الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أوزبيكستان جزء من أمة ترزح تحت الجراح وستنتصر وإن طال الزمان

 

 

تعد أوزبيكستان واحدة من دول وسط آسيا التي عاش أهلها لعقود تحت الاضطهاد الشيوعي، ثم عانوا لعقود بعد ذلك من حكم الطاغية كريموف حيث عانوا من الاضطهاد والتنكيل وفوق ذلك التعتيم الدولي الكبير على جرائم هذا الطاغية الهالك وتنكيله بالمسلمين هناك.

 

أوردت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها في 2004 ما يتعرض له (المنشقون) المسلمون من الاعتقال والتعذيب في إطار حملة مستمرة أدت إلى حبس ما يقدر بنحو 7000 منهم. حيث استهدفت تلك الحملة الحكومية المسلمين المستقلين الذين يمارسون عقائدهم الدينية خارج المساجد والمدارس الدينية التي تديرها الحكومة، أو خارج إطار الضوابط الصارمة التي تفرضها القوانين الحكومية. وقالت ريتشل دنبر، المديرة التنفيذية بالنيابة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة هيومن رايتس ووتش: "إن الحكومة الأوزبيكية تقوم بحملة لا رحمة فيها ولا هوادة ضد المنشقين المسلمين المسالمين؛ ويظهر مدى ووحشية العمليات التي تجري ضد المسلمين المستقلين بجلاء أنها تأتي في إطار حملة محكمة التنسيق والتنظيم من الاضطهاد الديني". وأضافت: "وفي الشهر الماضي، أدينت امرأة في الثانية والستين من عمرها، تدعى فاطمة مخاضروفا، بتهمة التطرف الديني بعد أن تحدثت جهاراً عن تعذيب ابنها ووفاته في الحجز؛ وكان ابنها قد زُجَّ به في السجن بتهمة "التطرف الديني"، ولقي حتفه في السجن في آب/أغسطس 2002، بعد تغطيسه في ماء مغلي على ما يبدو؛ وأطلقت السلطات سراح مخاضروفا في أعقاب عاصفة من الاحتجاج الدولي. غير أن حملات الدهم والاعتقال لا تزال مستمرة بلا هوادة، ومنذ كانون الثاني/يناير الماضي، أدين ما لا يقل عن 26 من المسلمين المستقلين".

 

وهذا مثال واحد من عشرات الآلاف من المسلمين ممن قضوا نحبهم تحت التعذيب في السجون أو تمت مضايقتهم والتنكيل بهم أو ممن قضوا سنوات طويلة تصل لربع قرن في السجون بلا جرم ولا ذنب.

 

وقد كان أكثر من نصف عدد الأشخاص الذين استهدفتهم الحكومة من أعضاء حزب التحرير، فالحكومة الأوزبيكية تعتبر دعوة حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة واستئناف الحياة الإسلامية خطراً يهددها، وضرباً من الأنشطة الهدامة التخريبية! وتصدر المحاكم أحكاماً طويلة بالسجن على أعضاء حزب التحرير، والمشاركين في الحلقات الدراسية للحزب، ومن يقومون بنشر أو حتى حيازة مطبوعات الحزب. وقد استمر هذا الحال حتى 2016 حيث تعرض شباب حزب التحرير وشاباته وذووهم ومعهم جموع المسلمين الثابتين على دينهم هناك لحملة شعواء وهمجية من نظام المجرم الحاقد على الإسلام وأهله.

 

وحين هلك الطاغية كريموف، خلفه في الرئاسة رئيس الوزراء ميرزياييف، حيث كان قد تعهد بإطلاق الحريات واحترام حقوق الإنسان، وعدم التعرض للنشطاء أو المعارضين حسب زعمه.

 

لكن هذه الأنظمة الجبرية هي في الحقيقة كراتين يحكمها دُمى، تحركهم أمريكا حسب مصالحها، وقد نهبوا البلاد وباعوها للعدو، ونكلوا بالعباد وظلموهم لضمان استمرار وجودهم في مناصبهم التي يبقيهم فيها الغرب، فهم موجودون في كراسيهم ضمن صفقة مع الكافر. بقاؤهم في الحكم مرتبط بمدى خدمتهم لسيدهم. وكل شعارات الحرية وحقوق الإنسان هي في الحقيقة مجرد شعارات براقة لتغطية الوجه القبيح للحكم الجبري القائم على قوة الحديد والنار. أما شعارات حقوق الإنسان والحريات فحتى الغرب الذي صدّرها لنا قد كشف لنا في أحداث غزة الأخيرة وغيرها أنها مجرد ألهية يضحك بها على الشعوب لأجل تمرير مصالح الطغمة الحاكمة.

 

فالرئيس الأوزبيكي الذي تعهد في 2016 بعهد جديد من الحرية والعدالة، يكشر عن أنيابه اليوم ليعيد اعتقال 23 شاباً من شباب حزب التحرير ممن قد تمت محاكمتهم خلال سنتي 1999 و2000، وقضوا عقوبات لسنين تجاوزت 20 عاماً في سجون كريموف، وتم إجبارهم على التوقيع على تهم ملفقة بالتهديد باغتصاب الزوجة تارة أو التنكيل بالأولاد والأقارب مرة أخرى، غير التعرض للضرب والصعق بالكهرباء. وتم اعتقال 16 شاباً آخر يتم سجنهم بلا ذنب ولا جرم سوى قولهم ربنا الله.

 

هذه الجريمة التي ينفذها النظام ويسير فيها على خطا الهالك كريموف، هي في الحقيقة خدمة لأمريكا التي تريد من باكستان وأوزبيكستان ودول آسيا الوسطى أن تبقى ترزح تحت الحكم الوضعي لتبقيها تحت سيطرتها بعدما تخلصت من الحكم السوفيتي. وكل هذا في الحقيقة ليس إلا ردة فعل تجاه ما يحدث في العالم من تململ الأمة وتطلعها للنهضة الحقيقية الشاملة حيث تقيم دولة الخلافة وتطبق دين الله في الأرض لتعود آسيا الوسطى بكل حواضرها جزءا عريقا من أمة الإسلام تخرّج العلماء والحفّاظ والقادة والمجاهدين، وينعم أهلها بعز الإسلام وتعود لهم ثروات بلادهم ويحملون الإسلام مع الأمة مرة أخرى للعالم رسالة هدى ونور.

 

وإن هذا سيكون قريباً بإذن الله، مهما طال عهد الظالمين ومهما نكّلوا وقمعوا، فإنه وإن فاز الباطل بجولة، وطال عهده فلا بد للحق أن ينتصر في المعركة، هذا وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ.

 

﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ

 

 

 

#صرخة_من_أوزبيكستان

#PleaFromUzbekistan

#ЎЗБЕКИСТОНДАН_ФАРЁД

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع