الأربعاء، 01 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

كرامة الرسول ﷺ – نهر النيل – رئاسة بايدن

 

(مترجم)

 

انتفض المسلمون هذا الأسبوع في بلد تلو الآخر داعين حكامنا للدفاع عن كرامة النبي ﷺ لكن حكامنا يخونون دعواتهم ودينهم. كما تظاهر ما يقدر بـ40 ألف مسلم بعد صلاة الجمعة فى دكا ببنغلادش، وخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في المدن في جميع أنحاء باكستان وأفغانستان. ونظمت احتجاجات في بيروت، في لبنان، حيث حاول بضع مئات أيضاً التظاهر نحو المقر الرسمي للسفير الفرنسي، لكن منعتهم الشرطة الخاصة بمكافحة الشغب من ذلك. وأثار المسلمون دعوات في القدس خارج المسجد الأقصى. كل هذا يأتي بعد تمجيد فرنسا للمعلم الذي اعتبر الإساءة لنبي الإسلام ضرورية لتعليم الأطفال في صفه، الذين كان أغلبهم مسلمين. إن فرنسا تفعل ذلك باسم القيم والمثل الغربية مثل العلمانية والحرية والديمقراطية، وهي مثلٌ معارضة للدين وتحط من شأن ما هو مشرف ومتحضر.

 

الغرب يُسيء للنبي ﷺ لأنهم يحتاجون شعوبهم لمعارضة الإسلام ولأنهم يعرفون أنه لن يكون هناك رد فعل مهم من جانب المسلمين، لأن حكام المسلمين هم عملاء للغرب مما يجعل حكوماتنا عاجزة في مثل هذه الأمور. ويرد حكامنا على الإساءات للنبي ﷺ بدعوة المسلمين إلى ضبط النفس. حيث تعتبر العديد من الاحتجاجات والمظاهرات الإسلامية غاية في حد ذاتها، بدلاً من تقديم مطالب محددة. وكما يتم تقديم المطالب، هذه الإجراءات لا معنى لها في الغالب مثل عدم شراء السلع الفرنسية. بالإضافة إلى ذلك، لدينا حكام مثل أردوغان، الذين يسعون إلى استخدام هذه القضية لزيادة تأجيج معارضته لفرنسا، كجزء من خدمته للمصالح الأمريكية التي تعمل في التنافس على المصالح الأوروبية. لقد أظهر لنا خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد في القرن العشرين بالفعل استجابة متفوقة للغاية، مما أجبر القوى الغربية على منع الإساءة للنبي ﷺ، من خلال التواصل البسيط والقوي وفي الوقت ذاته من خلال القنوات الدبلوماسية الروتينية.

 

استأنفت مصر والسودان وإثيوبيا المفاوضات هذا الأسبوع بعد ثلاثة أيام توبيخ من الرئيس الأمريكي ترامب للسودان وإثيوبيا لعدم تعاونهما مع مصر، وذلك في سياق مؤتمر هاتفي ضم اللواء البرهان رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان ونتنياهو رئيس وزراء كيان يهود. وبطبيعة الحال، تم ترتيب المؤتمر الهاتفي أمام الصحفيين للإعلان عن تطبيع العلاقات بين السودان وكيان يهود، لكن ترامب رد على امتثال السودان بالتهديد بعمل عسكري مصري، حيث قال: "قلتها وأقولها بصوت عال وواضح، سوف يفجرون ذلك السد، وعلينا أن نفعل شيئاً. كان عليهم أن يوقفوه [السد] قبل وقت طويل من بدء تشغيله". يختلف أسلوب ترامب المفخخ عن الحكام الغربيين الآخرين، لكن إصراره على إشراك نفسه في كل قضية في العالم يتفق تماماً مع الطريقة التي تنظر بها أمريكا إلى دورها، التي توصف أحياناً بأنها شرطي عالمي ولكنها في الواقع ديكتاتور عالمي. إن الحل الحقيقي لمثل هذه القضايا كتقاسم ثروة النيل هو إقامة قيادة فريدة لجميع المسلمين، في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة توحد جميع بلاد المسلمين تحت حكمها. وما دام المسلمون منقسمين وفقاً لنموذج الدولة القومية التي يفرضها الغرب، فإن الصراعات بين البلاد الإسلامية سوف تحدث حتماً، وسيظل الغرب لديه الأعذار والفرص للتدخل في شؤوننا.

 

مع إجراء الانتخابات العامة في أمريكا في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، يأمل الكثيرون في جميع أنحاء العالم في إنهاء رئاسة دونالد ترامب، ولكن الحقيقة هي أن أسلوبه الظاهر لا يكشف إلا عما كان دائماً واقع السياسة الخارجية الأمريكية. إن أمريكا لا يحكمها رئيسها وحده. وما يشيرون إليه بالديمقراطية هو في الواقع نظام معقد من الضوابط والتوازنات يهدف إلى منع أي فرد من السيطرة على الحكم. وفي حين يعتقد عامة الناس أن هذه الضوابط والتوازنات تعمل لصالحهم، فإن الواقع هو أن هذه الضوابط والموازين مصممة لإدامة قوة ونفوذ النخبة الرأسمالية الأمريكية، والعمل من خلال مؤسسة سياسية منتشرة في جميع أنحاء الكونغرس والقضاء الأعلى ووزارات الحكومة الاتحادية. ولا يمكن للرئيس أن يتحدى هذه المؤسسة، على الرغم من أنه يؤثر على كيفية تنفيذ السياسات. حيث يعد خصم ترامب في الانتخابات، جو بايدن، هو يد مؤسسة قديمة عملت في ذروتها، لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لعقود، بما في ذلك كرئيس فضلا عن كونه نائب الرئيس ومدرب في مؤسسة أوباما فعليا لمدة ثماني سنوات، كما كان تشيني لبوش، وكما كان من المفترض أن يكون بنس لترامب، ومن المتوقع أن تكون رئاسة بايدن أكثر خطورة بكثير على الأمة الإسلامية والعالم بأسره من رئاسة ترامب.

 

المؤسسة الأمريكية لن تقوم بالتغيير من الداخل. ولا توجد أي من القوى العظمى الأخرى في وضع يسمح لها بمنافسة أمريكا على الهيمنة العالمية. لذا يقع على عاتق الأمة الإسلامية أن تعيد إقامة دولتها، وأن توحد جميع بلادها، وأن تحرر الأراضي المحتلة، وتعيد الحياة الإسلامية الحقيقية، وتحمل نور الإسلام إلى العالم بأسره. ومنذ نشأتها، ستدخل الخلافة في مصاف القوى العظمى، وستصعد إلى مركز القوة الرائدة في العالم، وجالبة الخير للبشرية جمعاء.

 

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع