ثمنها بالدم نبراسا هاديا لنا في مقتبل الأيام.

 

واليوم انكشفت أيضا مخططات المستعمرين ونواياهم لتتبلور في القرار رقم 2254 الذي سيعيد سوريا من جديد لأحضان النظام وأحضان أمريكا.

 

وها هي الأنظمة العربية التي ادعت دعم الثورة تعمل لإنهاء مسرحيتها بأمر من أمريكا لاحتضان نظام الأسد، وها هو النظام التركي ينسق مع نظام الأسد ليسلمه الثوار ويعيدهم لحضنه من جديد، فهل بقي شيء مستور وغير واضح إلى الآن يا ثوار الشام الكرام؟ هل بقي شيء بحاجة لشرح وتفصيل؟

 

وبما أن الأخطاء كلها قد انكشفت والمخططات المعدة للثورة ولسوريا قد تجلت، وبما أن الداعمين وما يسمى (أصدقاء سوريا!) قد بان نفاقهم ودورهم في إحباط الثورة، وبما أن الحالمين قد استفاقوا والواثقين بأمريكا وبالنظام الدولي قد صفعوا على وجوههم صفعات مدوية، إذاً على الجميع أن يعترف بخطئه وأن يعود عن غيه وأن يصغي للحقيقة الماثلة أمام عينيه، تلك الحقيقة التي دفع أهل الشام دماءهم وأبناءهم وأموالهم وكل ما يملكون لكي يقفوا عليها وليكتشفوها ولكي يبصروا الطريق الصحيح لتصحيح مسار الثورة وللوصول إلى هدفهم الذي خرجوا من أجله.

 

أيتها الفصائل المسلحة في الشام: ﴿تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾، دعونا نتفق على خطوط عريضة؛ أن عدوتنا هي أمريكا التي تسند بشار الأسد، وأنه لولا تدخلها عبر الداعمين والروس والإيرانيين لسقط نظام الأسد منذ سنوات الثورة الأولى، وأن الإيرانيين والروس لم يتمكنوا من إنقاذ نظام الأسد لولا قيام النظام التركي والقطري والسعودي بالتحكم بالفصائل عبر المال القذر والخدع والألاعيب.

 

لا بد أن تستأنف الثورة ضد النظام الأمريكي في الشام (نظام أسد)، لا بد أن يجدد العزم على إسقاطه، لا بد أن تلقى كل القرارات الأممية التي ترعاها أمريكا وروسيا وتركيا في سلة القمامة، لا بد أن ترفض كل التدخلات الخارجية، ولا بد أن تركز الجهود والطاقات وتوحد لإسقاط نظام أسد، ولتكن توبة نصوحاً يعفو الله بها ما اقترف من أخطاء وعثرات وذنوب في حق أهل الشام ودين الله وأمته، ولنترك اللوم والنقد ولنمض في طريق الحق، والله معنا إن أخلصنا النوايا وصححنا العمل وعزمنا على نصرة ديننا وتحرير بلادنا من أيدي المستعمرين وأذنابهم، بدل أن نكون لعبة في يد أمريكا وأنظمة السوء التي همها إسقاط الثورة والثوار.

 

يا أهل الشام الكرام: إن القرارات الأممية وعلى رأسها قرار 2254 لا تختلف قيد أنملة عن تلك القرارات الأممية التي قادتها أمريكا لتركيع أهل فلسطين واليمن وليبيا والعراق وغيرهم من المسلمين، فلنثق بالله ونتوكل عليه ونتحرك بكل ما أوتينا من قوة، ولنوحد الطاقات ونركز على الهدف المنشود. وها هو حزب التحرير مستمر في نصحكم وإرشادكم منذ بدء الثورة، يرشدكم إلى عدوكم ويبين لكم الطريق مهما تعالت وتعاظمت مكائد المستعمرين وأذنابهم، فالله الله في أنفسكم، واصدقوا الله ينصركم ويوفقكم بإذنه.

 

قال تعالى: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع