الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وجوب العمل لإقامة الخلافة الإسلامية

 

 

لم يكن وجود الخلافة الإسلامية في حياة المسلمين مجرد حدث عابر جاءت ثم اختفت، بل إن وجودها كان مقترنا بوجود الإسلام نفسه، فالدولة في الإسلام هي التي تتبنى الإسلام ومن ثم تطبقه وكذلك تحميه وبعد ذلك تنشره في العالم كرسالة نور تبدد بنورها ظلمات الجاهلية.

 

إن دور الدولة الإسلامية في وجودها كدور الروح بالنسبة للجسد؛ فبدون الروح يصبح الجسد جثة هامدة، فالجسد الحي هو الذي يعطينا دليلا حقيقيا على حياة الإنسان وحيويته.

كذلك الدولة، فالدولة الإسلامية ومنذ بنائها الأول على يد سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ امتثالا لأمر الله، كانت هي الضامنة الحقيقية لإيجاد الإسلام.

 

فمن بعد تأسيسها في المدينة المنورة انتقل المسلمون من مرحلة الضعف والتكذيب والحصار والقتل والتهجير إلى مرحلة العزة والتمكين والنصر وتطبيق الإسلام كل الإسلام في واقع الحياة، وهذا يعطينا مؤشرا حقيقيا على أن الفكرة مهما كانت حقة صادقة وقوية وواضحة وبينة إن لم تكن معها قوة تساندها فلا قيمة لها، وستبقى عرضة للاستهزاء والازدراء والاحتقار من أعدائها، لذا كان حرص الرسول ﷺ عظيما من أجل السعي إلى إقامة الدولة معرّضاً حياته للخطر الحقيقي في سبيل تحقيق هذا الأمر العظيم، فأصبحت الدولة هي النور الساطع في حياة المسلمين لقرون طويلة، وكانت هي المدافعة الحقة عن المسلمين أينما كانوا وحيثما حلوا، وردّت الكثير من النكبات والصعاب والكوارث عن المسلمين، كغزو المغول ومن قبلهم الحروب الصليبية وغيرها الكثير، والتي كانت واحدة منها تكفي للقضاء على الإسلام والمسلمين، لكن وجود الدولة وقوتها وحرص خلفائها وقادة جيوشها وغيرتهم على دينهم وأمتهم جعلتهم يسترخصون كل غال ونفيس من أجل رد كيد الأعادي والكفار عن حياض المسلمين.

 

وبهذا، وباستقراء التاريخ الإسلامي الطويل وباستعمال الدهاء الغربي كله والذي وصفه الملك الجبار بقوله سبحانه: ﴿وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ أدرك أعداء الأمة أن قوة المسلمين تكمن في أمرين أساسيين لا ثالث لهما:

 

أولهما: الأخوة الإسلامية التي تجمع بين المسلمين من شرقهم لغربهم.

 

وثانيهما: وجود دولة الخلافة الإسلامية التي يجتمع تحت لوائها جميع المسلمين حتى لو لم يكن للخليفة سلطان حقيقي على بعض المناطق من بلاد المسلمين.

 

لهذا ضربوا الأخوة الإسلامية بالقومية ومن بعدها بالوطنية التي نبتت في نفوس أبناء المسلمين كالخلايا السرطانية، تلك الخلايا التي لا نزال نعاني من آثارها في حياتنا، ومن ثم استجمعوا كيدهم للقضاء على الخلافة الإسلامية فأعدوا الجيوش ووضعوا الخطط والمكائد من أجل القضاء على الخلافة الإسلامية وإنهائها، لكن خاب فألهم وطاش سهمهم، فدولة الخلافة وهي في أضعف أوقاتها أوقفتهم عند حدهم وردتهم في معركة جناق قلعة (جاليبولي)، لهذا لجأوا إلى الخطة البديلة وهي الاستعانة بعملائهم من داخل الدولة نفسها؛ فبسبب ضعف الدولة الإسلامية في أواخر عهدها تمكن الكفار من تجنيد الكثيرين من أبناء المسلمين ليكونوا خدما للغرب الكافر يأتمرون بأمرهم ويطبقون خططهم، وعن طريق هؤلاء الخونة تمكنوا من عزل السلطان عبد الحميد الثاني آخر خليفة في حياة المسلمين والذي كانت له حظوة وكلمة مسموعة عند الأمة الإسلامية، وبعزله رحمه الله تمكن الخونة من تنصيب ثلاثة خلفاء واحدا بعد الآخر لا يملكون من أمرهم شيئا بل لا يحكمون حتى القصر الذي يعيشون داخل جدرانه! فمهدت بلاد المسلمين للضربة القاضية عن طريق عميلهم المجرم مصطفى كمال الذي نفذ خطة أسياده في إلغاء الخلافة الإسلامية من الوجود، وبإسقاطها غاب الإسلام، فالروح إن خرجت من الجسد يبقى الجسد جثة بلا قيمة، فلم يعد الإسلام مطبقا بل تم استبدال قوانين وتشريعات وضعية من دول الغرب الكافر به، ولا تزال مطبقة في حياتنا كمسلمين!

 

ولقد حرص الكفار أيما حرص على مسح الخلافة والأخوة الإسلامية من أذهان المسلمين وتم استبدال الحدود الوطنية بهما، عن طريق تقسيم بلاد المسلمين بحدود وهمية لا قيمة لها، ومع ذلك جعلها حكام المسلمين الخونة أقوى من سد ذي القرنين، حيث خصصت لها قوات عسكرية خاصة لحمايتها، ومنع انتقال المسلمين من خلال تلك الحدود التي خطها يد الكافر المحتل، وفي كل وطن أوجدوا القوميات ووضعوا بينها مشاكل أدت إلى نشوب حروب وصراعات قومية أهلكت الحرث والنسل وتسببت في سفك دماء المسلمين فيما لا طائل من ورائه سوى إبقاء المسلمين متنافرين ومتباعدين ومتخاصمين ومتباغضين يكيد بعضهم لبعض، وجميعهم يعتمدون في بقائهم على عدوهم الذي تسبب في تناحرهم وتباغضهم وتقاتلهم!!

 

من هنا أيها المسلمون أعيدوا الروح للجسد، فلا عز ولا جاه ولا قوة ولا تمكين ولا تطبيق لشرع ربكم إلا بالعمل والسعي الجاد مع العاملين المخلصين من شباب حزب التحرير الذين يسعون بكل جهدهم وطاقتهم من أجل إعادة بناء الدولة الإسلامية (الخلافة الإسلامية) من جديد فينهض ذلك العملاق من سباته الطويل من جديد، فيطبق من خلالها شرع الله وأحكامه في واقع حياتنا، ويعيد بها الجرذان والثعالب إلى جحورها إن وجدوا عندها جحرا يؤويهم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ريان عادل – ولاية العراق

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع